أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة وانتشال 49 جثماناً بين أنقاض مستشفى الشفاء في غزة، ليرتفع بذلك عدد المقابر الجماعية التي عثر عليها داخل المستشفيات في قطاع غزة إلى سبعة مقابر حتى الآن، انتشل منها 520 جثمان شهيد.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الأربعاء، أن “الطواقم الحكومية تواصل انتشال المزيد من الجثث حتى الآن”، مضيفاً: “عمليات انتشال الجثث لم تنته بعد، ونتوقع العثور على عشرات الجثامين الجديدة”.
وأظهرت لقطات شاركها صحفيون محليون عبر الإنترنت الجثث التي تم اكتشافها وفحصها من قبل طواقم الدفاع المدني وسط حطام المنشأة الطبية التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية.
وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت من مجمع الشفاء الطبي في أوائل نيسان/ أبريل، بعد حصار دام أسبوعين، أدى إلى تدمير المجمع بأكمله وخلّف أكواماً من الجثث في أعقابه.
وزعم مسؤولون إسرائيليون في حينه أن قواتهم اعتقلت 900 شخص وقتلت 200 “إرهابي” دون الإضرار بالمدنيين أو العاملين في المجال الطبي، إلا أن المنظمات الطبية وشهود العيان رفضوا هذا الادعاء بشدة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال أعدم 400 شخص على يد القوات الإسرائيلية في الشفاء، بينهم “جرحى ومرضى ونازحون”، موضحاً أن مئات الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.
وبيّن معتصم صلاح مدير مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة للصحفيين يوم الأربعاء انه “تم العثور على بعض هذه الجثث مُقطَّعة، فيما وُجد بعضها دون رؤوس.”
وذكر صلاح أن فريق الطوارئ التابع للوزارة يفتقر إلى الإمكانات سواء من الأفراد أو المعدات اللازمة لتوثيق الأدلة على الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت في الشفاء.
وقال: “لقد استغرقنا للأسف أسابيع للعثور على هذه الجثث. رائحة الموت لا تزال تفوح من الشفاء”.
وقد تم الكشف عن سبع مقابر جماعية في مختلف أنحاء قطاع غزة خلال الحرب، ثلاثة منها في الشفاء، وثلاثة في مستشفى ناصر بجنوب غزة، وواحدة في مستشفى كمال عدوان في الشمال.
وحمّل المكتب الإعلامي في غزة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن هذه المقابر الجماعية وهذا العدوان السافر ضد الإنسانية”.