الغارات الإسرائيلية تغيب معلمة عن طالباتها، تقتل زوجها وابنتها التي كانت تحلم بزيارة ليغو لاند 

بقلم عبير أيوب 

ترجمة وتحرير نجاح خاطر

تقع مدينة رفح ومخيم اللاجئين المجاور لها في أقصى جنوب قطاع غزة وتضم نقطة العبور الوحيدة التي لا تتشارك فيها حدود القطاع المحاصر مع إسرائيل.

وحين طالب الجيش الإسرائيلي السكان بالرحيل من شمال غزة إلى الجنوب، لم يساور الأمل الكبير العديد من الفلسطينيين في أن تكون مساكنهم بمنأى عن القصف، فقد تعرضت المنطقة، الواقعة على الحدود المصرية، لغارات إسرائيلية لا حصر لها.

وكما هو الحال في كل مكان في المنطقة، كانت الخسائر البشرية هائلة حيث تم القضاء على عائلات بأكملها.

يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر، شنت طائرة حربية إسرائيلية غارة جوية غيبت هديل أبو الروس و زوجها باسل الخياط وأولادهما الأربعة: محمود، أحمد، سيلين وإلين عن الحياة، وسقط 15 شهيداً من عائلة الخياط ضحايا في تلك الغارة. 

كانت أبو الروس مدرسة للفيزياء، وكان زوجها باسل خياط مهندسًا، واليوم يتذكرهما زملاء العمل والأصدقاء الذين يقدمون واجب العزاء.

لجأت طالبات أبو الروس إلى الفيسبوك مستذكرات لطف معلمتهن الراحلة، وقالت إحداهن:” أستاذتي العزيزة والشهيدة الحبيبة هديل أبو الروس، كان لها أسلوب فريد في كل شيء”.

وتابعت الطالبة التي تدعى سارة تامر مخاطبة معلمتها الراحلة:” لقد كنت استثنائية حقًا، ونحن ممتنون جدًا لجهودك ومحبتك لنا، سنفتقد روح الدعابة لديك وموقفك وطريقتك الجميلة في الحديث”، فيما كتبت طالبة أخرى تدعى نورا العبد:” لم تكن مجرد معلمة لنا”.

وبعد أسابيع من مقتلها، شكك الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر، قائلاً أنه ” لا يملك أي فكرة عما إذا كان الفلسطينيين يقولون الحقيقة” بشأن عدد القتلى، الذي يزيد في الوقت الحالي عن 7000.

وردًا على ذلك، نشرت وزارة الصحة الفلسطينية قواعد بيانات بأسماء وأرقام هويات الغالبية العظمى من الذين ارتقوا، باستثناء عدة مئات ممن لم يتم التعرف عليهم بعد.

ويلحظ الفلسطينيون منذ أمد بعيد اللامبالاة الدولية تجاه فقدانهم لأحبائهم، وكثيراً ما بذلوا قصارى جهدهم لضمان ألا يتم نسيانهم.

“علمتني احترام المرأة”

قطع شقيق هديل الأصغر كريم أبو الروس، وهو كاتب مقيم في بلجيكا، الوعد بأن لا يتحول اسم شقيقته إلى مجرد رقم في الذاكرة أو تحديث للأخبار.

وتعهد كريم بأن يظل يكتب دائمًا عن شقيقته التي نشأ معها، وكتب على فيسبوك:” هذه أختي هديل، شقيقتي الكبرى، لقد قامت بتربيتي وتعليمي، كانت تأخذني إلى المدرسة وتعيدني إلى المنزل”.

وأضاف:” كانت ترتب ألعابي عندما كنت صغيراً وكانت تدافع عني في مشاجرات الطفولة، كانت تحميني من غضب والدتي بسبب سوء سلوكي”.

وتابع:” علمتني أختي هديل أن أحب المرأة وأحترمها، وأن أحترم حريتها وحقوقها، لقد عرّفتني على الكتب والقراءة، واشترت لي الروايات عندما كان مصروفي المدرسي قليلاً”.

وختم كاتباً:” هذه أختي هديل المعلمة المتألقة المعروفة لدى وزارة التربية والتعليم بعلاماتها العالية وطرق التدريس المتميزة”.

من جهتهم، يتذكر الأصدقاء زوج هديل، باسل الخياط، بحبه لكرة القدم ومهارته كمهندس.

ونشر أحمد التميمي رسالة وداع لصديقه قال فيها:” باسل كان معروفا بروح الدعابة والحماس ودعمه اللامحدود للنادي الأهلي المصري”.

كما يتذكر الأقارب أطفال الزوجين، فقد كانت الابنتان إيلين وسيلين في الثامنة والخامسة من العمر على التوالي عندما ارتقتا، أما محمود فيبلغ من العمر عامين، وكان عمر الأصغر أحمد أقل من عام.

واستذكر كريم أبو الروس خال الأطفال موهبة ابنة أخته إيلين في الرسم وحبها لقطتهم الأليفة التي قتلت أيضاً في الهجوم، وقال إن إيلين كانت تحلم بالذهاب إلى ليغو لاند وشراء لعبة من هناك.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة