اعتقلت شرطة القدس أربعة إسرائيليين قاموا بالبصق نحو رجال دين مسيحيين في القدس الشرقية المحتلة يوم الأربعاء، بعد حادثة مماثلة وقعت يوم الإثنين وجرى اعتقال أحد الإسرائيليين على خلفيتها.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد دافع عن أفعال الإسرائيليين التي وقعت يوم الإثنين خلال مسيرات يهودية بمناسبة عيد العرش ووصف قيامهم بالبصق على المسيحيين بأنها أفعال “غير إجرامية”.
وزعم بن غفير الذي يشرف على الشرطة، في مقابلة مع إذاعة الجيش أن البصق على المسيحيين “ليس قضية جنائية” مدعياً أنه لا يصح الرجوع لأي حدث “لتسويغ الاعتقال”.
وذكر أن الأحداث “تستحق كل الإدانة” لكنه حث الجمهور على “التوقف عن التشهير بإسرائيل”.
وكان بن جفير قد دافع في السابق عن فعل البصق على المسيحيين باعتباره “عادة يهودية قديمة”، قبل أن يكرر المستوطن الإسرائيلي إليشا ييريد، المشتبه في تورطه في قتل مراهق فلسطيني في آب / أغسطس ذات الادعاء.
وقال ييريد في منشور على موقع X يوم الثلاثاء أن “البصق بالقرب من الكهنة أو الكنائس عادة يهودية قديمة”.
وتابع:” ربما نسينا إلى حد ما، تحت تأثير الثقافة الغربية، ما هي المسيحية، لكنني أعتقد أن ملايين اليهود الذين عانوا في المنفى من الحروب الصليبية، و تعذيب محاكم التفتيش الإسبانية والتشهير بالدماء والمذابح الجماعية لن ينسوا أبدًا”.
وكان عدد من الذين جرى اعتقالهم يوم الأربعاء من طلاب الحاخام ناتان روثمان، الذي كان يقود موكبًا عبر البلدة القديمة، وهو شقيق النائب اليميني المتطرف سيمحا روثمان، الذي كان يشارك أيضًا في الموكب.
وذكر النائب لموقع واي نت نيوز أن أعمال البصق “تستحق الإدانة” لكنها “تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه”.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد قامت باعتقال المشتبه في قيامهم بالبصق تجاه المسيحيين عقب الغضب واسع النطاق الذي أثارته لقطات تم نشرها في وقت سابق من هذا الأسبوع تظهر إسرائيليين يبصقون على الكنائس أو بالقرب منها في القدس.
وقال وديع أبو نصار، المستشار والمتحدث السابق باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة إن البابا فرانسيس “غاضب” من هذه الأفعال.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها أن حوادث البصق المتكررة على المسيحيين تعكس “ثقافة الكراهية والعنصرية” لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ظل الانتقادات المتزايدة، أصدر المسؤولون الإسرائيليون بيانات تدين الأعمال المعادية للمسيحية من قبل الإسرائيليين وتعهدوا بحماية حرية العبادة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاشر من الشهر الجاري التزام إسرائيل الكامل “بحماية الحق المقدس في العبادة والحج إلى الأماكن المقدسة لجميع الأديان”.
وأضاف:” أدين بشدة أي محاولة لترهيب المصلين، وأنا ملتزم باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضدها”، دون أن يذكر المسيحيين.
واتهم يوسف ظاهر، منسق مجلس الكنائس العالمي في القدس، السلطات الإسرائيلية بتشجيع الاعتداءات على المسيحيين.
وأوضح ظاهر أن إهمال الشرطة وتصريحات وزراء الحكومة الإسرائيلية، ساهمت في تفاقم الظاهرة.
وقال أن المضايقات التي يمارسها الإسرائيليون ضد المسيحيين، بما في ذلك البصق، ليست جديدة، لكنها تزايدت في ظل الحكومة الجديدة، التي توصف بأنها الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.
وتتراوح الاعتداءات التي يرتكبها غالباً قوميون متطرفون أو مستوطنون وجنود بين التعدي على الكنائس والبصق على روادها إلى تدمير الرموز المسيحية وتخريب القبور وغيرها.
ووفقاً للتقارير فإن الشرطة الإسرائيلية لا تأخذ الاعتداءات على محمل الجد، وترفض التعامل معها كظاهرة وتقلل من شأن دوافع الجناة بالقول إن اعتداءاتهم نفذت بسبب “مرض عقلي”.