يتوجه ملايين البريطانيين اليوم الخميس إلى صناديق الاقتراع في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ومن المرجح أن تكون الحرب الإسرائيلية على غزة عاملاً رئيسياً في تحديد توجهات الناخبين عند الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الحالية.
يذكر أن استطلاعين رئيسيين للرأي قد أظهرا أن حزب العمال المعارض في طريقه للفوز بأغلبية ساحقة، فمن المتوقع حصوله على حوالي 431 مقعداً من أصل 650 في مجلس العموم.
أظهر استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة يوجوف مؤخراً، أن 29% من البريطانيين من أصول بنغالية أو باكستانية يعتزمون التصويت لمرشحي حزب الخضر مقابل 44% منهم فقط لحزب العمال، وذلك بعد أن قام حزب الخضر اليساري بحملة مكثفة في عدة مناطق لدعم وقف إطلاق النار في غزة وتعليق مبيعات الأسلحة لإسرائيل
تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين يريدون معاقبة المحافظين بعد 14 عاماً من الحكم الفوضوي داخلياً وخارجياً، حيث أفادت تقارير في الـ 24 ساعة الماضية بأن حتى مقعد رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك في دائرة ريتشموند ونورثالرتون لم يعد مضموناً.
أما في المدن والبلدات، فقد ظل الناخبون من المسلمين وتيار اليسار غاضبين بسبب تأخر حزب العمال في المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وهم مصممون على إسماع أصواتهم، فرغم عدم وجود رأي فعلي لحزب العمال في السياسة الخارجية البريطانية كونه حزباً معارضاً، إلا أن الكثيرين غاضبون من رد فعل الحزب على الحرب.
بناء على ذلك، قرر العشرات من المرشحين المستقلين الترشح للمقاعد التي يسيطر عليها حزب العمال على برامج مؤيدة لغزة، وهي 16 مقعداً وصفت بأنها “ساحات معركة”.
في تصريحه لموقع ميدل إيست آي، قال المرشح المستقل أحمد يعقوب، الذي من المحتمل أن يزيح شبانة محمود المرشحة عن حزب العمال في دائرة السيدات في برمنغهام: “بالنسبة لي، كانت غزة هي القشة الأخيرة، وأنا لا أفهم لماذا تتجاهل امرأة مجتمعها الناخب فيما يتعلق بقضية فلسطين! لماذا تريدون شخصاً يسيطر عليه حزبه وليس دائرته الانتخابية؟”.
طوال أشهر الحرب على غزة، أعرب العديد من الناخبين البريطانيين عن عدم رضاهم عن حزب العمال، خاصة فيما يتعلق بموقف الحزب المبكر عندما دعا إلى “وقف دائم للقتال” بدلاً من وقف شامل لإطلاق النار، ورغم تغيير موقفه لاحقاً، إلا أن الكثيرين عبروا عن رغبتهم بالتصويت لصالح مرشح وحزب مؤيد لوقف إطلاق النار بوضوح.
أظهر استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة يوجوف مؤخراً، أن 29% من البريطانيين من أصول بنغالية أو باكستانية يعتزمون التصويت لمرشحي حزب الخضر مقابل 44% منهم فقط لحزب العمال، وذلك بعد أن قام حزب الخضر اليساري بحملة مكثفة في عدة مناطق لدعم وقف إطلاق النار في غزة وتعليق مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
في نفس الوقت، فقد قدم جورج غالاوي، الذي تم انتخابه عن المقعد الشمالي في روتشديل في انتخابات فرعية أجريت في فبراير الماضي، مرشحين لحزب العمال الذي ينتمي إليه في مقاعد في مختلف أنحاء البلاد على أساس برامج مؤيدة لغزة وفلسطين.
