الموانئ المصرية أصبحت “نقاط إمداد رئيسية” لإسرائيل خلال حربها على غزة

نقلاً عن تحقيق مفتوح المصدر، فقد تحولت الموانئ البحرية المصرية إلى محطات مهمة لسفن الشحن والأسمنت التي تنقل البضائع من وإلى إسرائيل خلال الحرب على غزة!

بحسب ما نشرته صحيفة “عربي بوست”، فقد تتبع التحقيق المذكور نشاط 19 سفينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك باستخدام بيانات بحرية مفتوحة المصدر لتتبع المسارات البحرية لتلك السفن التي اقتصرت على السفر ذهاباً وإياباً بين الموانئ الإسرائيلية والمصرية فقط.

تعد الموانئ المصرية نقاطاً حيوية لنقل البضائع من وإلى إسرائيل نظراً لقربها من الموانئ الإسرائيلية، خاصة ميناء أسدود الذي يبعد عن غزة حوالي 29 كيلومتراً وميناء حيفا الاستراتيجي، حيث أن القرب الجغرافي للموانئ يقلل من تكاليف الشحن، مما ينعكس بدوره على أسعار البضائع المشحونة بحراً.

وقد استند التتبع الذي أجراه موقع عربي بوست للسفن التي تنقل حمولاتها بانتظام إلى إسرائيل من مصر، إلى بيانات من نشاط 8 موانئ، اثنان منها في أسدود وحيفا و 6 موانئ مصرية تقع على البحر الأبيض المتوسط، هي بورسعيد والعريش وأبو قير والإسكندرية والدخيلة ودمياط.

ذكرت صحيفة عربي بوست أيضاً أن السفن الـ 19 شملت 7 سفن شحن حاويات و6 ناقلات إسمنت و5 سفن بضائع عامة وناقلة واحدة لنقل البضائع غير المعبأة مثل الحبوب والسكر والفحم.

علاوة على ذلك، فقد أظهر التحقيق أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في الفترة من بداية يونيو وحتى 22 أغسطس، عملت 12 سفينة بشكل أساسي بين الإسكندرية ودمياط والدخيلة وبورسعيد والعريش وكل من ميناء حيفا وأسدود، حيث أبحرت تلك السفن تحت أعلام بنما وليبيريا وإسرائيل ومصر و أنتيغوا وبربودا وسنغافورة وسانت كيتس ونيفيس.

وفقاً لبيانات تتبع السفن Vesselfinder، فإن ملكية سفن الشحن تلك تعود لشركات في مصر وإسرائيل وتركيا واليونان وسنغافورة وألمانيا وقبرص، والقاسم المشترك بين معظمها هو أن أكثر وجهتين أبحرت إليهما خلال العامين الماضيين كانتا مصر وإسرائيل.

يذكر أن سفينتا الشحن، لوسي بوشارد التي تبحر تحت علم أنتيغوا وبربودا وتعود ملكيتها لشركة في ألمانيا والسفينة المصرية بان جي جي، هما أكثر السفن التي تبحر إلى الموانئ المصرية والإسرائيلية.

قبل الحرب على غزة، لم تكن سفن نقل الأسمنت الستة تمر بالموانئ المصرية بشكل متكرر، لكن منذ الحرب، أصبحت رحلاتها تتركز بين إسرائيل ومصر

لقد أظهرت البيانات أن السفينة لوسي بوتشارد أبحرت إلى الموانئ الإسرائيلية 25 مرة عام 2023 وإلى الموانئ المصرية 23 مرة، وأنها عام 2022، أبحرت إلى كل من الموانئ الإسرائيلية والمصرية 24 مرة، أما السفينة بان جي جي، فقد أبحرت إلى ميناء أسدود 28 مرة عام 2023 وإلى ميناء حيفا 4 مرات، وفي عام 2022، أبحرت إلى أسدود 41 مرة.

إضافة إلى ذلك، فقد أظهر رقم تعريف السفينة المصرية، الذي تم الوصول إليه من قاعدة بيانات المنظمة البحرية الدولية وتتبعه بريد موقع عربي بوست، أن السفينة مملوكة لمجموعة الشحن المصرية بان مارين ومسجلة في مصر. 

نقل الاسمنت

توصلت التحقيقات أيضاً خلال الأشهر الثلاثة إلى أن 6 سفن كانت تعمل بشكل أساسي بين الموانئ المصرية والإسرائيلية ومخصصة لنقل الأسمنت لمشروعات البناء.

قبل الحرب على غزة، لم تكن سفن نقل الأسمنت الستة تمر بالموانئ المصرية بشكل متكرر، لكن منذ الحرب، أصبحت رحلاتها تتركز بين إسرائيل ومصر، كما أضاف التقرير أن المسار الذي تسلكه تلك السفن في المقام الأول يشمل موانئ العريش وأبو قير والإسكندرية المصرية، وموانئ حيفا وأسدود الإسرائيلية، وأنه يوجد في كل من العريش والإسكندرية مصانع لإنتاج الاسمنت.

تجدر الإشارة إلى أنه خلال فترة الحرب على غزة، زادت صادرات مصر ووارداتها مع إسرائيل مقارنة بفترة ما قبل الحرب، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية الرسمية، حيث بلغت صادرات مصر إلى إسرائيل خلال الفترة من أكتوبر عام 2023 إلى 31 يوليو عام 2024، ما قيمته 170.1 مليون دولار، بينما بلغت الصادرات خلال نفس الشهرين من عامي 2022 و2023 ما قيمته 162.8 مليون دولار.

من ناحية أخرى، فقد ضاعفت مصر وارداتها من إسرائيل 3 مرات خلال الحرب، حيث تشير الإحصائيات الإسرائيلية إلى أن مصر استوردت من إسرائيل خلال الفترة من أكتوبر عام 2023 إلى يوليو عام 2024 بضائع بقيمة 331.6 مليون دولار، بينما بلغت الواردات خلال نفس الشهرين من عامي 2022 و2023 ما قيمته 106.8 مليون دولار.

يذكر أن شهر يوليو من عام 2024 يعد الشهر الأعلى لقيمة الصادرات الإسرائيلية إلى مصر، حيث بلغت 30.6 مليون دولار، كما سجل الشهر نفسه أعلى معدل للواردات الإسرائيلية إلى مصر بقيمة 45.4 مليون دولار.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة