بقلم أحمد عزيز
ترجمة وتحرير نجاح خاطر
وجه المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية أفيخاي أدرعي أوامر بطرد الفلسطينيين من خان يونس، بما في ذلك منطقتي بني سهيلا وعبسان جنوب قطاع غزة، استعداداً لما وصفه بـ”هجوم غير مسبوق” على المنطقة التي أعلن أنها “منطقة قتال خطرة”.
وفي بيان على منصة X طالب أدرعي سكان المناطق المستهدفة بالتوجه نحو منطقة المواصي جنوب غزة، التي صنفها الجيش سابقًا “منطقة إنسانية”، والتي تعرضت رغم هذا التصنيف لاستهداف متكرر من قبل قوات الاحتلال.
وتؤوي منطقة المواصي حاليًا آلاف العائلات الفلسطينية النازحة التي لجأت من الهجمات الجوية والبرية المتواصلة من قبل جيش الاحتلال.
وذكر المواطن عمر الرجا الذي نزح من خان يونس لموقع ميدل إيست آي أنه نزح مع عائلته بمن فيهم زوجته وأطفاله الثلاثة عدة مرات منذ أن دمر جيش الاحتلال منزلهم في وقت سابق من الحرب.
وأفاد أن العائلة كانت قبل أمر الإخلاء الأخير تلجأ إلى منزل أحد أصدقائها، الذين أُجبروا الآن على تركه.
وأضاف الرجا وهو في حالة من الأسى الشديد: “ليس لدينا حتى طعام الغداء، وليس لدينا وسيلة مواصلات، وليس لدينا أي شيء، ولا نعرف إلى أين سنذهب، نحن نتنقل نزوحا سيرًا على الأقدام، لم يعد ثمة حياة هنا، لا شيء”.
من ناحيتها ذكرت أنوار محمد إبراهيم أبو دقة لموقع ميدل إيست آي أنها وأطفالها لا يملكون أي وسيلة مواصلات، ويضطرون للسير على الأقدام نحو البحر بحثًا عن الأمان.
وفيما كانت تقف محاطة بأطفالها وصفت أبو دقة الظروف المعيشية المزرية لعائلتها وسط الجوع والإرهاق الشديدين قائلة: “أقسم بالله، لا نستطيع حتى المشي، نشعر بالدوار، الناس جائعون، متعبون”.
ومنذ بدء القتال في غزة، هُجّرت الأم الفلسطينية أربع مرات على الأقل وأوضحت أنها أُجبرت على العيش في الشوارع وعلى طول الساحل، وكانت تحتمي بخيمة، ومثل العديد من المدنيين الآخرين، فقد ظلت تعيش في خوف دائم، وخاصة على حياة أطفالها.
وقالت أبو دقة إنها أثناء نزوحها من خان يونس نساء حوامل يُكافحن للمشي، واصفةً المشهد بأنه “ظلمٌ فادح”، وأردفت: “ماذا عسانا أن نفعل؟ الله معنا، لا شيء بيدنا سوى أن مصيرنا مكتوب، سواء متنا هنا أو على شاطئ البحر”.
بدوره، أشار محمد أبو دقة، الذي نزح هو الآخر من خان يونس مع زوجته وأطفاله إلى أن تأمين وسائل النقل شبه مستحيل، وأنهم لا يحصلون على الطعام أو الماء، وأعرب عن ألمه وهو يهز زجاجة ماء فارغة مخصصة لأطفاله.
وفي حديثه لموقع ميدل إيست آي وصف أمر الطرد الذي أصدره جيش الاحتلال بأنه كان “مرعبًا”، وأضاف: “أرعبني الخبر، نحن مجرد مدنيين، نقيم في خيامنا، ونتعرض للقصف والذبح، لا أحد من القادة العرب قادر على إيقاف الاحتلال هل كلهم خائفون؟”.
وتابع: “أدعو العالم العربي والإسلامي لإنقاذنا، والتعاطف معنا كما لو أن هؤلاء الأطفال والنساء أبناءهم، تخيلوا أطفالهم يُذبحون والكلاب تنهشهم”.
وتابع: “كانت الكلاب تنهش جثة شقيقي عندما وجدتها، أتوسل إليهم أن يرحمونا قبل أن يحاسبوا أمام الله، نحن لا دخل لنا في كل هذا.”
قوات إسرائيلية ترتدي زيًا نسائيًا
وجاءت موجة أوامر الطرد الأخيرة في أعقاب عملية فاشلة نفذتها قوات خاصة من جيش الاحتلال بهدف اعتقال قيادي بارز في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية.
وخلال العملية، التي نُفذت صباح الاثنين، اغتالت القوات الخاصة القائد أحمد سرحان، لكن قناة الجزيرة نقلت عن مراسل إذاعة جيش الاحتلال القول بأن سرحان لم يكن “الهدف الحقيقي” للعملية.
وذكر المراسل: “لقد تعثرت عملية خان يونس ولم تحقق هدفها الحقيقي، لم يكن هناك داع لتعريض وحدة من القوات الخاصة للخطر من أجل اغتيال شخص، إذ يُمكن استهدافه من الجو”.
وأكدت ألوية الناصر صلاح الدين لاحقًا استشهاد سرحان في بيان، جاء فيه: “استشهد القائد أحمد كامل سرحان، ضابط العمليات الخاصة في الألوية، بعد اشتباك بطولي مع القوات الخاصة الصهيونية”.
ونقل مراسل الجزيرة هاني الشاعر روايات شهود عيان زعموا أن القوات الخاصة كانت متنكرةً بزي نساء ووصلت في سيارة مدنية.
وأفادت التقارير أن عناصر الوحدة اقتحموا منزل سرحان، واعتقلوا زوجته وأطفاله، ووردت أنباء عن مقتل طفل آخر خلال المداهمة، ولا يزال مصير العائلة مجهولًا.
ولتغطية انسحاب القوات الخاصة، شُنت قوات الاحتلال أكثر من 40 غارة جوية في أقل من ساعة، مع قصف مكثف على المنطقة، وفقًا للشاعر.
ولم يقدم جيش الاحتلال سوى تفاصيل محدودة عن طبيعة العملية، وقال في بيان مقتضب: “إن جيش الدفاع ينفذ عملية عربات جدعون ويعمل في جميع مناطق قطاع غزة وفي أعقاب التقارير، لا يوجد أي تغيير في تقييم الوضع”.
للاطلاع على المقال الأصلي من (هنا)