الصليب الأحمر يحذر من وضع صحي “كارثي” للمصابين بأمراض مزمنة في غزة

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من مغبة تدهور وضع الرعاية الصحية الـ “كارثي” في قطاع غزة، قائلةً أنه قد لا يبقى في الأيام المقبلة سوى مستشفيين عاملين فقط على خدمة جميع سكان القطاع.

وأوضح كريستيان كاردون دي ليشتبور، كبير مسؤولي الحماية في اللجنة أن البنية التحتية للرعاية الصحية في القطاع أصبحت في أدنى مستويات قدرتها بعد أشهر من العدوان الإسرائيلي.

وقال المسؤول في اللجنة الدولية: ” هناك ثلاثة مستشفيات مازالت تعمل، وربما يصبح لدينا في الأيام المقبلة مستشفيان فقط لعدد سكان يبلغ 2.3 مليون نسمة، هذه حقائق وهذا أمر كارثي”.

وقال ليشتبور أن جميع الفرق الطبية في غزة تركز على التعامل مع العلاج في حالات الطوارئ، وهذا يعني إهمال اولئك الذين يعانون من أمراض وحالات مزمنة.

وعقد ليشتبور مقارنة بين الواقع الصحي في غزة وما هو عليه الحال في بقية العالم قائلاً: ” علينا أن نفكر في المكان الذي نعيش فيه وفي عدد المستشفيات التي تعمل من حولنا وفي عدد أقاربنا الذين يعالجون حالياً من أمراض معينة”.

وتابع:” أي خدمة صحية قريبة من هذا المستوى اختفت ببساطة في غزة، وبات التركيز الوحيد اليوم ينصب على إنقاذ الأرواح والاستجابة لحالات الطوارئ ولا شيء أكثر من ذلك”.

يذكر أن عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر قد وصل إلى ما لا يقل عن 27,708 شهيداً بالإضافة إلى نحو 67,000 جريحٍ وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. 

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أصدرته الأربعاء، من أن ما يقدر بنحو 11 ألف مريض وجريح بحاجة ماسة لمغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج المنقذ للحياة في الخارج.

ومن بين ما يقرب من 70 ألف شخص أصيبوا في الغارات الجوية الإسرائيلية خلال أربعة أشهر من القصف، لم يُسمح إلا لبضع عشرات بمغادرة القطاع المحاصر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

وأوضح ليشتبور أن ” هناك عشرات الآلاف من الذين يحتاجون إلى علاج طبي أو خدمات غير متوفرة حاليًا في غزة، بما في ذلك علاج السرطان وحالات جراحة القلب والأمراض المزمنة وغيرها”.

الجدير ذكره أن نحو 8000 نازح قد تم إخلاؤهم من مستشفى الأمل في خان يونس المحاصر من قبل القوات الإسرائيلية بحسب الصليب الأحمر.

وأفادت التقارير أن مريضًا فلسطينيًا يبلغ من العمر 77 عامًا توفي بسبب نقص الأكسجين في المستشفى، بينما قال العاملون الصحيون إن المستشفى أصيب بشظايا جراء قصف إسرائيلي مكثف وإطلاق نار في محيطه.

وقال ليشتبور أن المستشفيات والعاملين في القطاع الصحي يتعرضون لإطلاق النار “منذ اليوم الأول” للعدوان على غزة، واصفاً هذا الوضع بغير المقبول.

وأضاف: ” لن نتوقف أبدًا عن تكرار المحاولة، ونقول بصوت عالٍ وواضح أنه ينبغي على الطرفين اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة عند شن هجوم بالقرب من مستشفى أو كادر طبي، ويجب احترام المستشفيات وسيارات الإسعاف”.

مقالات ذات صلة