الانتخابات الاردنية ترسل رسالة تحد لإسرائيل.. فما هي؟ 

بقلم محمد عايش

ترجمة وتحرير نجاح خاطر

حققت الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، جبهة العمل الإسلامي، فوزًا كبيرًا تاريخياً في الانتخابات البرلمانية الأردنية هذا الأسبوع، حيث حصلت على أكبر عدد من الأصوات، رغم عدم تمكنها من الحصول على الأغلبية.

ولأول مرة في تاريخ البلاد، تم إجراء التصويت باستخدام نظام التمثيل النسبي، بعد سنوات من الانتقادات لنظام “الصوت الواحد للرجل الواحد”، والذي يُنظر إليه على أنه يفضل الانتماءات القبلية على الأحزاب السياسية.

لقد فازت جبهة العمل الإسلامي بـ 31 من أصل 138 مقعدًا في البرلمان الأردني، مما أدى إلى مضاعفة تمثيلها ثلاث مرات عن انتخابات 2020.

يمثل هذا أكبر انتصار للإسلاميين في البلاد منذ عام 1989، عندما حصلت جماعة الإخوان المسلمين على 22 من أصل 80 مقعدًا في البرلمان.

وفي هذا الشأن يقول مراد العضايلة، الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي، لموقع ميدل إيست آي إن نجاح حزبه كان نتيجة لأدائه في البرلمان السابق وموقفه المؤيد للفلسطينيين وسط حرب إسرائيل على غزة.

وأضاف العضايلة “إن مجلس النواب القادم يجب أن يكون قوياً في مواجهة اليمين الإسرائيلي المتطرف، والذي قد يتحالف في المستقبل مع اليمين الأمريكي المتطرف إذا فاز ترامب في الانتخابات الأمريكية”.

وأوضح أن الناخبين يبحثون أيضا عن حلول لمشاكلهم الاقتصادية، حيث بلغ معدل البطالة 21% في الربع الأول من هذا العام، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في الأردن بسبب الحرب عبر الحدود.

دلالات مهمة

قبل أيام قليلة من التصويت، تحدثت مع النائب الأردني السابق والزعيم القبلي هايل ودعان الدعجة، الذي أخبرني أن المزاج العام في البلاد يميل نحو “الاتجاه الإسلامي”، ويرى أن هذا هو أفضل وسيلة للحماية من التهديدات التي تواجه الأردن حاليا، “وخاصة التحركات الإسرائيلية في الضفة الغربية”.

وكانت العشائر الأردنية قد أعربت عن مخاوفها من أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب الحديث عن طرد الفلسطينيين بالقوة، هي جزء من مؤامرة إسرائيلية لتحويل الأردن إلى دولة فلسطينية وزعزعة استقرار المملكة.

وقال الدعجة إن إجراء انتخابات نزيهة تمثل الشعب الأردني بشكل حقيقي هو الضمانة الوحيدة لتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وقد حذر الملك عبد الله الثاني من أن العدوان الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية المحتلة يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الأردن، ما قد يؤدي إلى موجة من العنف الإقليمي لا يمكن السيطرة عليها.

وفي هذا السياق، فإن فوز جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يحمل عدة دلالات مهمة، من بينها أن هذه الانتخابات تشكل خطوة أولى مهمة في مسار الإصلاح السياسي في الأردن، حيث ترسل رسالة إلى المؤسسة السياسية مفادها أن الشعب الأردني يدعم جماعة الإخوان المسلمين، التي استهدفتها الدولة مراراً وتكراراً.

وسوف تتردد أصداء هذه الرسالة على المستوى الدولي، خاصة بين القوى الخارجية التي ضغطت على الأردن من أجل تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة “إرهابية”.

وتشير النتائج أيضاً إلى أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للناخبين الأردنيين، حيث يدعو برنامج جبهة العمل الإسلامي إلى عزل إسرائيل وإلغاء معاهدة السلام مع الأردن.

ومن المثير للاهتمام أن العديد من الأصوات التي حصلت عليها جبهة العمل الإسلامي جاءت من المناطق العشائرية، وهو ما يظهر الدعم المتزايد للحزب في المناطق التي كانت عادة معاقل للحكومة.

وتنذر هذه التطورات بتحول مهم في الحياة السياسية في الأردن، حيث إن التركيز المتزايد على النظام الحزبي سوف يدفع العديد من السياسيين إلى التنافس في إعداد برامجهم، ما من شأنه أن يعزز التجربة الديمقراطية ويشجع الناس على المشاركة السياسية.

وفوق كل شيء، فإن هذه الانتخابات تشكل رسالة تحد أردنية لإسرائيل، وتعهداً بدعم الفلسطينيين، وهو ما يؤكد على رفض الشعب الأردني للتخلي عنهم.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة