بقلم جوزيف مسعد
احتج في الأسبوع الماضي مئات الأشخاص، في تظاهرة نظمها فرع مدينة نيويورك لمنظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” أمام مكاتب لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، وهي أقوى جماعة ضغط (لوبي) مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، وكذلك أمام مكاتب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين يحصلون على تمويل من “إيباك”، للمطالبة بوقف إطلاق النار. وقد اعتقلت شرطة نيويورك اثني عشر شخصا من المتظاهرين.
وكانت هذه التظاهرة الأحدث من بين عشرات الاحتجاجات اليهودية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، احتل نشطاء يهود موقع تمثال الحرية في نيويورك مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار وهتفوا: “ليس باسمنا”، منددين بزعم إسرائيل بأنها تمثل يهود العالم. وتؤكد هذه الاحتجاجات منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ما كانت تخشاه الجماعات اليهودية الأمريكية المؤيدة لإسرائيل على مدى العقدين الماضيين، وهو التراجع المستمر في دعم إسرائيل بين اليهود الأمريكيين. وبالفعل، كانت مجموعة يهودية مناهضة للصهيونية تسمى “تْصِدِق” قد أسست كنيسا في عام 2015 وعرّفت نفسها باعتبارها مجموعة “غير صهيونية”، لكنها أعادت تعريف نفسها على أنها “مناهضة للصهيونية” في عام 2022. ويشير سن المنتسبين إلى المجموعة، وهم في الغالب من الشباب، إلى تحول جيلي داخل المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة.
لكن هؤلاء اليهود الأمريكيين الذين يعارضون الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ليسوا وحدهم. فقد نشطت المنظمات اليهودية البريطانية أيضا في التظاهرات الحاشدة التي شهدتها المملكة المتحدة منذ بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأخيرة. وتشمل هذه المنظمات “الصوت اليهودي من أجل العمل” و”الشبكة اليهودية من أجل فلسطين”، والتي تظاهر أعضاؤها أيضا تحت لافتات مثل “ليس باسمنا”. كما نشطت المجموعة اليهودية البريطانية “نَعَمود” في معارضة الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري وفي تنظيم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية لدعم الفلسطينيين.
أما في فرنسا، البلد المتطرف في صهيونيته، فقد نشطت العشرات من الشخصيات اليهودية المعروفة في معارضة الإبادة الجماعية المستمرة، ناهيك عن احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، ودعت إلى وقف إطلاق النار. وهذا ليس تطورا جديدا في فرنسا. ففي عام 2018، طالب “الاتحاد اليهودي الفرنسي للسلام” بمقاطعة كاملة للدولة اليهودية رغم الجهود المبذولة لحظر مثل هذه المقاطعة في فرنسا، وقد تسبب ذلك في خسارة المجموعة لتمويل من الدولة. كما أن المجموعة تنشط في المسيرات منذ تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي ألمانيا، كان النشطاء اليهود، بما في ذلك الفنانون والكتاب والمهنيون وكذلك المنظمة اليهودية “الصوت اليهودي”، في طليعة معارضة الهجوم الإسرائيلي وإدانة حملة القمع التي تشنها الدولة الألمانية على منتقدي إسرائيل واتخاذها للمجتمعات الإسلامية والعربية في ألمانيا ككبش فداء. فمثلا صديقتي العزيزة إيفلين هيشت-غالينسكي، الناشطة اليهودية الألمانية المناهضة للصهيونية والعضو في تحالف الجماعات اليهودية المناهض للاحتلال المسماة “يهود أوروبا من أجل السلام العادل”، لا تكل في معارضتها النشطة لإسرائيل. ووالد إيفلين، هاينز غالينسكي، أحد الناجين من المحرقة في معسكر الاعتقال أوشفيتز، كان قد ترأس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا الغربية بعد الحرب من عام 1954 إلى عام 1962، ومرة أخرى من عام 1988 حتى وفاته في عام 1992. وقد اتهم مواطن ألماني مسيحي مؤيد لإسرائيل إيفلين بأنها “معادية للسامية” بسبب عدائها للصهيونية.
لكن معارضة اليهود للصهيونية ليست بالحدث الجديد، فقد كان اليهود الأوروبيون والأمريكيون في طليعة المعارضة للصهيونية منذ ولادة الحركة الاستيطانية-الاستعمارية في نهاية القرن التاسع عشر. فعندما سعى مؤسس الحركة ثيودور هرتزل إلى عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة ميونيخ الألمانية عام 1897، تحالف عدد كبير من الحاخامات من الطائفة اليهودية الأرثوذكسية وطائفة اليهود الإصلاحيين، وهما طائفتان قلّما تتفقان، وقاموا بطرده هو ومنظمته المهرطقة من ميونيخ عبر الحدود إلى مدينة بازل في سويسرا، حيث اضطر لعقد مؤتمره، بعد أن افترى على الحاخامات المناهضين للصهيونية ووصفهم بـ”الحاخامات المحتجين”.
