الطب الشرعي الفلسطيني يثبت مقتل الناشطة الأمريكية عائشة بطلق ناري في الرأس من قبل جنود الاحتلال

يشير تقرير الطب الشرعي الفلسطيني إلى أن عائشة نور إزجي إيجي، الناشطة التركية الأمريكية والتي تبلغ من العمر 26 عامًا ، تعرضت لإطلاق نار بشكل مباشر في الرأس من قبل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وفقًا لما ذكره ثلاثة أطباء خبراء في الطب الشرعي.

وأفاد ثلاثة من خبراء الطب الشرعي المستقلين الذين اطلعوا على تقرير تشريح الجثة أن الأضرار التي لحقت بجمجمة أزجي تشير إلى أنها تعرضت لضربة مباشرة.

وقال بولات اردي الخبير في الطب الشرعي لموقع ميدل إيست آي: “لقد تركت الرصاصة أضرارًا كبيرة داخل الجمجمة ويتضح من الطاقة الحركية للرصاصة في منطقة الإصابة أنها تعرضت لإطلاق نار مباشر في الرأس” .

وكانت عائشة نور، وهي ناشطة مؤيدة للفلسطينيين في حركة التضامن الدولية (ISM) ، قد تعرضت لإطلاق نار عندما فتح الجنود الإسرائيليون النار على المتظاهرين في قرية بيتا في الضفة الغربية بالقرب من مدينة نابلس الأسبوع الماضي.

ويؤكد التقرير أن الرصاصة تركت تآكلًا شبه دائري في الجمجمة بحجم  (1.5 سم و 1.4 سم) بالقرب من شحمة الأذن اليسرى باتجاه الخلف، على بعد 11 سم من منتصف الجزء العلوي من الرأس، في صورة جرح غائر ناتج عن اختراق رصاصة للجمجمة”.

ويتفق الطبيب سرمد كوتش، خبير الطب الشرعي المخضرم والأستاذ الذي مارس تشريح الجثث لعقود من الزمن في تركيا، مع التقييم القائل بأن الإصابة ناتجة عن ضربة مباشرة في الرأس، لا بسبب شظية.

ويقول كوتش لـ ميدل إيست آي: “علاوة على ذلك، قد يشير حجم الجرح الغائر إلى أن الرصاصة لم يتم إطلاقها من مسدس أو بندقية بسيطة، ولكن من سلاح أكثر تطوراً” ، ما يشير إلى إمكانية إطلاق النار من قبل قناص.

وأوضح التقرير أنه تم اكتشاف شظايا رصاصة في الدماغ، مؤكداً أنه “تم الاحتفاظ بجميع الأجزاء المعدنية وتسليمها إلى الادعاء العام مباشرة”.

أما الخبير الثالث، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فقد ذكر أن العديد من الكسور في عظم الجمجمة والأضرار الموجودة داخل الرأس تشير إلى أن الرصاصة كانت موجهة نحو الرأس بشكل مباشر.

ولخص التقرير سبب الوفاة بالقول: “نحن نعزو سبب الوفاة إلى النزف والتورم والتمزق في خلايا الدماغ الناجمة عن الإصابة برصاصة اخترقت تجويف الجمجمة “.

وفي يوم الثلاثاء ، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه “من المحتمل أن تكون عائشة نور قد قُتلت بنيران إسرائيلية غير مباشرة وغير مقصودة”، لكن هذه الرواية سرعان ما تم تفنيدها من قبل شهود عيان أكدوا بأن عائشة نور لم تكن متواجدة بالقرب من أي أحداث عنف في الوقت الذي قُتلت فيه.

وقال ناشط ممن حضروا الاحتجاج في قرية بيتا إنهم ابتعدوا عن الجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع باتجاه التظاهرة، قبل أن يطلقوا ذخيرتين من الرصاص الحي على المحتجين، مؤكداً أن عائشة نور حينها تعرضت لإصابة مباشرة في الرأس.

وفي وقت سابق، أخبر أحد النشطاء موقع ميدل إيست آي، بشرط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: “عندما تم إطلاق النار عليها ، كانت تقف هناك لا تفعل شيئًا على الإطلاق بجوار امرأة أخرى. لقد كان استهدافاً متعمداً لأنهم أطلقوا النار من مسافة بعيدة للغاية” .

تذكرنا الطريقة التي قتلت فيها عائشة نور بمقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت على يد جنود الاحتلال في الضفة الغربية في أيار/ مايو 2023.

 

مقالات ذات صلة