بقلم إيناس رامي
ترجمة وتحرير نجاح خاطر
تحت ستار من القصف الجوي، شنت قوات الاحتلال توغلاً واسع النطاق في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة في أوائل أيار/مايو، بعد أشهر من إعلانها عن تطهيره.
وبعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع من الحصار والقصف، أصبح المخيم العتيد للاجئين الفلسطينيين الآن غير صالح للسكن.
وقد عاد السكان إلى المخيم بعد انسحاب قوات الاحتلال يوم الجمعة وصدموا بالمشاهد المروعة التي رأوها.
وقال شهود عيان لموقع ميدل إيست آي أن قوات الاحتلال ألحقت أضراراً بكل شيء تقريباً في مخيم جباليا للاجئين خلال العملية.
وأضافوا أن أحياء بأكملها دمرت بالكامل وأن معظم المنازل اختفت الآن.
وذكر محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، أن التقديرات الأولية تشير إلى أن نحو ألف منزل قد دمرت في المخيم.
كما تغيرت المعالم الرئيسية بالكامل، مما جعل السكان عاجزين عن التعرف على المخيم.
وجرى تدمير سوق مفتوح كان في السابق يعرف بازدحامه، وتم تفجير العديد من المتاجر.
ويقول السكان أن أياً من مرافق المخيم لم تسلم من الهجوم، بما في ذلك مستشفيان تم اقتحامهما وتعطيلهما عن العمل، فضلاً عن عيادة حيوية تابعة للأمم المتحدة تخدم الآلاف من السكان.
وأحرقت قوات الاحتلال العيادة التي تظهر في الصورة أعلاه.
كما استهدفت قوات الاحتلال منشآت أخرى تابعة للأمم المتحدة، بينها المدارس التي تحولت إلى ملاجئ.
وأفادت الأونروا أنها تلقت “تقارير مروعة” تفيد بأن النازحين، بمن فيهم الأطفال، قُتلوا وجُرحوا أثناء تواجدهم في مدرسة تابعة للأمم المتحدة حاصرتها دبابات الاحتلال.
وأضافت الوكالة أن قوات الاحتلال “أضرمت النيران” في الخيام التي تؤوي الناس في المدرسة.
كما تم هدم مقبرة الفلوجة، وهي إحدى المقابر الرئيسية في شمال غزة.
وجرى استخراج بعض الجثث من الموقع، بحسب تقارير محلية.
وذكرت فرق البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني الفلسطيني إنها تلقت خلال العدوان عشرات المكالمات اليومية التي كانت تطلب منها انتشال القتلى وإنقاذ الجرحى.
ولكن شدة القصف جعلت هذه الفرق عاجزة عن الوصول إلى معظم المناطق، دون أن تتوفر حصيلة الشهداء النهائية بعد، لكن عمال الإنقاذ يخشون أن تكون مرتفعة.
وخلال يوم الجمعة، وصل المستجيبون الأوائل إلى بعض المناطق في المخيم لأول مرة منذ أيام وبدأوا في انتشال بعض الجثث.
ووفقاً لتقارير محلية، فقد تم العثور على 70 جثة في الساعات القليلة الأولى، بما في ذلك جثث تعود لأطفال.
وأثارت هذه الكارثة صدمة السكان الذين عادوا الجمعة لتقييم الأضرار.
ويقول السكان إن المخيم أصبح الآن منطقة كوارث، ولم يعد صالحا للسكن البشري.
لكن على الرغم من كل شيء، اختارت العديد من العائلات العودة والعيش في المخيم لأطول فترة ممكنة.
“ماذا يمكنني أن أفعل؟ لا شيء في يدي”، هكذا قال إبراهيم رابعة، أحد سكان المخيم، لموقع ميدل إيست آي.
وأضاف: “الحمد لله، سنظل صامدين ونقرأ الآية القرآنية إن مع العسر يسرا، لقد أوكلت أموري إلى الله”.
ملاحظة: جميع الصور في هذا العرض التقطت بعدسة إيناس رامي