الذخائر العنقودية: ما الخطر الذي تشكله هذه الأسلحة على المدنيين؟

أعلنت إدارة بايدن أنها ستقدم ذخائر عنقودية لأوكرانيا حيث تواصل كييف محاربة الغزو الروسي، حسبما أفادت العديد من المنافذ الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين.

ووفقا للتقارير، فإن قرار إرسال القنابل يخضع لبحث جاد منذ أسبوع على الأقل، ذلك أن إرسال الذخائر العنقودية من شأنه أن يفي بطلب طال انتظاره من أوكرانيا، والتي تقول إنه يمكن استخدامها في هجوم مضاد ضد روسيا.

لكن التقارير قوبلت بمخاوف عقب استخدام الذخائر في صراعات سابقة حول العالم، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، أدت إلى حظرها من قبل أكثر من 100 دولة، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة.

وفي هذا الشأن، قال بول هانون، نائب رئيس الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية والتحالف ضد الذخائر العنقودية، في بيان يوم الجمعة: “إن قرار إدارة بايدن بنقل الذخائر العنقودية سيسهم في الخسائر الفادحة التي يعاني منها المدنيون الأوكرانيون على الفور ولسنوات قادمة”.

وجاء في البيان: “إن استخدام روسيا وأوكرانيا الذخائر العنقودية يضيف إلى التلوث الهائل في أوكرانيا من مخلفات المتفجرات والألغام الأرضية.”

ما هي الذخائر العنقودية؟

القنابل العنقودية هي أسلحة تنفتح في الهواء وتطلق ذخيرة أصغر أو “قنيبلات” تتناثر على مساحة كبيرة بهدف تدمير أو إبطال أهداف متعددة في وقت واحد.

يمكن إطلاقها من الأرض أو إسقاطها على أهداف من الجو، وقد ينتهي الأمر ببعض القنابل الصغيرة إلى عدم الانفجار، مما يحولها فعليًا إلى ألغام أرضية يمكن أن تنفجر بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع.

تم تطوير هذه التقنية لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية وهناك العديد من الأشكال المختلفة لهذه القنابل التي تم استخدامها خلال القرن الماضي، بما في ذلك تلك التي تستخدم الأسلحة الكيميائية والقنابل الحارقة والذخائر المضادة للدبابات.

وللسلاح القدرة على تفريق عشرات أو مئات الذخائر الصغيرة، ويمكن أن ينتهي بنثر القنابل عبر منطقة بحجم عدة ملاعب كرة قدم، وفقًا لتحالف الذخائر العنقودية، وهي مجموعة مناصرة تحذر من استخدام التكنولوجيا.

وفي حين أن الذخائر قادرة على قتل أو تشويه أهداف متعددة في وقت واحد، إلا انها غير قادرة على التمييز بين هدف عسكري أو مدني.

لماذا يتم حظرها في العديد من البلدان؟

 قامت منظمات حقوق الإنسان والجماعات المناهضة للحرب بحملات طويلة ضد استخدام هذا النوع من الذخائر بسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين.

وخلال الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان قبل أكثر من عقدين، تم تسليط الضوء على التكلفة المدنية لاستخدام هذه الأسلحة. 

في 232 ضربة بين أكتوبر / تشرين الأول 2001 وأوائل عام 2002، ألقت الولايات المتحدة 1228 قنبلة عنقودية تحتوي على 248056 قنبلة صغيرة في مواقع في جميع أنحاء أفغانستان. 

وفي العراق، استخدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ما يقرب من 13000 ذخيرة عنقودية تحتوي على ما يقدر بنحو 1.8 إلى مليوني ذخيرة صغيرة في الأسابيع الثلاثة من القتال الرئيسي، وفقًا لمجموعة تحالف الذخائر العنقودية.

كما قام مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية برصد استخدام القنابل العنقودية بين عامي 2009 و 2018، وأبلغ عن 4128 ضحية جديدة للذخائر العنقودية. 

وفي عام 2018، كان 99 %من الضحايا من المدنيين، بحسب المرصد.

وفي عام 2008، تم التوقيع على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية من قبل 107 دولة، حيث حظرت المعاهدة الدولية إنتاج ونقل وتخزين واستخدام هذه الأسلحة.

ولكن كان هناك بعض الدول لم توقع على الاتفاقية منها الولايات المتحدة وروسيا، وأوكرانيا والبرازيل والهند، كما أن غالبية دول الشرق الأوسط ليست أطرافاً في الاتفاقية باستثناء العراق ولبنان وتونس.

أين تم استخدامها؟

كان آخر استخدام أمريكي واسع النطاق للقنابل العنقودية أثناء غزو العراق عام 2003، وفقًا للبنتاغون، كما استخدمت واشنطن هذه التقنية في هجوم نفذته باليمن عام 2009، أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين.

وبدورها، وثقت جماعات حقوقية استخدام الذخائر العنقودية من قبل القوات الحكومية السورية ضد معاقل المعارضة خلال الحرب الأهلية في البلاد، والتي كثيرا ما أصابت أهدافا مدنية وبنية تحتية.

كما استخدمت إسرائيل هذه القنابل في مناطق مدنية في جنوب لبنان، بما في ذلك أثناء غزو عام 1982 الذي شهد وصول القوات الإسرائيلية إلى العاصمة بيروت، وكذلك في عام 2006.

واتهمت الأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل بإطلاق ما يصل إلى أربعة ملايين ذخيرة عنقودية على لبنان، تاركة قنابل غير منفجرة تشكل خطرا على المدنيين اللبنانيين.

كما تعرض التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لانتقادات لاستخدامه القنابل العنقودية في حربه هناك. 

وفي عام 2017، صنفت الأمم المتحدة اليمن كثاني أكثر الدول فتكًا بالذخائر العنقودية بعد سوريا، حيث قُتل وشوّه الأطفال بعد وقت طويل من سقوط الذخائر، مما يجعل من الصعب معرفة العدد الحقيقي للقتلى.

مقالات ذات صلة