برر السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام تواجد قادة حركة حماس في قطر بالقول إنهم يقيمون في الدوحة “حتى نتمكن من التحدث معهم”، معرباً في الوقت نفسه عن دعمه الكامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ودافع غراهام عن استخدام بلاده حق النقض (الفيتو) يوم الجمعة لإحباط قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في الحرب قائلاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن “فعل الأمر الصحيح”، مبرراً ذلك بالقول أن “كل وقف إطلاق نار مع حماس تم انتهاكه”.
وأكد السيناتور الأمريكي خلال حديثه في منتدى الدوحة في قطر أن إسرائيل بحاجة إلى مزيد من الوقت لتدمير حركة حماس، مشيراً إلى أنه سيتحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على انفراد لانتقاد استحضاره لمادة نادرًا ما تستخدم في الأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار.
وكانت الولايات المتحدة العضو الوحيد الذي استخدم حق النقض ضد القرار.
ووصفت مشاركة غراهام في المنتدى الذي تستضيف فيه قطر سنوياً مسؤولين وأكاديميين ودبلوماسيين لمناقشة المستجدات بالحرجة.
وعُرف غراهام كمؤيد قوي لإسرائيل، حيث وصف عدوانها على غزة بالقول إن حليف أمريكا يخوض “حربًا دينية” وعليه “تسوية المكان بالأرض” لتدمير حماس.
وتتخذ قطر دور مدافع رئيسي عن القضية الفلسطينية من خلال شبكة الجزيرة الإخبارية التي تمولها الدولة ومن خلال تعاملها الدبلوماسي والإنساني مع القطاع المحاصر.
وأثناء تواجده في المنتدى، وقعت مشادة بين غراهام وأحد الصحفيين بسبب تعليقات سابقة أدلى بها السيناتور مفادها أنه لا ينبغي وضع “حدود” لعدد الضحايا المدنيين في غزة، فأجاب غراهام بأن حماس هي “منظمة إرهابية” قامت “بتسليح السكان المدنيين”.
ويأتي عقد المنتدى في الوقت الذي تستعرض فيه قطر ثقلها الدبلوماسي في المنطقة، وبعد توسطها في هدنة قصيرة الأمد للحرب.
وتعزز دور قطر باعتبارها الوسيط الأبرز في الشرق الأوسط خلال الهدنة، حيث التقى مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد ديفيد بارنياع في الدوحة للتفاوض بشكل غير مباشر مع حماس عبر مسؤولين مصريين وقطريين.
وتقول قطر إن سعيها المستمر لوقف إطلاق النار في الحرب يضعها على خلاف مع غراهام وإدارة بايدن، كما سلط دورها كوسيط الضوء على علاقاتها مع حماس، وهو ما انتقده بعض المشرعين الأمريكيين، مطالبين الدوحة بتسليم مسؤولي حماس بعد الحرب.
وردت قطر على الانتقادات الموجهة لعلاقاتها مع حماس، قائلة إنها استضافت الحركة وقدمت المساعدة لغزة بناء على طلب إسرائيل والولايات المتحدة.
وخلال المنتدى شارك غراهام في الحوار الدائر حول الحكم المستقبلي في غزة حيث تختلف إدارة بايدن مع إسرائيل التي تعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع المحاصر.
ويتناقض موقف غراهام القائل بأن الشعب الفلسطيني سوف “يدمر” حماس في نهاية المطاف مع مواقف أقرب حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين مثل مصر والأردن، الذين قالوا إنه من غير الواقعي تدمير الحركة التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يوم الجمعة إن السلطة الفلسطينية تصورت “دوراً صغيراً” لحماس في حكومة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب.
وقال غراهام أيضًا إن الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول / أكتوبر كان يهدف، جزئيًا على الأقل، إلى إفشال التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
لكنه عاد إلى القول إن دول الخليج “لا يمكنها مساعدة إسرائيل” ما لم تلتزم الأخيرة “بحل الدولتين”، دون أن يوضح الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية المستقلة.