“عندما ننظر إلى العشرين عامًا التي مضت، منذ غزو الغزو الأمريكي للعراق، سنجد للحرب آثاراً واسعة النطاق لن تختفي من المنطقة في وقت قريب”.
هذا ما قاله مهند الحاج علي، الباحث البارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، يوم الأربعاء في ندوة حول الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق.
وقالت مارسين الشمري، الباحثة في مبادرة الشرق الأوسط في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية في كلية هارفارد كينيدي، إن الحرب شُنت لوقف الإرهاب، لكنها بدلاً من ذلك خلقت حاضنة له في العراق.
وأشارت الشمري إلى أن الحرب على الإرهاب التي صنعتها دعاية دوائر السياسة الأمريكية خلفت عواقب بعيدة المدى مثل موجات الهجرة وخسارة الأرواح والطائفية في المنطقة.
الغزو الأمريكي للعراق والمعاناة
وذكرت زينب شكر، الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع بجامعة سام هيوستن الحكومية، إن العراق لازال يعاني من عواقب ذلك حتى اليوم.
وأوضحت: “عندما تتجول في بغداد، فلن ينتابك إحساس بالحنين إلى الماضي، فالمدينة نفسها تنزف من عقود من الظلم”.
وبالنسبة لشكر، التي نشأت في بغداد، فإنها تتألم عندما تمشي في شوارع المدينة اليوم، موضحة أن المنازل المجزأة حلت مكان أشجار النخيل.
وتضيف:” نحن نتحدث عن السكان الذين شهدوا الكثير من الألم، والكثير من الصدمات، والكثير من عدم الثقة”.
شرحت شكر كيف عاش والدها في العراق في السبعينات قائلة أنه شهد العنف ضد المعارضة السياسية، وقالت إن جيل والدها عاش الحرب العراقية الإيرانية وعانى من تلك الصدمة التي واجهها مئات الآلاف من الناس.
“نحن نتحدث عن أحداث عام 1991 والحرب والعقوبات الاقتصادية وما فعله كل ذلك بالعراق.. نحن نتحدث عن أشخاص ظلوا على قيد الحياة ولا يعيشون ولا يزدهرون”- زينب شكر، أستاذة علم الاجتماع في جامعة سام هيوستن
الأزمات المتتالية للغزو الأمريكي للعراق
وقالت إن الأزمات المتتالية هي التي قوضت قدرة العراقيين على التفكير والانخراط في بناء الدولة أو الاستجابة للأزمات الكبرى، مثل تغير المناخ.
وأوضحت أن القادة العراقيين يلجؤون إلى التفاوض مع تركيا وإيران كلما مرت بلادهم بأزمة مياه، لكن، وفي معظم الأحيان، لا تؤدي هذه المفاوضات إلى أي نتيجة”.
يحصل العراق على الماء من مصدرين رئيسيين، نهري دجلة والفرات، وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن كمية المياه التي يتم الحصول عليها من كلا النهرين آخذة في التناقص بسبب بناء السدود عند المنبع والجفاف لفترات طويلة.
ويزيد تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وتحويل مياه الأنهار من معاناة السكان من أجل الحصول على المياه الكافية لمنازلهم.
وتعبر شكر عن تفاؤلها من إمكانية حل هذه الأزمة، وتقول “أعتقد أن الدولة نفسها قد لا تكون مجهزة للتعامل مع الأزمات التي تواجهها الآن، لكنني أظن في المقابل أننا نرى أجيالا من الناس الذين لم يعيشوا في ظل نظام صدام”.
وأردفت أنها تقصد بذلك “من عايش الدولة العراقية بعد 2003، الذين يطورون ببطء إحساسا مختلفا بالهوية وعلاقة مختلفة بالدولة والأحزاب السياسية.”
وختمت بالقول:” هؤلاء الأفراد المختلفون، هذا الجيل الجديد، يمكن أن يكون الحل لأزمات عقود عدة مضت من الظلم والجراح التي تعرضت لها الدولة وشعبها.”