استشهد الطفل الفلسطيني عزام الشاعر بسبب سوء التغذية في غزة، ليصبح خامس طفل على الأقل يموت جوعاً خلال الأسبوع الماضي جراء عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع المحاصر.
وبحسب مراسل الجزيرة في قطاع غزة، فقد استشهد الشاعر يوم الثلاثاء في مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة بعد أن عجز المستشفى عن الحصول على الدواء لعلاجه.
وأظهر مقطع فيديو نشر على موقع X جثة الطفل الصغيرة الهزيلة ملقاة على طاولة، حيث ظهرت وجنتاه غائرتين وقفصه الصدري بارز وذراعاه ذابلان.
وكتب مراسل الجزيرة في غزة إسماعيل الغول على منصة: X ” لقد توفي الطفل عزام الشاعر نتيجة سوء التغذية الناجم عن حرب التجويع المستمرة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة”.
وقال: “لقد حرم هذا الطفل من العلاج بسبب الحصار المستمر ولم يجد الدواء بسبب تدمير المستشفيات والقطاع الصحي”.
وأضفى استشهاد الطفل عزام الشاعر والفيديو المصاحب له المزيد من الوجاهة على تقرير الأمم المتحدة الذي نُشر يوم الثلاثاء والذي قال أن كل سكان قطاع غزة تقريباً يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد أو ما هو أسوأ، بما في ذلك نصف مليون شخص يعانون من المجاعة.
ووفقاً للتقرير، الذي استشهد بالتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC): “96% من السكان أي حوالي 2.15 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد عند مستوى الأزمة أو أعلى”.
من جهته، نقل موقع ميدل إيست آي شهادات عن الفلسطينيين في قطاع غزة ورد فيها أن سلطات الاحتلال تفرض قيوداً مشددة على عمليات تسليم الغذاء المنقذ للحياة.
وأضاف أن هذه التشديدات أعادت الحال إلى الظروف القاسية التي شهدها الفلسطينيون في آذار/مارس بعد ارتفاع طفيف في الإمدادات على مدى الأشهر السابقة.
واستشهد أربعة أطفال على الأقل في غزة بسبب سوء التغذية الأسبوع الماضي فقط.
وتواصل سلطات الاحتلال فرض حصار مشدد على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر، مما أدى إلى الحد بشكل كبير من تدفق المواد الغذائية الأساسية المنقذة للحياة والمواد الطبية.
وتعرضت منطقة شمال غزة إلى الحصار الأكثر صرامةً، وهي المنطقة التي حاولت قوات الاحتلال إخلاء أكثر من مليون من سكانها في بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر.
وإلى جانب القصف المتواصل والاستهداف المتعمد للمستشفيات، وكجزء من سياسة ترقى إلى العقاب الجماعي للمدنيين، استخدم جيش الاحتلال تجويع السكان كسلاح حرب، وفقاً لمحققين مستقلين من الأمم المتحدة.
وبلغت أزمة الجوع ذروتها في آذار/مارس، حيث استشهد العشرات من الأطفال بسبب سوء التغذية وأُجبر السكان على أكل العشب، في حين قتلت قوات الاحتلال الباحثين عن المساعدات في كثير من الأحيان.
وتحت ضغوط دولية متزايدة، حسنت سلطات الاحتلال “قليلاً” من إمكانية الوصول إلى الغذاء في بعض المناطق بعد أن قتلت قواتها العديد من عمال الإغاثة الأجانب، لكن تقريراً مدعوماً من الأمم المتحدة حذر من أن المجاعة مازالت وشيكة.
وأدى استيلاء قوات الاحتلال على معبر رفح خلال هجومها البري المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، إلى خنق المسالك القليلة لشاحنات المساعدات الإنسانية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الثلاثاء أن أي مساعدات لم تدخل إلى القطاع خلال الخمسين يوماً الماضية.