برنامج غزة للصحة النفسية.. إعجاز فلسطيني في الدعم النفسي رغم حجم المعاناة وانعدام الإمكانات 

بقلم فيكتوريا بريتين

ترجمة وتحرير نجاح خاطر

عقب انقضاء أكثر من عام على اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي تجتاح غزة أمام أعين العالم، ومع توقف الكثيرين عن مشاهدة الأهوال التي لا يمكنهم تحمل رؤيتها، يوضح تقرير مهني جديد حول الصحة العقلية كيف يعيش أطفال غزة المصابون بصدمات نفسية في عذاب لا يمكن تخيله.

وبعد أربعة أشهر من صدور تقريره الأول عن آثار عدوان الاحتلال على كافة جوانب الحياة في القطاع المحاصر، حيث يعمل أخصائيو الصحة العقلية في غزة، أصدر برنامج غزة المجتمعي للصحة العقلية تقريره التفصيلي الثاني: “هناك، يعاني الناس ويموتون”.

ستقود تفاصيل التقرير الجديد إلى إثارة المزيد من الاشمئزاز واسع النطاق تجاه الرفض القاطع من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد متناقص من البلدان الأخرى للاستماع إلى الرأي العام العالمي، والتوقف عن تسليح الاحتلال وفرض وقف إطلاق النار في غزة.

ورغم “السياق الصعب الذي لا يمكن تصوره” لعملهم، وبعد العديد من عمليات النزوح القسري إلى أماكن أكثر ازدحامًا وأقل أمانًا حيث سوء التغذية والمجاعة ونقص المياه النظيفة وفقدان عدد لا يحصى من أفراد الأسرة والمنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات، فإن هؤلاء الأخصائيين الطبيين في برنامج الصحة النفسية المجتمعية مازالوا على رأس عملهم.

تجعل صعوبة الوصول إلى الوقود والاعتماد على الطاقة الشمسية لتوفير الإنترنت العمل الإداري مرهقًا دائمًا، كما حزن الأخصائيون على فقدان ثلاثة من زملائهم في القصف الإسرائيلي، وتدمير مراكزهم الثلاثة، ومثل كل فلسطيني في غزة، تكبدوا خسائر شخصية لا حصر لها من بين أفراد عائلاتهم.

وبالرغم من ذلك، فقد قاموا في الأسابيع الأخيرة بإصلاح وافتتاح عيادات جديدة في مدينة غزة، بعد افتتاح عيادات أخرى في خان يونس ودير البلح على مدى الأشهر الستة الماضية، الأمر الذي قاد إلى تعزيز توفر الرعاية الصحية النفسية الثمينة والشفاء في الأشهر السابقة داخل المخيمات المزدحمة.

عمق الصدمة

يوجد الآن 73 موظفًا في غزة بالإضافة إلى عشرة آخرين يعملون عن بُعد في مصر، وفيما يلي سجل للبيانات النوعية التي أعدها 18 عاملاً من فرق الصحة النفسية المتنقلة المهنية التابعة لبرنامج غزة للصحة النفسية على الأرض والذين ملأوا استبيانًا عبر الإنترنت لاستجابات المبحوثين على ثلاثة أسئلة مفتوحة حول احتياجاتهم وشكاواهم والأعراض النفسية والاجتماعية وآليات التأقلم لديهم.

عملت الفرق مع أكثر من 26000 ناجٍ بين 1 يناير و25 أكتوبر 2024، وتمت إحالة العديد منهم إلى أحد مراكز برنامج غزة للصحة النفسية لتلقي برامج علاجية متخصصة تشمل اللعب والرسم مع معالج للأطفال والتحدث للبالغين، في حين تلقى آخرون سلسلة من زيارات المعالجين في خيامهم أو ملاجئهم المؤقتة.

وتوضح رسومات الأطفال الحية والمفصلة، أكثر من الكلمات، حقيقة هذه الحياة اليائسة تحت القنابل والقصف وتقارنها بحياتهم السعيدة السابقة التي كانت تشهد اللعب والذهاب إلى المدرسة ولقاء الأصدقاء والعائلة.

وتظهر قصص بعض الذين خضعوا للعلاج النفسي عمق الصدمة واليأس والرعب والحزن، فمثلاً تفكر شابة في الانتحار لأنها “أصبحت بلا قيمة بعد أن فقدت عائلتي بأكملها”، وفتاة أخرى تبلغ من العمر 13 عامًا أصبحت بكماء، فيما يعاني صبي من ذوي الإعاقة من غضب لا يمكن السيطرة عليه، ويصرخ طفل آخر من الكوابيس كل ليلة، فيستيقظ أفراد الأسرة بأكملها في خيمتهم، وحتى الجيران على صوت صراخه.

وتُظهِر القصص أيضًا كيف حوّلت الرعاية والعلاج حياة هذه الأسر من حياة لا تُطاق إلى حياة صالحة للعيش، حيث عمل المختصون بهدوء على مدار العام الماضي داخل الخيام والمراكز المؤقتة قبل افتتاح المبنى الجديد.

