في حادثة مفجعة، لقي ما لا يقل عن 85 شخصاً مصرعهم فيما أُصيب 322 حالة 50 منهم حرجة، خلال عملية تدافع في مدرسة في حي باب اليمن بالعاصمة صنعاء، وذلك خلال تجمع الناس من أجل تلقي مساعدات في الليلة الأخيرة من رمضان.
وأفادت رويترز نقلاً عن شهود عيان أن حوالي 5 آلاف شخص دخلوا المدرسة من أجل الحصول على هدايا بقيمة 5 آلاف ريال (9 دولارات)، وقد أظهرت اللقطات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي جشوداً من الناس يصرخون وقد اكتظت حولهم الجثث، بالإضافة إلى أشخاص يتسلقون فوق بعضهم البعض في محاولة للوصول إلى بر الأمان.
تسبب حادث تدافع في العاصمة اليمنية #صنعاء خلال توزيع مساعدات مالية الخميس في مقتل ما لا يقل عن 85 شخصا وجرح 322 آخرين، وهذا أحد أكبر حوادث التدافع بالعالم خلال السنوات العشر الأخيرة.#اليمن 🇾🇪 pic.twitter.com/wdcNnbrur5
— فرانس 24 / FRANCE 24 (@France24_ar) April 20, 2023
وقد أشارت وزارة الداخلية التابعة لسلطة الحوثيين إلى أن المساعدات يتم توزيعها كمبادرة رمضانية من تجار محليين خلال الشهر الفضيل، كما وصف المتحدث باسم الوزارة في صنعاء، عبد الخالق الأغري، الحادث بأنه “مأساوي”، وألقى اللوم على ما أسماه “التوزيع العشوائي” للمساعدات دون تنسيق.
تسببت الحادثة بغضب شعبي واسع، وتم توقيف التجار الذين نظموا الفعالية للتحقيق معهم، كما أعلن الحوثيون عن حزمة تعويضات بقيمة 2000 دولار لكل أسرة فقدت أحداً من أفرادها، فيما ستحصل أسر المصابين على تعويض قيمته 400 دولار.
مأساة متصاعدة في اليمن
وتضاف هذه الحادثة المأساوية إلى الأزمة الإنسانية المستمرة التي تواجهها البلاد منذ سيطرة الحوثيين عليها عام 2014، فاليمن، وفقاً للأمم المتحدة، تعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج حوالي 24 مليون شخص، أي ما يعادل 80% من نسبة السكان، إلى المساعدة والحماية.
تساهم الحرب المستمرة في أوكرانيا في تفاقم أزمة الغذاء في اليمن، لأن الدولة المنقسمة بالصراع تستورد معظم قمحها من روسيا وأوكرانيا، وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك آمال حول التوصل إلى حل محتمل للحرب المستمرة منذ 8 سنوات، بعد التقارب الذي توسطت فيه الصين بين الرياض وطهران بهدف استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، الأمر الذي قد يعني حل أزمة اليمن، خاصة وأن الدعم الإيراني والسعودي شكل وقود الصراع وعاد بنتائج وخيمة على البلاد.
قبل أيام، تم نقل أكثر من 100 أسير حرب من السعودية إلى اليمن بشكل اعتبرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر إفراجاً “أحادي الجانب”، وتأتي هذه الخطوة بعد تبادل سابق شمل 869 أسيراً بين السعودية والحوثيين.
لقد أسفر الصراع المستمر في اليمن منذ سيطرة الحوثيين، عن مقتل مئات الآلاف والتسبب بأزمة إنسانية كبيرة، خاصة مع تدخل السعودية عسكرياً عام 2015، إلا أن وقف إطلاق نار برعاية الأمم المتحدة في إبريل عام 2022، حد من الخسائر، فرغم انتهاء الهدنة بعد أشهر في أكتوبر تحديداً، إلا أن القتال ظل معلقاً بشكل كبير.
قبل أسبوع، أجرى وفد سعودي محادثات في صنعاء، وذلك بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم تقريباً، انتهت المناقشات دون التوصل لهدنة، لكن الأطراف اتفقت على اللقاء من جديد، فيما يبدو أن السعودية قد أدركت أخيراً أن حملتها العسكرية المطولة لن تؤدي إلى هزيمة الحوثيين كما تريد.
للاطلاع على الخبر الأصلي من (هنا)