وقد شكّل اليهود الروس منظمة “البوند” (اتحاد العمال اليهود العام في ليتوانيا وبولندا وروسيا) في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 1897، بعد ستة أسابيع من تشكل المنظمة الصهيونية، وعارضوا الصهيونية وسخروا منها بشدة، وهو الموقف الذي استمروا على نهجه حتى تم محو البوند وأعضائه (وقد كان البوند أكبر منظمة يهودية في شرق أوروبا في الفترة بين الحربين العالميتين) من الوجود خلال الحرب العالمية الثانية؛ في جمر غرف الغاز ومحارق ألمانيا النازية، وذلك عدا عن الشيوعيين اليهود من أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي الذين أدانوا الصهيونية بشكل مباشر ودون أدنى مواربة.
وقد عارضت الشخصيات والمنظمات اليهودية البريطانية الكبرى بحزم خطط وزير الخارجية البروتستانتي الإنجيلي البريطاني اللورد آرثر بلفور، قبل وبعد أن أصدر وعده المشين في تشرين الثاني/ نوفمبر 1917. فقد صرح وزير الخارجية السابق لشؤون الهند والعضو اليهودي الوحيد في الحكومة البريطانية في ذلك الوقت، اللورد إدوين مونتاغيو: “كنت أحاول طوال حياتي الخروج من الغيتو اليهودي وأنتم تريدون أن تجبروني على العودة إليه”. كما احتج زعماء يهود بريطانيون آخرون على ما اعتبروه سياسة بريطانية مؤيدة للصهيونية ومعادية للسامية. وكان من بين هؤلاء عضو البرلمان السير فيليب ماغنوس، والشخصية اليهودية البريطانية البارزة ورئيس الجمعية الأنجلو- يهودية، كلود جي. مونتيفيوري (ابن شقيق السير موسى مونتيفيوري) مؤسس “اليهودية الليبرالية” في بريطانيا، الذي أسس أيضا “عصبة اليهود البريطانيين” المناهضة للصهيونية عام 1918. وانضم إليهم المصرفي ورئيس جمعية الاستعمار اليهودي، السير ليونارد ليونيل كوهين.
ومن بين اليهود البارزين المناهضين للصهيونية الذين عارضوا وعد بلفور، الصحفي اليهودي لوسيان وولف، وهو رئيس آخر للجمعية الأنجلو- يهودية. وقد نشر مجلس نواب اليهود البريطانيين والجمعية الأنجلو- يهودية، وهما أهم منظمتين يهوديتين بريطانيتين في ذلك الوقت، رسالة في صحيفة التايمز جاء فيها أنه “سيكون بالتأكيد لإنشاء دولة قومية يهودية في فلسطين، تقوم على نظرية التشرد اليهودي، أثرٌ في جميع أنحاء العالم يتمثل في جعل اليهود غرباء في أوطانهم الأصلية، وفي تقويض وضعهم الذي اكتسبوه بشق الأنفس كمواطنين في تلك البلاد”.
كما ثار يهود أمريكيون بارزون عندما صادق الرئيس الأمريكي العنصري، المناهض للسود وللأمريكيين الهنود الأصليين، وودرو ويلسون، على وعد بلفور. ففي وقت مبكر من عام 1919، أرسل جوليوس قان، عضو الكونغرس اليهودي من سان فرانسيسكو، بيانا موَجَّها إلى الرئيس ويلسون، أيّده ووقع عليه 299 يهوديا من الشخصيات العامة، من حاخامات وعلمانيين. وقد اعترض البيان، الذي أدان الصهاينة لمحاولتهم عزل اليهود وعكس الاتجاه التاريخي نحو التحرر، على إنشاء دولة يهودية حصرية في فلسطين باعتبارها تخالف “مبادئ الديمقراطية”.
وقد شجب جيمز روزنبرغ، عضو اللجنة اليهودية الأمريكية، الخطط الصهيونية لإقامة دولة يهودية حصرية ووصفها بأنها غير ديمقراطية. وفي مقال دحض فيه الحجج الصهيونية، اعترض روزنبرغ على إلغاء حقوق غير اليهود نتيجة قيام دولة يهودية.