تبدأ قوائم احتياجات الناجين جميعًا بالطعام والماء، فالناس يتضورون جوعًا، ويترك كبار السن طعامهم للصغار، ثم تأتي الخيام، والفرش، وحاويات النفايات، وإمدادات الطاقة، وبعدها يأتي غاز الطهي وأدواته، وهي مؤشرات على الحرمان المطلق الذي يعيشه الناس في ظل الرعب الشديد في كل يوم وليلة، ثم تأتي الأدوية، ومستلزمات النظافة النسائية، والدعم النفسي، وخلق فرص العمل في نهاية قوائمهم.

أطفال جائعون يتملكهم الرعب

وبالنسبة للأطفال، تشمل قوائم الاحتياجات الحفاظات وأماكن التعلم واللعب، حيث تحتجز هذه الضروريات في 3800 شاحنة يحظر الاحتلال عبورها من الحدود منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول ولا يُسمح إلا لنحو 30 شاحنة يوميًا بدخول القطاع، مقارنة بـ 500 شاحنة كانت تدخله يوميًا قبل بدء الحرب.

يظهر العجز واليأس في سلوك الأطفال الجائعين الخائفين الذين فقدوا كل من يعرفونهم، وفي بعض الأحيان عائلاتهم بأكملها، وتنتشر بينهم الكوابيس والبكاء والتبول اللاإرادي والخوف الشديد المستمر والحزن ومشاكل التركيز والنوم والسلوك العدواني.

وتُظهر تقييمات البالغين أنهم يحاولون تجنب التفكير أو التحدث عن الظروف المؤلمة التي مروا بها، والكوابيس والتوتر العاطفي الشديد أو ردود الفعل الجسدية لأي شيء يذكرهم بحدث مؤلم، لكنهم كشفوا عن أفكارهم الأكثر حميمية لمختصي الصحة العقلية المهنيين الموثوق بهم.

وتشيع بين البالغين الأفكار السلبية عن أنفسهم والآخرين، ويعم التشاؤم بشأن المستقبل، ومشاكل الذاكرة، وصعوبة الحفاظ على العلاقات والشعور المتواصل بعدم الأمان، كما يعانون من صعوبة في النوم والتركيز ومن نوبات الغضب والشعور المستمر بالذنب واليأس، ويعتنقون أفكاراً انتحارية وانخفاض في احترام الذات، والعديد منهم باتوا غير قادرين على رعاية أطفالهم وحتى لديهم أفكار حول إيذائهم.

المشاكل الاجتماعية

أما المشاكل الاجتماعية فهي حادة بشكل خاص بين النساء، اللائي لا يحرمن فقط من دعم الأسرة بسبب النزوح القسري المتكرر، بل غالبًا ما يفقدن أزواجهن وأبناءهن، لذا فهن يتحملن مسؤوليات عائلية ثقيلة للغاية.

كما أن فقدان المستشفى والرعاية الطبية أثناء الحمل والولادة يجعل العديد من النساء يواجهن ولادات مؤلمة، تليها عدم القدرة على رعاية الأطفال حديثي الولادة دون أماكن آمنة، ودون نظافة وماء، وطعام مناسب ولقاحات.

ولا تملك النساء المال وغالباً ما يواجهن الطلاق من أزواجهن بسبب المشاكل الأسرية الناجمة عن الحرب، حيث يحمل انتشار العنف المتزايد ضد النساء والفتيات بجميع أشكاله، الجسدي واللفظي والجنسي، معه عبء العار والسرية والإنكار.

ومع ذلك، فقد أثار كل من الرجال والنساء، وخاصة الشباب، قضية العنف المنزلي في الاجتماعات التي أدارها أحد علماء النفس في برنامج الصحة العقلية والنفسية في غزة خلال الأسابيع الأخيرة سواء داخل الخيام أو في المركز الجديد للمختصين.

ويواجه الرجال أيضاً مشاكل اجتماعية ناشئة، فمشاركتهم في خدمات الاستجابة الأولية محفوفة بالمخاطر ومميتة في بعض الأحيان، والإصابات في صفوفهم شائعة للغاية، لكن الرجال والفتيان يتدفقون رغم ذلك لمساعدة الجرحى ونقل الموتى لإقامة صلاة جماعية كريمة عليهم ودفنهم.

كما أصيب العديد من الرجال بجروح خطيرة أثناء قيامهم بمهام يومية مثل البحث عن الطعام والخبز، وجلب المياه، ونصب الخيام، وفقد العديد منهم وظائفهم وأعمالهم في الحرب، وتم اعتقال الآلاف، وعرضهم علناً بملابسهم الداخلية لساعات، وسجنوا، وجوعوا، وتعرضوا للتعذيب الوحشي في ظروف غير إنسانية من الإساءة والترهيب في السجون الإسرائيلية مثل مجدو وسديه تيمان.

