قال الرئيس السوري أحمد الشرع أن إسرائيل بـ”تصدير الأزمات” إلى دول أخرى لصرف الأنظار عن “المجازر المروعة” التي ترتكبها في قطاع غزة المحاصر.
خلال كلمته أمام منتدى الدوحة في العاصمة القطرية الدوحة، أشار الشرع إلى أن إسرائيل تحاول تبرير أفعالها ضد العديد من دول الشرق الأوسط تحت ذريعة “مخاوف أمنية” كاذبة.
“من سيحمي هذه المنطقة العازلة أو هذه المنطقة منزوعة السلاح إذا لم يكن الجيش السوري أو القوات السورية متواجدة هناك؟” – الرئيس السوري أحمد الشرع في منتدى الدوحة
وكان الشرع قد أشار لذلك أيضاً خلال مقابلة له مع كبيرة المذيعين الدوليين في شبكة سي إن إن، كريستيان أمانبور، فقال: “إسرائيل تحاول الهروب من المجازر المروعة التي ترتكب في غزة، وهي تفعل ذلك من خلال محاولة تصدير الأزمات”.
وأضاف بأن “إسرائيل أصبحت دولة تخوض حرباً ضد الأشباح”، مشيراً إلى استغلالها لأحداث 7 أكتوبر لتبرير موقفها العدواني، فقال: “منذ وصولنا إلى دمشق، أرسلنا رسائل إيجابية فيما يتعلق بالسلام والاستقرار الإقليميين، وأننا لسنا مهتمين بأن نكون دولة تصدر الصراع وذلك يشمل إسرائيل”.
وأضاف: “لكن في المقابل، قابلتنا إسرائيل بعنف شديد”، مشيراً إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من 1000 غارة جوية و400 توغل بري منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر عام 2024.
كما كرر الزعيم السوري المؤقت دعوته لإسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية التي استولت عليها منذ ذلك الحين، مشيراً إلى أن المفاوضات جارية مع الولايات المتحدة من أجل الانسحاب الإسرائيلي.
يذكر أن القوات الإسرائيلية كانت قد عبرت إلى جنوب سوريا مع سقوط حكومة بشار الأسد، وهي مستمرة في احتلال المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة، مرتفعات جبل الشيخ الاستراتيجية، التي تطل على إسرائيل ولبنان وسوريا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً مبطناً لإسرائيل، مؤكداً فيها على أنه لا ينبغي لها التدخل في “التطور” الحاصل في سوريا بعد أن نفذت غارة دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 10 أشخاص.
وكان قد كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” أن “الولايات المتحدة راضية للغاية عن النتائج التي تم التوصل إليها، من خلال العمل الجاد والتصميم في الدولة السورية، ومن المهم للغاية أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يعيق تطور سوريا إلى دولة مزدهرة”.
“سلام مستدام”
أعرب الشرع في حديثه عن تأييده لاتفاقية فك الارتباط مع إسرائيل عام 1974، مضيفاً بأن التلاعب بها “والسعي لاتفاقيات أخرى مثل المنطقة منزوعة السلاح قد يقودنا إلى مكان خطير”.
وتساءل الشرع في كلمته: “من سيحمي هذه المنطقة العازلة أو هذه المنطقة منزوعة السلاح إذا لم يكن الجيش السوري أو القوات السورية متواجدة هناك؟”، مشيراً إلى أن حكومة الأسد تركت وراءها انقسامات طائفية عميقة، لكنه زعم أن “إدارته أعطت الأولوية للمصالحة والتسامح لبناء سلام مستدام”.
من جهة أخرى، أشار الرئيس السوري إلى التعافي الاقتصادي باعتباره محركاً للاستقرار، مشيراً إلى الجهود المبذولة لإقناع واشنطن برفع عقوبات قانون قيصر، والتي قال إنها فرضت في الأصل لمعاقبة النظام السابق.
ورغم التحديات المستمرة، إلا أن الشرع أصر على أن سوريا تسير على “طريق إيجابي نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي”، مشدداً على أن “الجميع اليوم ممثل في الحكومة وفق الكفاءة وليس المحاصصة الطائفية”، واصفاً ذلك بمسار جديد يتعلم منه الآخرون كيفية إدارة الأمور بعد الحروب والأزمات.
وأضاف الشرع بأن إعادة إعمار سوريا لا ترتبط بالأفراد بل بالمؤسسات، واصفاً ذلك بأنه “التحدي الأكبر للمرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد”.







