الهجوم الإسرائيلي الشرس على جنين.. لماذا الآن؟ وما الذي يخبئه المستقبل؟

غطت الأنقاض أجزاء كبيرة من مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة فجر الاثنين، عقب هجومٍ إسرائيليٍ أسفر عن ارتقاء 10 فلسطينيين على الأقل وإصابة أكثر من 100 فلسطيني حتى الآن.

وفيما يشبه المسؤولون المحليون الفلسطينيون الهجوم بالاجتياح الكبير الذي تعرضت له المدينة والمخيم إبان عملية السور الواقي في نيسان / أبريل 2002، إلا أن الخبراء يرون بعض الاختلافات الملحوظة بين هجوم اليوم وهجمات السنوات السابقة.

ما الذي يقود الهجوم ولماذا الآن؟

يعتبر طارق زياد، وهو صحفي من جنين، الهجوم الحالي مختلفاً عن الذي جرى عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية.

ويقول:” في عام 2002، علمت إسرائيل أن الغزو سيؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، وفي ذلك الوقت كانت تريد ذلك لأنها كانت تعتبر ياسر عرفات جزءاً من المقاومة”.

وبحسب زياد، فإن إسرائيل لم تعد معنيةً بانهيار السلطة الفلسطينية، معتبراً أن دوافعها من وراء الهجوم تتركز في استهداف المقاومة المسلحة المتنامية في جنين.

إرسال رسالة

ويشير الكاتب والمحلل السياسي ساري أبو نصر الدين الذي يقيم في حي قريب من مكان العملية، إلى أن القوات الإسرائيلية تسببت في دمار واسع النطاق للبنية التحتية في المخيم والكهرباء والمياه وخطوط الهاتف، موضحاً أن هجوم يوم الاثنين استهدف منازل كانت تستخدم لإيواء مقاتلي كتيبة جنين.

وقال نصر الدين إن أحد الأسباب الرئيسية وراء الهجوم الذي استخدمت فيه إسرائيل بعضاً من تكتيكاتها في 2002 هو استهداف مجموعات المقاومة التي تتهمها إسرائيل بتنفيذ عدة هجمات.

ولفت إلى أن من بين أسباب الهجوم رغبة إسرائيل في توجيه رسالةٍ للفلسطينين حول عواقب إسكان مقاتلي الكتيبة والتضامن معهم وإظهار أن هذا الدمار هو نتيجة لدعم المقاومة.

تسخين الضفة

وكانت مجموعات المقاومة الفلسطينية المسلحة قد دعت في السابق إلى مواجهات مباشرة مع قوات الاحتلال، وحظيت بدعم واسع النطاق في جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال عوني المشني، الناشط في حركة فتح، إن الهجوم في جنين قد يؤدي في النهاية إلى انتفاض مدن فلسطينية أخرى لمقاومة الاحتلال.

وقال إن ما يحدث كان متوقعاً، “هكذا هي العلاقة مع قوات الاحتلال، المدنيون يرفضونه والاحتلال يفرض نفسه بالقوة”.

ويعتقد مشني أن هجوم إسرائيل على جنين يمكن أن يشير إلى بداية واقع مختلف على الأرض، موضحاً أن الهجوم لن يحول جنين إلى “مدينة مسالمة تحت قيادة الإسرائيليين، هذا وهم”.

ويرجح المشني أن ينتهي الأمر بمدن فلسطينية أخرى في الضفة لتسير على خطى جنين حيث ستكتسب المناطق الأخرى معنوياتٍ أقوى وتمارس دوراً أكبر من الذي تضطلع به الآن، مؤكداً أن ” الشعب سيستمر في المقاومة”.

رد فعل من غزة ولبنان

يقول الخبراء إن الأيام المقبلة ستكون حرجة، وستحدد مدى شدة رد الفعل، إن وجد، من داخل فلسطين وكذلك من لبنان.

وبحسب طارق زياد، فإن هجوم اليوم يختلف عن هجوم 2002 بسبب احتمال رد الفعل من غزة ولبنان، موضحاً أن “عدد القتلى سيحدد كيف ستسير العملية والرد عليها’

“إذا كان هناك الكثير من إراقة الدماء ، ستتدخل غزة”. طارق زياد – صحفي فلسطيني

لم تصدر حتى الآن أي ردود من غزة أو لبنان، لكن مثل تلك الردود جعلت إسرائيل في السنوات السابقة تفكر مرتين قبل شن هجمات واسعة النطاق.

وقال زياد:” هذه الحكومة تريد محو الفلسطينيين من على وجه الأرض، لكن المقاومة في غزة ستجعلهم يفكرون ملياً قبل اتخاذ أي إجراءات قد تؤدي إلى رد فعل”.

ويعتقد نصر الدين أن هجوم اليوم يمكن أن يثير رد فعل يستهدف المستوطنين من قبل الفلسطينيين، سواء بشكل منظم أو فردي، في الضفة الغربية.

كيف سيبدو المستقبل؟

استمر الهجوم العسكري على جنين لأكثر من 24 ساعة، ولم تظهر أي بوادر على نهايته في وقت قريب مما حدا بالمراقبين إلى توقع إمكانية تواصل الأحداث بل وانتقالها إلى مدن أخرى.

ويتوقع المشني أن تسفر الأحداث عن إضعاف السلطة الفلسطينية، ويقول:” في نهاية المطاف سوف يتصالح الاحتلال مع حقيقة أن تكتيكاته لا يمكن أن تستمر”.

ويختم:” في رأيي، هذه بداية لسلوك متغير من الشعب الفلسطيني، وهذا رد فعل طبيعي منهم ولن يستمر الاحتلال طويلاً في الضفة الغربية”.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة