انتقدت الولايات المتحدة اسرائيل لسماحها بعودة المستوطنين الى بؤرة استيطانية بالضفة الغربية واستنكرت “الزيارة الاستفزازية” للمسجد الاقصى التي قام بها ايتمار بن غفير يوم الأحد.
وفي بيان صحفي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن واشنطن “منزعجة للغاية” من القرار الإسرائيلي الأخير بالسماح للمستوطنين بتأسيس وجود دائم في بؤرة حوميش الاستيطانية التي تم بناؤها بشكل غير قانوني على أرض فلسطينية.
الاحتلال يُخطر بمصادرة 365 دونماً من أراضي بيت أمر شمال الخليل لصالح الاستيطان. pic.twitter.com/b215iovr1y
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 22, 2023
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن “هذا الأمر يتعارض مع الالتزام الخطي الذي تعهد به رئيس الوزراء السابق أرييل شارون لإدارة بوش في عام 2004 وكذلك يتعارض مع التزامات الحكومة الإسرائيلية الحالية لإدارة بايدن”.
وكانت البؤرة الاستيطانية قد أخليت في عام 2005 كجزء من خطة فك الارتباط أحادية الجانب التي طرحها رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون.
لكن الحكومة الإسرائيلية، التي يهيمن عليها قادة المستوطنين، سعت منذ عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة العام الماضي إلى تعزيز النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وأقر المشرعون الإسرائيليون في مارس/ آذار تشريع قانوني يسمح بإعادة إنشاء أربع مستوطنات يهودية مهجورة في الضفة الغربية، بما في ذلك حومش وسانور وغانم وكاديم.
ووقع الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين، على أمر يسمح للإسرائيليين بالعودة إلى البؤر الاستيطانية التي تم إخلاؤها، مما يمهد الطريق لبناء مستوطنة رسمية هناك في ضربة أخرى لآمال الفلسطينيين في إقامة دولة، وفي خطوة قد تثير المزيد من التوتر الذي وصل بالفعل حد الغليان.
وتعد مستوطنة حومش، المبنية على أراض فلسطينية مملوكة ملكية خاصة، واحدة من أكثر البؤر الاستيطانية المشحونة سياسياً وأكثرها رمزية في الضفة الغربية.
وعلى الرغم من عدم السماح للمستوطنين بإقامة وجود دائم هناك منذ عام 2005، إلا أنهم يتباهون باستمرار بوجودهم في حومش بينما يتلقون الحماية من الجيش الإسرائيلي.
ويعيش ما يقرب من 700 ألف مستوطن في أكثر من 250 مستوطنة وبؤرة استيطانية في أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية في انتهاك للقانون الدولي.
يذكر أن وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، المسؤول عن الإدارة المدنية في الضفة الغربية المحتلة، يمهد الطريق لمضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية، بحسب صحيفة هآرتس.
كما انتقد ميللر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بسبب “زيارته الاستفزازية” للمسجد الأقصى صباح الأحد “والخطاب التحريضي المصاحب لها”.
وجاء في البيان الأمريكي: “هذا المكان المقدس لا يجب ان يستخدم لأغراض سياسية وندعو جميع الاطراف لاحترام قدسيته”.
وأضاف: “إننا نعيد التأكيد على الموقف الأمريكي الراسخ الداعم للوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدسة بالقدس ونؤكد على الدور الخاص للأردن كوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في المدينة”.
وكان بن غفير قد اقتحم المسجد الأقصى يوم الأحد تحت حماية أمنية مشددة وقال: “نحن المسؤولون هنا”.