رفض المسؤولون السعوديون طلبًا من فريقين تركيين لكرة القدم لرفع لافتة يبدو أنها تدين الحرب في غزة وارتداء قمصان تحمل صورة مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، خلال مباراة كان من المزمع أن تستضيفها الرياض، ما أدى إلى إلغاء المباراة.
وكان من المقرر أن تقام مباراة كأس السوبر التركي بين الغريمين غلطة سراي و فنر بهتشه مساء الجمعة في العاصمة السعودية.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن الناديين أعربا عن عزمهما دخول الملعب بصحبة لافتة كتب عليها: “سلام في الوطن، سلام في العالم”، وهي مقولة شهيرة لأتاتورك، مؤسس الدولة التركية الحديثة، حيث يُعتقد على نطاق واسع أن اللافتة تشير إلى التضامن مع ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
وسعى لاعبو الناديين أيضًا إلى ارتداء قمصان تحمل صورة أتاتورك ووضع ملصقات له في المدرجات، كجزء من الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
وبحسب ما ورد، فقد رفضت السلطات السعودية الطلب، الأمر الذي أدى إلى أزمة محادثات شارك فيها الاتحاد التركي لكرة القدم ورؤساء الأندية لحل الخلاف.
وذكرت صحيفة “جمهوريت” التركية مساء الجمعة أنه تم إلغاء المباراة بسبب الحادث، وأضافت أن الفريقين قررا عدم خوض المباراة، والعودة إلى تركيا في وقت لاحق من مساء الجمعة.
بدوره، أفاد الصحفي الرياضي التركي أونور توغرول أنه تم رفض رفع اللافتات وارتداء القمصان بسبب تأخر تقديم الطلب لذلك إلى اللحظة الأخيرة دون أن يكون قد تم إدراجه ضمن الخطط المعتمدة مسبقًا للتحضير للمباراة.
وأضاف أن المسؤولين السعوديين رفضوا الطلب لأنهم “لا يريدون أن تكون هناك صوراً ولوحات رمزية في الملعب”.
وفيما يتعلق باللافتة، ذكر أن الرياض “لا تريد أن تظهر وكأنها منحازة إلى أحد الجانبين في القضية الفلسطينية”.
وقال الاتحاد التركي لكرة القدم أن الاجتماع قد انتهى وأنه لن ينشر بيانًا رسميًا حول هذا الموضوع.
وخلال الشهر الماضي، احتجزت السعودية مصلين أظهروا تضامنهم مع غزة وصلوّا من أجل فلسطين في الأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة.
وذكر ممثل تلفزيوني ومقدم برامج بريطاني كان في رحلة حج مع عائلته في مكة أن عناصر الأمن اعتقلوه بسبب ارتدائه الكوفية الفلسطينية.
وقال إصلاح عبد الرحمن “لقد أوقفني أربعة عناصر أمن لارتدائي كوفية بيضاء حول رأسي ومسبحة فلسطينية ملونة حول معصمي”.
في غضون ذلك، اشتكى صناع الأفلام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة من أن السلطات السعودية اتخذت إجراءات صارمة ضد ارتداء الكوفية الفلسطينية خلال المهرجان الذي انطلق قبل شهر من الآن.
وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 21500 فلسطيني في غزة منذ بدء الحرب قبل ثلاثة أشهر.