شددت الجماعات اليمينية المتطرفة في دولة الاحتلال من إجراءاتها لمنع مرور شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة المحاصر خلال الأيام الأخيرة.
فقد شكل متظاهرون يمينيون يوم الخميس حاجزاً بشرياً قرب بلدة متسبيه رامون وأغلقوا الطريق بالصخور الكبيرة والحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات والمركبات الأخرى.
وتساءل أحد المحتجين: “هل من المعقول أن تقوم دولة إسرائيل بتسليم الدواء والغذاء والوقود للإرهابيين الذين يقومون في هذه اللحظة بالذات بتعذيب أبنائنا؟”.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطتها كاميرات طائرات بدون طيار طابوراً طويلاً من شاحنات المساعدات وقد توقفت بالفعل على طول طريق جبلي ضيق متعرج بسبب الاحتجاج.
وتشتكي الأمم المتحدة من أن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الحصار وعدوان الاحتلال وهم بحاجة إلى المساعدات.
وفي وقت سابق من الأسبوع، جرى اعتقال ستة متظاهرين شاركوا في عرقلة مرور شاحنات المساعدات المتجهة من الأردن إلى غزة.
ومنع نشطاء من جماعة “تساف 9” اليمينية المتطرفة الشاحنات من المرور على طرق مختلفة على طول مسار الشاحنات ليلة الاثنين.
وتم إغلاق الطرق لعدة ساعات عند مفترق اللطرون بالقرب من القدس إلى أن تدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين، وأكدت أن عدة شاحنات ومحتوياتها تضررت.
وذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” أن المتظاهرين ثقبوا إطارات إحدى الشاحنات، وقاموا بإلقاء المساعدات بما فيها المواد الغذائية من داخل أخرى على الطريق.
وقالت شرطة الاحتلال في بيان لها أن “عشرات المتظاهرين بدأوا في زعزعة الأمن عندما اعترضوا شاحنات المساعدات الإنسانية المتوجهة نحو قطاع غزة تنفيذا لقرار حكومة الاحتلال”.
وأضافت أن “بعض الهجمات أدت إلى إلحاق أضرار بالشاحنات المارة على هذه الطرق ومحتوياتها”.
وأظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي المحتجين وهم يلقون أكياس الطحين من شاحنة مساعدات على الطريق.
وقبل ذلك بأيام، نظمت “تساف 9” وقفة احتجاجية عند معبر جسر الملك الحسين (اللنبي) بين الأردن والضفة الغربية المحتلة.
وجلس المتظاهرون أمام الشاحنات رافعين أعلام الاحتلال وصور الأسرى المحتجزين في غزة.
وقال الأردن إن قوافل المساعدات تعرضت لهجوم من قبل “مستوطنين متطرفين”، وأدان هذا العمل “بأشد العبارات”.
واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية تقاعس حكومة الاحتلال عن حماية قافلتي المساعدات، والسماح باستهدافهما، انتهاكاً صارخاً لالتزاماتها القانونية كقوة محتلة ولالتزاماتها بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة.
وكانت سلطات الاحتلال قد أغلقت يوم الأحد معبر كرم أبو سالم على طول الحدود بين غزة وإسرائيل ومصر، في أعقاب هجوم صاروخي دام شنته حماس على موقع عسكري قريب أدى إلى مقتل أربعة جنود من جيش الاحتلال وإصابة 10 آخرين.
وسيطرت قوات الاحتلال يوم الثلاثاء على معبر رفح، وهو الطريق الوحيد للدخول والخروج من غزة الذي لم تكن تسيطر عليه إسرائيل.
وقال مسؤولون فلسطينيون عند المعبر أن دخول الركاب وإيصال المساعدات توقف منذ ذلك الحين بسبب الاقتحام البري للمنطقة.
وذكرت سلطات الاحتلال أنها أعادت فتح معبر بيت حانون (إيرز) شمال غزة الشهر الماضي، مما سمح بدخول إمدادات محدودة من غير الوقود إلى القطاع.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة، يوم الثلاثاء: “ببساطة، لن يكون معبر إيريز كافياً، إذا أغلقت بوابة رفح لفترة طويلة، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن تجنب المجاعة في غزة”.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في كانون الثاني/يناير حكماً مؤقتاً يأمر الاحتلال بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة.
ولكن قبل فترة طويلة من الاستيلاء على معبر رفح هذا الأسبوع، تبين أن الاحتلال يتحدى الأمر من خلال قصف قوافل المساعدات بشكل مباشر وإعاقة توصيل المساعدات من خلال التأخير ومنع الدخول والاحتجاجات.
ويتجمع الإسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية في منطقة كرم أبو سالم لوقف تسليم المساعدات الإنسانية منذ كانون الثاني/يناير.
وكان عدد كبير من المحتجين قد نصبوا خياماً في المنطقة، وأغلقوا مداخل المساعدات بالاستلقاء على الأرض أمام الشاحنات، فيما أعلنت سلطات الاحتلال بعد ذلك المنطقة منطقة عسكرية لإخلاء المتظاهرين.
يذكر أن المتظاهرين منعوا يوم السادس من شباط/فبراير وحده وصول 130 شاحنة مساعدات إلى غزة.