في لندن، تهدف المستقلة البريطانية الفلسطينية ليان محمد، البالغة من العمر 23 عاماً، إلى الإطاحة بوزير الصحة في حكومة الظل العمالية وحليف ستارمر الوثيق، ويس ستريتنج، في دائرة إلفورد نورث في لندن
تشكل هذه الانتخابات أيضاً أهمية لقضايا الأقليات نظراً للصعود السريع لحزب الإصلاح، وهو حزب مناهض للمهاجرين بقيادة السياسي اليميني المخضرم نايجل فاراج، حيث قام عدد من المرشحين البرلمانيين الإصلاحيين بإصدار تصريحات عنصرية ومعادية للمسلمين وعنصرية، حتى أن فاراج نفسه صرح في وقت مبكر من الحملة بأن “الشباب المسلمين لا ينتمون إلى منظومة القيم البريطانية”.
التنافس على المقاعد
في دائرة برمنغهام ياردلي، تواجه جيس فيليبس من حزب العمال، والتي استقالت في نوفمبر الماضي من حكومة الظل تحت قيادة ستارمر بعد تصويتها لصالح وقف إطلاق النار، تحدياً أمام مرشحة حزب العمال جودي ماكنتاير، كما يتنافس المرشح المستقل أيوب خان ضد مرشح حزب العمال الحالي خالد محمود في دائرة برمنغهام بيري بار.
أما في مقاطعة شرق ميدلاندز، فيواجه وزير حكومة الظل العمالي، جون أشوورث، تحدياً في دائرة ليستر ساوث، التي يبلغ عدد سكانها المسلمين 33%، أمام مرشحين مؤيدين لغزة، هم المستقل شوكت آدم، وشارمن الرحمن من حزب الخضر.
ومن المرجح أن يشغل جالواي مقعده في دائرة روتشديل في مانشستر، أما في دائرة ديوسبيري آند باتلي في غرب مدينة يوركشاير، فتواجه كيم ليدبيتر، رئيسة حزب العمال، المستقلة الموالية لغزة المرشح إقبال حسين محمد.
وتعد المنافسة في دائرة بلاكبيرن، التي يبلغ عدد سكانها المسلمين 35%، واحدة من أكثر الحملات ضراوة، حيث تواجه كيت هولرن، رئيسة حزب العمال، تحدياً أمام مرشحين مؤيدان لغزة، وهما كريج موراي من حزب العمال والمرشح المستقل عدنان حسين.
في الجنوب وفي دائرة بريستول سنترال، حيث لا تتعدى أعمار معظم الناس هناك 35 عاماً، يواجه حزب العمال اضطراباً غير مسبوق، ومن المرجح أن تطيح المرشحة عن حزب الخضر، كارلا دينير، بمرشحة حزب العمال، ثانغام ديبونير، بسبب تأييدها الشديد لغزة.
في لندن، تهدف المستقلة البريطانية الفلسطينية ليان محمد، البالغة من العمر 23 عاماً، إلى الإطاحة بوزير الصحة في حكومة الظل العمالية وحليف ستارمر الوثيق، ويس ستريتنج، في دائرة إلفورد نورث في لندن.
وفي دائرة بيثنال جرين آند ستيبني شرق لندن، تواجه روشانارا علي من حزب العمال تحدياً أمام المستقل أجمل مسرور المؤيد لغزة.
أما زعيم حزب العمال السابق والذي تم طرده من الحزب، جيريمي كوربين، فهو مرشح كمستقل في دائرته الانتخابية، إسلنجتون نورث.
تتجه كل الأنظار أيضاً نحو دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن، وهي دائرة كير ستارمر الانتخابية، حيث يواجه ستارمر تحدياً أمام المستقل المؤيد لغزة، أندرو فاينشتاين، وهو كاتب وحليف سابق لمانديلا قام بحملة ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
لقد بدأ التصويت في أكثر من 40 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء بريطانيا، وسوف يتم الإعلان عن النتائج في الساعة 10:00 مساءً، في 650 دائرة انتخابية، حيث من المتوقع أن يحصل الحزب الفائز على 326 مقعداً، وهو الحد الأدنى للأغلبية البرلمانية.