قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن ما يتم تداوله من تصريحات بشأن إبلاغ دولة قطر مسبقا بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة، اليوم الثلاثاء، عارٍ عن الصحة.
وأوضح المتحدث -في منشور على موقع إكس- أن “الاتصال الذي ورد من قبل أحد المسؤولين الأميركيين جاء خلال سماع دوي صوت الانفجارات الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي في الدوحة”.
جاء ذلك بعدما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة “قبل وقت قصير من وقوعه”، وإن الرئيس دونالد ترامب طلب من مبعوثه ستيف ويتكوف “إبلاغ الدوحة بالهجوم الإسرائيلي الوشيك”.
وأضافت المتحدثة أن ترامب يرى أن “الحادثة المؤسفة قد تشكل فرصة لتحقيق السلام”، لكنها ذكرت أيضا أن استهداف حماس في دولة قطر “الحليف الوثيق لنا التي تعمل بجد وشجاعة للتوسط من أجل السلام لا يخدم أهدافنا”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين، وهي تقرأ من بيان رسمي: “الرئيس يعتبر قطر حليفاً وصديقاً قوياً للولايات المتحدة، ويشعر بأسف شديد حيال مكان وقوع هذا الهجوم، لقد وجه مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف لتحذير قطر بأن الهجوم كان وشيكاً”.
وبعد الغارات، تحدث ترامب هاتفياً مع كل من رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
دولة الاحتلال: “عملية مستقلة”
من جهته، أعلن مكتب نتنياهو أن العملية كانت “عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل”، مضيفاً: “إسرائيل هي من بادرت بها، وهي من نفذتها، وتتحمل كامل المسؤولية عنها”.
وبحسب تقرير الموقع، فإن بعض المسؤولين الأميركيين الذين عادة ما يكونون على اتصال بمركز العمليات الأميركي في الدوحة، التزموا الصمت أثناء الهجوم، في إشارة إلى أن الاتصالات قد قُطعت لتسهيل العملية.
ولم يتضح بعد نوع الذخائر التي استخدمها جيش الاحتلال في قصف الدوحة، غير أن الولايات المتحدة وقطر كانتا قد نسقتا سابقاً في مجال الدفاع الجوي، كما حدث حين استهدفت إيران قاعدة “العديد” الأميركية في يونيو/حزيران الماضي.
هذا وأعلنت وزارة الداخلية القطرية استشهاد العريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري من قوات الأمن الداخلي، وإصابة عدد آخر من عناصر الأمن.
كما لفتت تقارير إلى أن الهجوم استهدف منطقة كتارا، التي تضم مقر إقامة السفير الأميركي في الدوحة.
إدانات إقليمية
في أعقاب الغارات، أدانت قطر بشدة ما وصفته بـ”الهجوم الجبان لدولة الاحتلال”، فيما سارعت الإمارات إلى إصدار بيان إدانة مماثل، بينما اعتبرت السعودية أن الهجوم يمثل “انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر”.
وفي خطاب متلفز لاحق، لم يستبعد نتنياهو تنفيذ المزيد من الهجمات، في الوقت الذي كانت وسائل إعلام عبرية مثل صحيفة معاريف قد تحدثت منذ يونيو/حزيران الماضي عن “قائمة اغتيالات” أعدتها دولة الاحتلال ضد قيادات حماس في الخارج.
ورغم أن كثيراً من المحللين استبعدوا في السابق لجوء دولة الاحتلال إلى استهداف الدوحة، فإن هذا التصعيد غير المسبوق يثير تساؤلات حول مستقبل الأمن في العاصمة القطرية التي أخذت تبرز تدريجياً كوجهة بديلة أكثر هدوءاً للأعمال والوافدين مقارنة بدبي.