أعلن الفلسطينيون في القدس الشرقية المحتلة، يوم الأحد، إضرابًا عامًا وعصيانًا مدنيًا احتجاجًا على حملة القمع الإسرائيلية المتصاعدة في المدينة.
وأحرق متظاهرون شبان إطارات السيارات ونصبوا الحواجز ليلا على مداخل أحياء مختلفة من المدينة من بينها شعفاط وعناتا وجبل المكبر والعيسوية والرام.
ويشمل العصيان المدني عدم التوجه إلى أماكن العمل الإسرائيلية والامتناع عن دفع الضرائب للبلدية التي تديرها إسرائيل ووقف التعامل مع وكالات حكومية أخرى.
“سنظهر يدا حازمة ولن نتسامح مع المخالفين”. – بن غفير ردا على دعوة العصيان المدني
وقالت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إن الاحتجاجات تأتي ردا على سلسلة من الإجراءات العقابية التي فرضها وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، على سكان المدينة الأسبوع الماضي.
وتضمنت إجراءات القمع الإسرائيلية هدم ما لا يقل عن سبعة مبانٍ، واعتقال 100 شخص، وإقامة العشرات من الحواجز ونقاط التفتيش، ومصادرة الأموال والأصول من الأسرى السياسيين السابقين والحاليين، إضافة إلى إجراءات أخرى.
كما بدأت سلطات السجون الإسرائيلية، الواقعة تحت مسؤولية بن غفير كوزير للأمن القومي، في فرض شروط أشد قسوة على الأسرى الفلسطينيين، مثل إغلاق المقاصف وقطع الماء الساخن وسحب سخانات المياه ومواقد الغاز المستخدمة لتسخين الطعام من غرف الأسرى.
وجاءت الإجراءات القمعية عقب ثلاث هجمات دهس وطعن في وقت سابق من هذا الشهر أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين.
وفي بيان يوم السبت، قال منظمو الإضراب إن الفلسطينيين وخاصة في شعفاط تعرضوا “لإجراءات انتقامية وانتهاكات وتعذيب وإذلال وقمع يومي” منذ وقوع الهجمات.
داهمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، بعض المناطق في المدينة، بما في ذلك العيسوية وسلوان، لإزالة الحواجز التي أقامها الشبان على الطرق، مما أدى إلى مواجهات مع المحتجين.
وكان بن غفير قد قال ردا على دعوة العصيان المدني “سنظهر يدا حازمة ولن نتسامح مع المخالفين”.
مضايقات جماعية
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي أن مسؤولين أمنيين كباراً طلبوا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنهاء الحملة وإلا سيخاطر بـ “تصعيد واسع النطاق”.
وحث كل من رئيس أركان الجيش ومدير جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) ومفوض الشرطة نتنياهو على التحدث مع بن غفير لوقف إجراءاته.
وأجرى مدير الشاباك رونين بار، الذي عادة ما يقدم تقاريره إلى رئيس الوزراء، اتصالا نادرا وبشكل منفصل مع بن غفير وحذره من أنه “يخلق شعورا بالمضايقة الجماعية” في القدس الشرقية و أنه “يهيج” المدينة.
وتصاعد التوتر في المنطقة وسط ارتفاع وتيرة العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية منذ العام الماضي.
وقتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون 49 فلسطينيا منذ بداية يناير كانون الثاني بمعدل قتيل واحد في اليوم، فيما قتل فلسطينيون 10 إسرائيليين في نفس الفترة.
وارتقى، في العام الماضي، ما لا يقل عن 220 فلسطينيًا خلال الهجمات الإسرائيلية بينما قُتل 30 إسرائيليًا على أيدي فلسطينيين.
انفوفيديو| #العصيان_المدني بـ #القدس.. نضال شعبي على طريق الحرية.
إعداد وكالة سند للأنباء pic.twitter.com/u59J3dOYuN— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@snadps) February 19, 2023
وكانت حصيلة عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية في العام 2022 هي الأعلى منذ العام 2005.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز من أن التوترات الحالية تحمل “تشابهاً غير محمود” مع الانتفاضة الثانية.
وأضاف أن وكالة المخابرات المركزية تعمل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية لمنع “تفجر العنف”، لكنه اعترف بأن تحقيق ذلك “سيكون تحديًا كبيرًا”.