الشاعرة الفلسطينية هبة أبو ندى تروي بدمها قصة الشعب الفلسطيني في غزة

بقلم عبير أيوب

ترجمة وتحرير نجاح خاطر

بعد أسبوع من شن إسرائيل عدوانها الوحشي على قطاع غزة، حذر الجيش الإسرائيلي أكثر من مليون فلسطيني في شمال القطاع بمغادرة منازلهم والتوجه جنوباً “حفاظا على سلامتهم”.

وقد استجاب مئات الآلاف من الأشخاص لتلك التحذيرات، وكانت من بينهم الروائية والشاعرة الفلسطينية هبة أبو ندى، التي لجأت إلى منزل أقاربها في خان يونس.

لكن جنوب غزة لم يكن أكثر أماناً من شمالها، فلم تسلم الشاعرة البالغة من العمر 32 عاماً من الغارة إسرائيلية التي لاحقت المدنيين الفارين من نار القصف الإسرائيلي المتواصل.

وفي يوم رحيلها الموافق 20 تشرين الأول/ أكتوبر، كتبت أبو ندى: “نحنُ في غزّة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير، وكلّنا ننتظر أين سنكون. كلّنا ننتظر. اللهمّ وعدَك الحق”.

وكانت أبو ندى قد شاركت في تأليف ثلاث مجموعات شعرية، وفي عام 2017 حصلت على المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع عن فئة الرواية عن أول رواية لها “الأكسجين ليس للموتى”.

كما فازت بالمركز الأول في فئة القصة القصيرة في مسابقة تحمل اسم الكاتبة الفلسطينية ناهد الريس.

بالإضافة إلى رحلتها الأدبية، تمتعت أبو ندى بخلفية علمية في الكيمياء الحيوية والتعليم، وكانت تعمل على رسالة الماجستير في التغذية السريرية.

وشغلت أبو ندى منصب رئيسة النادي العلمي في مركز راسل للأطفال الموهوبين، وكانت كثيراً ما تنشر مقالات عن عملها مع الأطفال ومهاراتهم وعلاقتها الخاصة بهم.

وقد حازت أبو ندى على احترام جمهورها ومحبيها وتلقت الإشادة من قبل العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفها البعض بأنها “ابنة غزة” و”محاربة الأمل” و”الكاتبة المميزة”.

ونعى ياسر شاهين، وهو أحد أساتذتها، أبو ندى “كطالبة متفوقة” وكاتبة كانت تتعاون معه في إعداد فيلم جديد بعنوان “أيلا”.

وشاركت إحدى صديقاتها، آية، لقطة شاشة لمحادثة جرت بينهما في الماضي، كانت أعربت فيها أبو ندى عن سعادتها بزواج صديقتها وخروجها من غزة، قائلة: “أتمنى أن أسافر وأخرج من هذا السجن قريباً”.

وقبل يوم من استشهادها، نعت أبو ندى صديقاتها اللواتي قُتلن واحدة تلو الأخرى في الغارات الإسرائيلية.

“وكتبت على مواقع التواصل الاجتماعي: “قائمة أصدقائي تتقلص، وتتحول إلى توابيت صغيرة، متناثرة هنا وهناك، لا أستطيع اللحاق بأصدقائي وهم يطيرون خلف الصواريخ، هذه ليست مجرد أسماء، هؤلاء نحن، لكن بوجوه وأسماء مختلفة”. 

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة