بالصور: حرفة صناعة “الأولل” الفخارية القديمة في مصر

بقلم ندى عثمان وفاضل داود

ترجمة وتحرير نجاح خاطر

في جميع أنحاء مصر، يجد المارة في الشوارع أباريق فخارية برتقالية أو بنية اللون يشربون منها الماء عندما يشعرون بالعطش. تعرف هذه الأباريق محليًا باسم الأولة “القُلة” وجمعها قلل وباللهجة المصرية الأولل، وقد عرفت لعدة قرون بقدرتها على حفظ برودة الماء لفترة أطول من الأباريق الأخرى. تمت صناعة الأباريق الفخارية منذ العصور القديمة، وكانت تستخدم أيضًا لتخزين الطعام والسوائل، مثل الزيوت والعطور، لاستخدامها في الاحتفالات الدينية.

تتسع الأولة في المعدل لنحو لترٍ واحدٍ من الماء، وتشبه المزهرية ذات العنق الرفيع والوسط العريض والقاعدة الضيقة نسبياً، ويستخدم لصناعتها طين أسوان في جنوب مصر. 

تراجع معدل صنع الأولل في السنوات الأخيرة بسبب وفرة البدائل البلاستيكية الأرخص ثمناً، إلا أن التقليد ما زال حياً في قرية جريس بمحافظة المنوفية حيث يتم تصنيعها في ورش تقليدية.

يتم تشكيل الإبريق من كتلة طينية ثم يترك ليجف في الحرارة لمدة يومٍ قبل أن يوضع في الفرن لمدة يومين ثم يُترك ليوم واحد، ليصبح أكثر صلابةً ومتانة. ورغم طول فترة التصنيع فإن المنتج النهائي يباع مقابل 15 جنيهًا مصريًا فقط (0.60 دولارًا).

8 3 1

تُخبز هذه الأباريق في درجات حرارة منخفضة ولا يدخل الزجاج أبدًا في صناعتها لذلك فهي تسمح للماء الأكثر دفئًا بالتبخر من الإبريق مع الحفاظ على درجة حرارة السائل المتبقي باردًا. وعادةً ما تزين الأواني الفخارية بطلاء فاتح اللون وتكتب عليها آيات دينية أو أنماط هندسية بسيطة.

ويعتقد ربيع الصباغ، 50 عامًا، الذي كان يصنع الأولل منذ 35 عامًا، أن الأواني الفخارية أفضل من جميع البدائل، “لأنها على عكس البلاستيك لا تتحلل ولا تشكل خطورة على البيئة”. تعلم صباغ صنع الأولل من والده الذي تعلمها بدوره عن والده أيضًا، وهو يقول أن الأولل “مثالية لحفظ لمياه وأن الأطباء ينصحون دائمًا بالشرب منها “.

6 6 1

وبحسب نجاح غنيم، إحدى صانعات الأولل فإن ضرر هذه الصناعة على البيئة محدود، حيث يتم استخدام القطن والذرة في أفران الفخار، كما يتم الحصول على الطين بشكل طبيعي من البيئة.

5 11 1

وعلى الرغم من انتشار الأولل في كل مكان في مصر، إلا أن فن إنتاجها يتلاشى وسط تدفق البدائل الحديثة. وقال خالد، البالغ من العمر 32 عامًا والذي يصنع الأباريق الفخارية: “يستخدم الناس الآن البلاستيك أكثر بكثير من الأباريق الفخارية”، ومع ذلك فهو يعتقد أنه يمكن لصناعة الفخار أن تستمر في الحياة إذا شهت بعض التعديلات. ويوضح:” لقد بدأنا في شراء الآلات والأفران الحديثة التي تستخدم الغاز لصناعة التحف من الطين”. 

1 10 1

لكن الجميع لا يشعرون بالتفاؤل بشأن مستقبل هذه الحرفة القديمة، حيث أشار علي حماد إلى أنه من المرجح أن تنهار المهنة قريباً بسبب قلة الطلب، داعياً الدولة إلى التدخل والمساعدة في تطوير الحرفة.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة