أدانت الدول الأعضاء في مجموعة السبع، باستثناء الولايات المتحدة، قرار دولة الاحتلال المصادقة على حزمة جديدة من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتُهدد بمفاقمة حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وجاء في بيان مشترك صدر الأربعاء أن “دول بلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وآيسلندا وآيرلندا واليابان ومالطا وهولندا والنرويج وإسبانيا والمملكة المتحدة تُدين مصادقة المجلس الأمني لدولة الاحتلال على 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة”.
ولم تنضم الولايات المتحدة وهي عضو في المجموعة إلى البيان، فيما وقّعت عليه دول أوروبية إضافية.
وشدد البيان على أن “هذه الإجراءات الأحادية، باعتبارها جزءًا من تصعيد أوسع لسياسات الاستيطان في الضفة الغربية، لا تنتهك القانون الدولي فحسب، بل تُخاطر أيضًا بمزيد من عدم الاستقرار”، مذكّرًا بأن الاستيطان غير شرعي بموجب القانون الدولي.
وأضاف الموقعون أن هذه الخطوات تقوّض كذلك تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذات النقاط العشرين بشأن غزة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن واشنطن أبدت استياءً غير معلن من مضي دولة الاحتلال في إجراءات كانت الإدارة الأميركية قد تعهدت أمام قادة عرب ومسلمين في سبتمبر/أيلول الماضي بألا تُقدم تل أبيب عليها، وفي مقدمتها ضمّ الضفة الغربية المحتلة.
وعندما سُئل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، عن توسيع الاستيطان واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومن بينهم فلسطينيون يحملون الجنسية الأميركية، أحال المسألة في معظمها إلى السفارة الأميركية في القدس، قائلًا إنها تشرف على هذه الملفات.
وأكد البيان المشترك معارضة الدول الواضحة “لأي شكل من أشكال الضمّ، وتوسيع سياسات الاستيطان، بما في ذلك المصادقة على مستوطنة E1 وآلاف الوحدات السكنية الجديدة”، داعيًا دولة الاحتلال إلى “التراجع عن هذا القرار، وكذلك وقف توسيع المستوطنات”.
وشدد الموقعون على أنه “لا بديل عن حلّ الدولتين عبر مفاوضات”، في تأكيد متجدد على الإطار السياسي الذي تراه هذه الدول السبيل الوحيد لتسوية الصراع.
وكان المجلس الأمني لدولة الاحتلال قد صوّت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، على الاعتراف بـ19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة قادها وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي لم يُخفِ قناعته بأن هذه الإجراءات تهدف صراحةً إلى تقويض فرص قيام دولة فلسطينية.
وفي سياق متصل، نشرت نيويورك تايمز خرائط تُظهر مواقع واتساع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، مبيّنةً كيف تتغلغل على نحو يُشبه، بحسب مراقبين، نظام “البانتوستانات” في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري.
يُذكر أن جميع الدول الموقعة على البيان المشترك كانت قد اعترفت بدولة فلسطين في مراحل مختلفة خلال العام الجاري، باستثناء اليابان.







