من خلال بيان صدر في 29 سبتمبر، قال رئيس الأساقفة في الكنيسة الأنجليكانية في مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا، ثابو ماكجوبا، أنه يجب على المتدينيين في البلاد الاعتراف بأن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين هي نسخة طبق الأصل عن سياسات حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ولذلك أعلن تصنيف الكنيسة لإسرائيل كدولة فصل عنصري.
فقد ورد في البيان على لسان ماكجوبا قوله “باعتبارنا أصحاب دين يشعرون بالأسى بسبب آلام احتلال الضفة الغربية وغزة، ويتوقون إلى الأمن والسلام العادل لكل من فلسطين وإسرائيل، لم يعد بإمكاننا تجاهل الحقائق على الأرض”.
وعن المقارنة بين الفصل العنصري في إسرائيل وجنوب أفريقيا قال “إن قلوبنا تتألم من أجل إخواننا المسيحيين في فلسطين، كما أن الناس من جميع الأديان في جنوب أفريقيا لديهم فهم عميق لما يعنيه العيش تحت القمع، فقد تمت قبل ذلك مقارنة إسرائيل بجنوب أفريقيا تحت حكم الفصل العنصري”، وأضاف “عندما يقوم السود من جنوب أفريقيا الذين عاشوا في ظل الفصل العنصري بزيارة إسرائيل، فمن المستحيل تجاهل أوجه التشابه مع الفصل العنصري، إذا وقفنا مكتوفي الأيدي والتزمنا الصمت، فسنكون متواطئين في القمع المستمر للفلسطينيين”.
هناك تزايد من قبل خبراء في الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، في وصف إسرائيل بذلك أيضاً، خاصة مع انزلاق إسرائيل نحو اليمين المتطرف أكثر وتصاعد هجمات المستوطنين على حياة الفلسطينيين وأراضيهم
سارعت المنظمة الصهيونية في جنوب إفريقيا في انتقاد القرار، ووصفه بـ “المروع” و”المعادي للسامية”، في حين رحبت مجموعات أخرى من المجتمع المدني، مثل لجنة التضامن مع فلسطين وائتلاف المقاطعة “بي دي اس” بالقرار.
من جانبها، أكدت الكنيسة أن موقفها ليس هجوماً على الشعب اليهودي، وإنما “هجوم على سياسات الحكومة الإسرائيلية التي أصبحت متطرفة أكثر من أي وقت مضى”.
يذكر أن فكرة حركة المقاطعة، التي تم تأسيسها عام 2005، لممارسة الضغط المالي على إسرائيل لمحاولة ثنيها عن انتهاكاتها ضد الفلسطينيين، مستوحاة من الضغوط الدولية التي فُرضت على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سابقاً.
“مثيرة للإعجاب”
وفي تعليقها على القرار، وصفت حركة المقاطعة القرار بأنه “مثير للإعجاب بشكل كبير”، مشيرة إلى أنه “بذلك فإن الكنيسة الأنجليكانية في الجنوب الأفريقي تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وتدعم بشكل كامل النضال الفلسطيني من أجل المساواة وحقوق الإنسان والعدالة”.
وأضافت في بيان لها “إننا نحيي الكنيسة الأنجليكانية ليس فقط لأنها تدين الفصل العنصري الإسرائيلي، بل أيضًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة، فبذلك تنضم الكنيسة إلى ملايين الأشخاص حول العالم في حركة مناهضة الفصل العنصري، كما ندعوها للمشاركة في المؤتمر الدولي لمناهضة الفصل العنصري من أجل فلسطين والذي سيعقد في جنوب أفريقيا في مايو 2024”.
ويأتي موقف الكنيسة هذا بعد أكثر من عام على وصف وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية، ناليدي باندور، إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري، مستحضرة أوجه الشبه مع تجربة السود في جنوب إفريقيا قبل التحرر والاستقلال عام 1994.
يذكر أن هناك تزايداً من قبل خبراء في الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، في وصف إسرائيل بذلك أيضاً، خاصة مع انزلاق إسرائيل نحو اليمين المتطرف أكثر وتصاعد هجمات المستوطنين على حياة الفلسطينيين وأراضيهم، الأمر الذي يشعر الناشطون بالقلق حياله بسبب عدم قيام المجتمع المدني بما يكفي لمعالجة العنصرية المؤسسية التي تمارسها إسرائيل.
من جانب آخر، فقد دعا القس جيف رايت، من كنيسة “تلاميذ المسيح” في الولايات المتحدة، الكنائس الأمريكية إلى اتخاذ موقف بشأن سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه في عام 1979، قام عدد من قادة الكنائس الأمريكية بتشكيل لجنة طوارئ من اجل جنوب إفريقيا، بهدف “الضغط من أجل فرض عقوبات اقتصادية حكومية ومقاطعة الشركات الأمريكية التي رفضت إنهاء عملها في جنوب إفريقيا”.
قال رايت “الآن هو الوقت المناسب لكي يتحد زعماء الطوائف الأمريكية معًا، كما فعلوا خلال حركة الحقوق المدنية في الولايات الأمريكية في الستينات، وحرب فيتنام في أوائل السبعينيات، ثم مرة أخرى في الثمانينيات، لإيصال رسالتهم الأخلاقية، من خلال حملة لمعارضة الفصل العنصري الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي”.