طلبت شرطة العاصمة لندن من الشهود والضحايا الإبلاغ عن “جرائم حرب” ترتكب في الأراضي الفلسطينية، وفقا لما ذكره المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين.
وكانت قوة الشرطة قد تعرضت في السابق لانتقادات بسبب توجيهها نداء مماثلاً للمسافرين القادمين من إسرائيل من الذين يمكن أن يكونوا قد تعرضوا لأعمال “إرهابية” ولكن ليس القادمين من قطاع غزة.
وتم توسيع الإشعار المحدث ليشمل أولئك الذين كانوا في الأراضي الفلسطينية وربما “شهدوا أو كانوا ضحية للإرهاب أو جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية”.
وعرض المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، الذي يقوم بجمع الأدلة كجزء من جهوده لإعداد قضية ارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيل، مساعدة الجمهور في تسليم هذه الأدلة إلى الشرطة.
وقالت الشرطة البريطانية إن أي أدلة تم جمعها بشأن جرائم الحرب في المنطقة اعتباراً من حزيران/يونيو 2014 فصاعداً سيتم مشاركتها مع المحكمة الجنائية الدولية، التي تحقق في مثل هذه الادعاءات.
وقد تلقت وحدة الجرائم التابعة لشرطة العاصمة حتى الآن ما لا يقل عن 20 إحالة أثناء التحقيق في تقارير عن جرائم حرب ارتكبت في غزة، وفقا لصحيفة الإندبندنت.
وأدلى غسان أبو ستة، وهو جراح بريطاني من أصل فلسطيني عاد مؤخراً من غزة، بشهادته للشرطة في وقت سابق من هذا الأسبوع حول ما شهده من جرائم حرب في القطاع الفلسطيني المحاصر.
واتهم الطبيب، الذي أمضى أسابيع في العمل في اثنين من المستشفيات الرئيسية في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إسرائيل باستهداف المدنيين خلال نزوحهم إلى الجنوب بالفسفور الأبيض والقناصين.
وقال أبو ستة، في حديثه لموقع ميدل إيست آي في لندن يوم الاثنين، إن “العدد الهائل الذي يتراوح بين 7000 إلى 8000 جريح، وحوالي 7000 طفل قتلوا في 40 يومًا فقط، هو أمر مذهل”.
وقال أبو ستة: “إن الجروح التي أصيب بها العديد من مرضاي أظهرت علامات مشابهة لتلك التي أحدثها استخدام الفسفور الأبيض والأسلحة الحارقة الأخرى”.
وأضاف: “في أعقاب الغزو البري الإسرائيلي، بدأنا، لأول مرة منذ أن كنت في غزة، نلاحظ أن الجرحى يعانون من إصابات نتجت عن رصاص أطلق من قبل بنادق قنص عالية السرعة استهدفت المدنيين الذين يحاولون زيارة المستشفى “.
وكانت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش قد اتهمتا إسرائيل في وقت سابق باستخدام الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة وجنوب لبنان.
وقال طيب علي، الذي يدير المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين والذي رافق أبو ستة في اجتماعه مع الشرطة، إن المركز يجمع شهادات لمحققين داخل غزة ويقوم بتجميع قوائم بالانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل خلال حربها على القطاع.
وأضافت المركز القانوني أنه سيقوم أيضًا بجمع الأدلة ضد المواطنين البريطانيين الذين ذهبوا إلى إسرائيل للقتال في غزة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين في لندن بحضور أبو ستة، عرض المركز مجموعة من اللقطات من مستشفيات مختلفة في القطاع خلال الفترة التي قضاها أبو ستة في غزة.
وتضمنت اللقطات صوراً لأطفال فقدوا أطرافهم، وفلسطينيين آخرين من الجرحى الذين تظهر على إصاباتهم علامات استخدام الفسفور الأبيض.