تفاقم الأزمة الصحية العقلية وسط الجالية المسلمة في مدينة ديربورن الأمريكية

تفاقم الأزمة الصحية العقلية وسط الجالية المسلمة في مدينة ديربورن الأمريكية

 

تواجه الجالية المسلمة في مدينة ديربورن الأمريكية بولاية ميشيغان مشكلة متزايدة في موضوع الصحة العقلية، حيث سجلت الشرطة بالشراكة مع الأخصائيين الاجتماعيين عددًا قياسيًا من حالات الصحة العقلية في عام 2022، وفقًا لتقارير محلية، حسب ما جاء في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، يوم الثلاثاء.

ولغاية تاريخ 21 ديسمبر 2022، استجاب الضباط في ديربورن لأكثر من 1000 مكالمة طوارئ للصحة العقلية على مدار العام، بزيادة تقدر بـ 31 بالمائة عن العام السابق.

وتشهد مدينة ديربورن، التي تعد موطنا لإحدى أكبر الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة والمعروفة أيضًا باسم عاصمة أمريكا العربية، تفاقما في مشاكل الصحة العقلية بسبب النظرة السلبية لمفهوم الأمراض العقلية في المجتمعات الإسلامية، وفقا للموقع.

وفي هذا الشأن، قال هارنادا حميد الطالب، رئيس معهد الصحة العقلية للمسلمين في حديثه لموقع أخبار ديتريوت: “لديك تحديات في جميع الثقافات، بما في ذلك وصمة العار المتعلقة بالصحة العقلية ومقاومة الحديث عنها، ولكن هناك بعض الأشياء التي تبرز بشكل خاص في الثقافة الإسلامية، وإذا كنت مهاجرًا ولست في وطنك، فهناك عدم ثقة في النظام، وإحجام عن زيارة الطبيب، خاصة بالنسبة للمسلمين، الذين ينتابهم القلق تجاه الإسلاموفوبيا.”

تعمل شرطة ديربورن، وإدارة الصحة العامة بالمدينة، ومركز المجتمع العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية (Access) معًا لمعالجة قضايا الصحة العقلية التي تؤثر على المدينة.

وضمن الجهود المبذولة لذلك، فقد بدأ المركز، في الشهر الماضي، برنامجا يستخدم الأخصائيين الاجتماعيين داخل قسم الشرطة للرد على مكالمات الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية.

وأشار موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إلى أن الجاليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة تناقش كيفية إصلاح نظام رعاية الصحة العقلية الخاص بها، إلا أن بعض المدافعين عن المجتمع يقولون إن الشرطة غير مجهزة للاستجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية.

 

الانتحار في المجتمعات الإسلامية

يعد الانتحار في الولايات المتحدة من الأسباب الرئيسة للوفاة، ففي عام 2020، فكر ما يقدر بنحو 12.2 مليون بالغ أمريكي بجدية في الانتحار، بينما خطط 3.2 مليون لمحاولة انتحار، وحاول 1.2 مليون الانتحار، بحسب بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وفي العام التالي، ازدادت الأرقام حيث كان هناك حوالي 23 حالة وفاة بالانتحار لكل 100 ألف رجل، مقارنة بحوالي 6 وفيات لكل 100 ألف امرأة.

في حين أن هناك القليل من البيانات التي تبحث في معدلات الانتحار في الجالية الأمريكية المسلمة، إلا أن الخبراء يقولون إن الأرقام مرتفعة، ففي دراسة أجريت عام 2021، ونشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أفاد ما يقرب من 8 بالمائة من المسلمين بمحاولتهم الانتحار في حياتهم- مقارنة ب 6 بالمائة من الكاثوليك، و5 بالمائة من البروتستانت، و3.6 بالمائة من اليهود.

وفي وقت سابق، قال خبراء الصحة العقلية للموقع البريطاني  إنه على الرغم من النظر لطلب المساعدة النفسية كوصمة عار في كل المجتمعات، إلا أن الأمر حاد بشكل خاص بين المسلمين، حيث تُعزى مشكلات الصحة العقلية أحيانًا إلى نقص الإيمان.

في عام 2021، قال فهد خان، أخصائي نفسي سريري مرخص ونائب مدير مركز الخليل: “عندما يقول أحدهم أنه يجب أن تصلي أكثر، فهذا سيساعد في الاكتئاب، فهذا ليس صحيحًا دائمًا، بل في الواقع، وفي بعض الحالات هذا ليس صحيحًا على الإطلاق”.

وأضاف الأخصائي خان: “ولكن الصحيح أنه في حال كان لدى الشخص علاقة أعمق بالدين، فإن ذلك يمثل حاجزًا وقائيًا لمشاكل الصحة العقلية الحادة أو الانتحار، وقد تم إثبات ذلك من خلال البحوث.”

مقالات ذات صلة