أثارت صورة نجم كرة القدم الشهير، كريم بنزيما، وهو يرتدي الزي التقليدي السعودي بمناسبة اليوم الوطني للمملكة الذي يصادف 23 من سبتمبر، غضب اليمين المتطرف في فرنسا، وذلك بعد أن شارك بنزيما صوره على حسابه في منصة “اكس” (تويتر سابقاً)، مرتدياً البشت والشماغ.
من جانب، جذبت الصورة أكثر من 3 مليون إعجاب عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومن الجانب الآخر، أثارت انتقادات كبيرة في أوساط شخصيات فرنسية يمينية متطرفة نددت باختيار بنزيما للملابس، معتبرين ذلك “ترويجاً لأيديولوجية إسلامية”.
يرى منتقدون للسعودية أنها تستخدم الرياضة لصرف الانتباه عن قضايا حقوق الإنسان في البلاد تحت مسمى ما يُعرف بـ “غسيل الرياضة”
في مقابلة مع تلفزيون بي أف أم، عبر رئيس حزب التجمع الوطني اليميني، جوردان بارديلا، عن موقفه من الأمر بقوله “على الأقل هو واضح، إنه يريد أسلوب حياة إسلامي فقد ذهب إلى السعودية”، وذلك في إشارة إلى انتقال بنزيما في يونيو الماضي إلى نادي الاتحاد السعودي، وأضاف “إذا تمكن كل من يريد أسلوب حياة إسلامي من الذهاب إلى الدول الإسلامية، فربما تكون فرنسا في وضع أفضل”.
رد أنصار بنزيما على الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإشارة إلى أن نجم الكرة ليس اول لاعب كرة قدم يرتدي الزي الخليجي التقليدي، فقد ارتداه كرستيانو رونالدو ونيمار، اللذين انضما بدورهما إلى الدوري السعودي للمحترفين، سابقاً أيضاً أثناء مشاركتهما في رقصة السيف التقليدية المعروفة باسم “العارضة”.
مع انتقاله للعب في نادي الاتحاد، أصبح بنزيما أول لاعب كرة قدم ينتقل للعب في الدوري السعودي لصيف 2023، وذلك على خطى زميله السابق في ريال مدريد، كريستيانو رونالدو، الذي انضم إلى نادي النصر مطلع عام 2023، فقد وقع بنزيما مع الاتحاد على عقد بقيمة 200 مليون دولار.
أشار بنزيما، آخر الحائزين على جائزة الكرة الذهبية، إلى أن قراره بالانتقال إلى نادي الاتحاد ليس بسبب الراتب فحسب، بل باعتباره أيضاً فرصة مناسبة لممارسة طقوسه الإسلامية في البلاد، موضحاً “أنا مسلم والسعودية دولة مسلمة، وهذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه”.
وقد جاءت خطوة بنزيما هذه وسط موجة انتقالات من قبل لاعبين بارزين إلى الدوري السعودي للمحترفين، في وقت اتخذ فيه صندوق الاستثمارات العامة في المملكة قراراً بضخ تمويل في ذلك الاتجاه، فيما يرى منتقدون للسعودية أنها تستخدم الرياضة لصرف الانتباه عن قضايا حقوق الإنسان في البلاد تحت مسمى ما يُعرف بـ “غسيل الرياضة”.
عند سؤاله عن هذه الاتهامات في مقابلة مع فوكس نيوز مؤخراً، أجاب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بأنه “إذا كان التبييض الرياضي سيزيد الناتج المحلي الإجمالي ولو بنسبة 1%، فسوف نواصل القيام بغسل الرياضة”.