أما ليسنغ روزنوالد، رئيس المجلس الأمريكي لليهودية، فقد أعلن في عام 1944: “إن مفهوم الدولة العنصرية -المفهوم الهتلري- بغيض في نظر العالم المتحضر، كما تشهد على ذلك الحرب العالمية المخيفة التي نحن في خضمها.. وأحث على ألا نفعل شيئا يعيدنا إلى طريق الماضي. إن التخطيط في هذا الوقت لإنشاء دولة يهودية أو كومنولث يعني إطلاق ابتكار فريد في الشؤون العالمية قد يكون له عواقب لا تحصى”.
أما فيما يخص اليهود الألمان، فقد نشر الفيلسوف اليهودي الألماني هيرمان كوهين عام 1915 كتابه “الألمانية واليهودية”، الذي عارض فيه المشروع الصهيوني بحجة أن اليهود لا يحتاجون إلى وطن لأنهم جزء لا يتجزأ من أوروبا. وعندما طُلب من مؤسس التحليل النفسي سيغموند فرويد، اليهودي النمساوي، التوقيع على عريضة تدعم استيطان اليهود في فلسطين، رفض قائلا: “لا أستطيع.. لا أعتقد أن فلسطين يمكن أن تصبح دولة يهودية في أي وقت من الأوقات.. كان من المعقول بالنسبة لي إنشاء وطن لليهود على أرض تحمل أعباء تاريخية أقل من التي تحملها فلسطين”. وفي رده على محاولة الصهاينة تحويل “حائط المبكى” إلى الموقع الأكثر قدسية ومركزية بالنسبة لليهود، وهو ما لم يكن عليه قبل الاستعمار الصهيوني، أضاف فرويد: “لا أستطيع أن أثير أي تعاطف على الإطلاق مع التقوى الباطلة التي تحوّل قطعة من جدار بني في عهد الملك الروماني هيرودوس إلى أثر وطني يهودي، وهو ما يسيء إلى مشاعر السكان الأصليين”.
وفي عام 1939، في ذروة الثورة الفلسطينية الكبرى عندما استخدم الصهاينة فرق الموت لقتل وقمع الفلسطينيين، كتب العالم آلبرت أينشتاين: “لا يمكن أن تكون هناك كارثة أكبر من الخلاف الدائم بيننا وبين الشعب العربي [الفلسطيني].. يجب علينا السعي جاهدين من أجل التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة مع الشعب العربي [الفلسطيني].. دعونا نتذكر أنه في العصور الماضية لم يكن هناك شعب يعيش معنا صداقة أعظم من أسلاف هؤلاء العرب”.
أما اليهود الفرنسيون فقد كانوا أيضا محصّنين ضد إغراءات الصهيونية. وقد وصفهم هرتزل في مذكراته بالطريقة التالية المعادية للسامية: “لقد ألقيت نظرة على يهود باريس ورأيت شبها عائليا في وجوههم: أنوف جريئة مشوهة؛ وعيون ماكرة تختلس النظر”. وقد كان هرتزل مرعوبا من وطنية اليهود الفرنسيين نحو فرنسا، الأمر الذي جعلهم أكثر نفورا من الصهيونية، وهو الأمر الذي جعله يدينهم بقسوة.
حتى العديد من طائفة اليهود “الحسيديم” لم يستطيعوا التسامح مع الصهيونية، فبالإضافة إلى طائفة “ناتوري كارتا” الصغيرة التي عارضت الصهيونية بكل إخلاص ونضال منذ نشوئها، فإن أكبر طائفة “حسيدية” في الولايات المتحدة اليوم، وهي طائفة ساتْمَر، التي يبلغ عددها ما يقرب من مائة ألف يهودي، تعارض الصهيونية على أساس ديني وإنساني.
في الواقع، وبخلاف اليهود المناهضين للصهيونية اليوم، وهم أقلية متنامية في المجتمعات اليهودية، فإن غالبية اليهود في أوروبا والولايات المتحدة كانوا يعارضون الصهيونية حتى تم الكشف عن المحرقة النازية، وهو ما دفع الكثيرين منهم لتقبل فكرة الصهيونية كعلاج محتمل لمعاداة السامية.
سوف يستغل الصهاينة المحرقة إلى أقصى حد لتعزيز قضيتهم، فقد صنفت إسرائيل ومريدوها اليهودَ الذين بدأوا يتحدثون ضد إسرائيل بعد حرب عام 1967 على أنهم “كارهون لأنفسهم”، وهو ما جرى للمثقفين اليهود مثل نعوم تشومسكي وآي. إف. ستون. وقد أدى ذلك إلى شن هجمات صهيونية كبرى منذ ذلك الحين على جميع اليهود الذين يعارضون إسرائيل وفظائعها.
