الفلسطينيون في رفح جوعى لدرجة أنهم لا يقوون على النزوح مرة أخرى!

بقلم بولين إرتل

ترجمة وتحرير مريم الحمد

قبل أيام، أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات تجبر النازحين في رفح بالإضافة إلى سكانها على الخروج من رفح تحت حجة أن الجيش “على وشك تنفيذ عمل عسكري ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة”.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك 1.2 مليون شخص يعيشون في ظروف مزرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث أكدت رئيسة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، أن “المجاعة الشاملة التي سيطرت على شمال غزة قد امتدت إلى الجنوب”. من جانبها، أعلنت الأونروا أن هناك ما يقرب من 200 فلسطيني يتم تهجيرهم قسراً من رفح في كل ساعة!

وخلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، تحدث أطباء وعاملون في مجال المساعدات الإنسانية، ينقلون التقارير من الأرض في غزة، عن استحالة نقل الناس من رفح لأنهم يعانون من المجاعة بالإضافة إلى انهيار نظام النقل والرعاية الصحية.

أشارت رئيسة السياسة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة، ألكسندرا ساييه،في المؤتمر إلى أن “هناك أطفال وكبار السن يتضورون جوعاً لدرجة أنهم بالكاد يستطيعون المشي، لا يمكن لهؤلاء الأشخاص أن ينتقلوا إلى منطقة أخرى، إلى ما يسمى بالمناطق الآمنة، هذا غير ممكن”.

“لا توجد مساحة كافية للتحرك في دير البلح ومنطقة المواصي على أطراف محافظتي رفح وخانيونس لأن الخيام في كل مكان، على الشاطئ والأرصفة والشوارع والمقابر” – غادة الحداد- منظمة أوكسفام الدولية

في الوقت نفسه، أعرب العديد من عمال الإغاثة عن عدم وجود منطقة “آمنة” في قطاع غزة يمكن للأشخاص الانتقال إليها، حيث أكدت الطبيبة هيلينا مارشال من منظمة أطباء العالم، أن “مفهوم المناطق الآمنة كذبة”.

تقييد الحركة 

تحدث عمال الإغاثة عن صعوبة إدخال المساعدات إلى غزة ومن ثم توزيعها، فقد تم إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، اللذان تصل عبرهما معظم المساعدات إلى القطاع المحاصر.

إضافة إلى ذلك، فإن كل الطرق في غزة مدمرة أو مغلقة بسبب لجوء الأشخاص إليها، مما يصعب حركة مرور وتنقل البضائع والأشخاص، وقد أوضح جيريمي كونينديك من منظمة اللاجئين الدولية، أن هناك فقط عدد محدود من الطرق المتاحة للاستخدام الإنساني.

علاوة على ذلك، فهناك مشكلة الاكتظاظ السكاني، فكما أشارت غادة الحداد، من منظمة أوكسفام الدولية، إلى أنه “لا توجد مساحة كافية للتحرك في دير البلح ومنطقة المواصي على أطراف محافظتي رفح وخانيونس لأن الخيام في كل مكان، على الشاطئ والأرصفة والشوارع والمقابر”.

من جانبها، تحدثت ساييه عن كيف استغرق فريقها 6 أسابيع شملت 4 محاولات فاشلة لنقل 200 طرد غذائي من رفح إلى شمال غزة، وفي ذلك أضافت مارشال: “لقد كلفنا لتر واحد من الوقود 40 دولاراً”، فيما أكد كونينديك أن “عملية المساعدات برمتها تعتمد على الوقود، فإذا انقطع الوقود، تنهار عملية المساعدات”.

سوء تغذية حاد

من جهة أخرى، فقد سلط البروفيسور جون ماينارد، وهو جراح من المملكة المتحدة كان قد أمضى الأسبوعين الأخيرين في إجراء عمليات جراحية للفلسطينيين في غزة، الضوء على المضاعفات الناجمة عن سوء التغذية.

يقول البروفيسور ماينارد: “كان لدي مريضان، 16 و18 عاماً، وكلاهما كانا يعانيان من إصابات يمكن النجاة منها، ولكنهما توفيا نتيجة سوء التغذية”!

أما زميله الدكتور كالر، فقد تحدث عن “نقطة التحول” بعد 6-8 أشهر، حيث “ينهار الجهاز المناعي، وفي ذلك الوقت ستبدأ العدوى والمضاعفات الناجمة عن سوء التغذية”.

وفي نفس المؤتمر الافتراضي، أوضح أحد عمال الإغاثة أن المجاعة تتكون من 3 مراحل، هي الافتقار الشديد والمستمر إلى الغذاء، وارتفاع مستويات سوء التغذية لدى الأطفال، وارتفاع معدل الوفيات نتيجة للمجاعة والمرض.

أكد كونينديك المراحل الثلاثة قد وصلت إليها الأمور في الشمال بالفعل، وأضاف قائلاً: “إذا حدث غزو لرفح، فمن المؤكد أن ذلك سيدفع الأمور إلى ما هو أبعد من نقطة التحول، وسوف نشهد ارتفاعاً كبيراً في الوفيات المرتبطة بالمجاعة”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة