لقد تم انتخاب غسان أبو ستة، الطبيب البريطاني من أصل فلسطيني والذي أمضى أكثر من شهر في غزة يجري عمليات جراحية، رئيساً جديداً لجامعة غلاسكو.
لقد عاد أبو ستة رئيساً للجامعة التي كان طالباً فيها سابقاً، فهو جراح تجميل وترميم معروف وله خبرة في مناطق الحرب، وقد فاز بالمنصب بعد حصوله على 80% من الأصوات، ليصبح رئيس الجامعة لمدة 3 سنوات.
في مقابلة له مع صحيفة هيرالد الاسكتلندية، أشار أبو ستة إلى أن الوقت الذي قضاه كطالب في جامعة غلاسكو ساعده في تشكيل خياراته المهنية وقاده إلى العمل في طب الصراعات، مؤكداً أن “خيارات الحياة التي قمت بها والخيارات المهنية التي اتخذتها لمتابعة مهنة موازية في جراحة الحرب لم تكن لتنجح لولا أن جامعة غلاسكو تتسم بالطابع الدولي”.
“لقد رأينا الإسرائيليين يستهدفون الألواح الشمسية فوق المستشفيات والمباني وحتى المرضى، وفي كل مرة تمر فيها بالقرب من مبنى، يمكنك أن تشم رائحة الموت والجثث المتحللة” – غسان أبو ستة- طبيب بريطاني من أصل فلسطيني
أشار أبو ستة إلى أنه أثناء دراسته، كانت عميدة الجامعة، ويني مانديلا، وهي زوجة الناشط المناهض للفصل العنصري ورئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا، يقول: “لقد اتخذت جامعة جلاسكو موقفاً مبدئياً في ذلك الوقت، وأعتقد أن فلسطين بالنسبة لهذا الجيل الجديد هي النضال ضد الفصل العنصري”.
ومن الأمثلة على ذلك، أنه خلال تلك الفترة، قدمت الجامعة منحًا دراسية لضحايا مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982.
ولد أبو ستة في الكويت لأبوين فلسطينيين أجبرا على ترك أرضهما أثناء النكبة عام 1948، وقد عمل كثيرًا في غزة، حيث قدم الجراحة التجميلية لضحايا الحروب خلال عقد من الزمن، كما عمل أيضًا في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وفي بيروت، أنشأ برنامجًا لرعاية الأطفال اللاجئين.
رائحة “الموت والجثث المتحللة”
بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، اتخذ أبو ستة قرارًا سريعًا بالسفر إلى هناك لدعم السكان المدنيين في القطاع، والذين يواجهون قصفًا يوميًا، فما إن بدأت الحرب، حتى وصل أبو ستة إلى غزة.
“عندما نعجز عن إجراء عملية جراحية، نكتفي بتضميد الجرح والأمل في الأفضل” – غسان أبو ستة- طبيب بريطاني من أصل فلسطيني
أمضى أبو ستة 43 يومًا في العمل بين مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، بالإضافة إلى تقديم الدعم للعديد من الفلسطينيين، وبذلك أصبح مصدرًا بارزًا للأخبار والمعلومات الواردة من غزة.
تحدث أبو ستة عن الوضع اليائس داخل مستشفيات غزة، التي كانت تستقبل عددًا أكبر بكثير من طاقة استيعابها من المرضى، بالإضافة إلى مواجهة القصف ونقص الإمدادات.
وقد أشار أبو ستة، الذي عمل في كل من مستشفى الشفاء والأهلي، إلى أن البنية التحتية الطبية في غزة قد تم استهدافها بشكل متكرر من قبل القوات الإسرائيلية، ففي مقابلة له مع موقع ميدل إيست آي، قال: “لقد رأينا الإسرائيليين يستهدفون الألواح الشمسية فوق المستشفيات والمباني وحتى المرضى، وفي كل مرة تمر فيها بالقرب من مبنى، يمكنك أن تشم رائحة الموت والجثث المتحللة”.
لقد وصف أبو ستة الفترة الأخيرة التي قضاها في غزة بأنها واحدة من أصعب الأوقات في حياته، بما في ذلك الأوقات التي لم يكن لديهم فيها ما يكفي من الإمدادات لإجراء الجراحة، يقول: “عندما نعجز عن إجراء عملية جراحية، نكتفي بتضميد الجرح والأمل في الأفضل”!