فإذا كان من الممكن اتهام اليهودية الألمانية إيفلين هيشت غالينسكي، ابنة الناجين من المحرقة، بمعاداة السامية من قبل مسيحي ألماني في ألمانيا المؤيدة لإسرائيل بشكل متعصب، فقد وجدت صحيفة نيويورك بوست أنه من السهل وصف مشاجرة في جامعة كولومبيا بين طالبة يهودية مناهضة للإبادة الجماعية للفلسطينيين وطالب يهودي إسرائيلي معاد للفلسطينيين، كان قد خدم في الجيش الإسرائيلي، على أنها “تثير تساؤلات حول معاداة السامية”. وقد تم اتهام الطالبة اليهودية الأمريكية المناهضة للإبادة الجماعية بارتكاب “جريمة كراهية” ضد الطالب الإسرائيلي المناهض للفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، فإن الطالبين من جامعة كولومبيا، اللذين خدما في الجيش الإسرائيلي وهاجما الطلاب المناهضين للإبادة الجماعية داخل حرم الجامعة، والذي كان من ضمنهم طلاب يهود، بأسلحة كيميائية، فلم يتم اتهامهم بأي تهمة، ناهيك عن تهمة ارتكاب جرائم الكراهية. ولا يبدو أن معاداة السامية قد رفعت رأسها القبيح في هذه الحالة.
وكما كنت قد كتبت في مقال في هذه الصحيفة قبل حوالي ثمانية أشهر، فقد وصف مؤيدو إسرائيل أيضا الأساتذة اليهود الجامعيين الذين ينتقدون إسرائيل بأنهم “كارهون لأنفسهم”، كما يشعر هؤلاء المؤيدون بالفزع من وجود “عدد أكبر من اليهود الذين يكرهون أنفسهم” بين أولئك الذين يدعمون حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي. دي. إس). كما تعرّض الحاخامات الذين ينتقدون السياسات الإسرائيلية للهجوم بوصفهم “كارهون لأنفسهم”، وهو الوصف الذي وصم به كبار مساعدي البيت الأبيض اليهود، وهم من كبار المؤيدين لإسرائيل، لأنهم دعوا إسرائيل إلى “تجميد” بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.
لكن المد قد انقلب بالفعل، وقد حذرت المنظمات الصهيونية الأمريكية بالفعل من الخطر الداهم. فقد أصبح اليهود المناهضون للصهيونية اليوم في كل مكان، ولم تعد حيل إسرائيل القذرة أو حيل أنصارها في الولايات المتحدة تخيفهم، بما في ذلك التشهير، والاتهام بمعاداة السامية أو كراهية الذات. فهم يكملون الرسالة العظيمة لليهود المناهضين للصهيونية الذين ظهروا منذ نهاية القرن التاسع عشر.
يكمن الفرق الرئيس بين الجيلين في أنه في النصف الأول من القرن العشرين، كان اليهود السياسيون ورجال الأعمال والمثقفون والحاخامات البارزون والأكبر سنا في الولايات المتحدة وأوروبا هم من عارض الصهيونية، بينما في العقدين الأخيرين فإن جلّ المعارضين اليهود بشكل قاطع للصهيونية والمستعمرة الاستيطانية اليهودية هم من جيل الشباب. وفي موقفه هذا، فإن الجيل الحالي من اليهود لا يختلف عن بقية السكان الأمريكيين، الذين يعتقد أكثر من ثلثهم أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك 49 في المائة من الأمريكيين في الفئة العمرية 18-29 عاما.
إن مديري الجامعات، الذين ينتفضون في خضم ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، بشأن صعود معاداة السامية في الجامعات في الولايات المتحدة، يعيرون هؤلاء اليهود المناهضين للصهيونية نفس قدر عدم الاهتمام الذين يعيرونه للطلاب الآخرين من غير البيض، بل يستمرون بالفعل في قمع أصواتهم من خلال حظر منظمتهم الرئيسة في الحرم الجامعي، أي منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام”، كما حدث في جامعة كولومبيا حيث أُدرِّس، والتي ربما تكون الجامعة الأمريكية الأكثر قمعا للمعارضين اليهود وغير اليهود للإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني (وهو إنجاز ليس بالهين، حيث تتنافس العديد من الجامعات الأخرى على هذا المنصب). ويبدو أن الصوت اليهودي الوحيد الذي يريد رؤساء الجامعات سماعه هو الصوت اليهودي المؤيد للحرب والإبادة الجماعية للفلسطينيين، وهو الصوت الذي يريدون الادعاء بأنه يمثل جميع اليهود، وهذه هي ذروة معاداة السامية. ولكن إذا كانت الاحتجاجات اليهودية المستمرة ذات دلالة، فهي أن صوت هؤلاء اليهود المناهضين للصهيونية لا يمكن إسكاته.
للإطلاع على النص باللغة الانجليزية من (هنا)