الصدمة التاريخية

يملك برنامج غزة للصحة النفسية تاريخا طويلا في العمل مع الأسرى المحررين من سجون الاحتلال ومع عائلاتهم، فقد تعرض مؤسس المركز الراحل الدكتور إياد سراج للاعتقال من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية في تسعينيات القرن العشرين، ثم عالج لاحقًا حراسًا فلسطينيين يرتدون الزي الرسمي، أسقطوا تجاربهم في سجون الاحتلال عليه عبر إساءة معاملته وإساءة معاملة أسرى آخرين من السلطة الفلسطينية.

“يشعر الناس بالتخلي عنهم من قبل المجتمع الدولي، الذي فشل في القيام بما كان ضروريًا لوقف الحرب” – الدكتور ياسر أبو جامع، برنامج غزة للصحة النفسية

قام الدكتور إياد بعمل نفسي رائد مع الأسرى المحررين وشباب الانتفاضة الأولى، الذين عانوا سنوات من سجن آبائهم ولاقوا كذلك الإذلال على يد جنود الاحتلال عند نقاط التفتيش، وإبان المداهمات الليلية للمنازل، والتطبيق الوحشي في كثير من الأحيان لقواعد الاحتلال المختلفة لإذلال الفلسطينيين.

إن أسماء سجون الاحتلال سيئة السمعة، مثل الخيام وأنصار (في جنوب لبنان المحتل)، حيث احتُجز الفلسطينيون واللبنانيون في الثمانينيات في ظروف غير إنسانية وتعرضوا للتعذيب على أيدي وكلاء إسرائيل، جيش لبنان الجنوبي، محفورة في الذاكرة الجماعية الفلسطينية.

وها هي الصدمة التاريخية تتكرر الآن، فبعد وفاة الدكتور السراج في ديسمبر/كانون الأول 2013، تولى الطبيب النفسي الدكتور ياسر أبو جامع، الذي كان يعمل في برنامج غزة للصحة النفسية منذ عام 2002، رئاسة البرنامج.

عمل الدكتور أبو جامع على تعميق العمل البحثي الفريد لبرنامج غزة للصحة النفسية وتوسيع الدعم الدولي الذي استمر 35 عامًا من السويد والنرويج وألمانيا وسويسرا والمفوضية الأوروبية والولايات المتحدة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان وصندوق الأمم المتحدة لضحايا التعذيب.

وأعرب الدكتور أبو جامع عن امتنانه للموظفين المخلصين قائلاً: “الأمر الأكثر أهمية هو أنهم يتمتعون بثقافة الدعم المتبادل بين بعضهم البعض ومع الأشخاص الذين يعالجونهم وهم آلاف وآلاف من الناس، وفي هذا الوقت من الأزمة والإبادة الجماعية، يشعر الناس أنهم مهجورون من قبل المجتمع الدولي، الذي فشل في القيام بما كان ضروريًا لوقف الحرب، لذلك يجدون مصدرا للراحة مع موظفي برنامج غزة للصحة النفسية”.

التعامل مع الحزن

كما كشف رجال غزة، الذين سعوا إلى الحصول على الراحة من خلال التحدث إلى موظفي برنامج الصحة النفسية في غزة في الأشهر الأخيرة، عن عدم وجود أدوية للأمراض المزمنة مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم.

كما تحدثوا عن أمور خاصة، مثل عدم وجود مساحة للبكاء أو التحدث عن مشاعرهم والعجز الذي يشعرون به في إدارة حياتهم اليومية وصعوبة التعامل مع زوجاتهم وأطفالهم بطريقة هادئة وقالوا إن “العنف أصبح جزءًا من الحياة اليومية”، ومن بين الأطفال، تم الإبلاغ عن التدخين، وتعاطي المخدرات والعدوان والإنكار.

كما قام الباحثون بتحليل أساليب التأقلم الإيجابية للناجين، والتي تضمنت “الرضا الروحي والصلاة وقراءة القرآن الكريم” إضافة إلى أهمية التواصل مع سكان الخيام المجاورة، وكذلك الاتصال بمركز الاستشارات الهاتفية المجاني التابع لبرنامج غزة للصحة النفسية أو بدء عمل تجاري صغير.

عملت الفرق في الخيام والملاجئ في دير البلح وخان يونس، حيث قدمت الإسعافات الأولية النفسية لـ 24034 شخصًا في الأشهر الثمانية الماضية، وأحالت 1922 منهم يعانون من أعراض شديدة إلى خدمات الصحة النفسية المتخصصة.

ومن بين هؤلاء المحالين أحمد البالغ من العمر سبع سنوات، والذي خرج في أول أيام العيد للّعب والقفز مع شقيقاته على الترامبولين الذي تم إعداده للاحتفال، لكنهم تعرضوا للقصف بينما كانوا يرقصون ويضحكون، فاستشهدت شقيقتاه بينما عانى هو من إصابة دماغية غيرت حياته.

زار فريق من برنامج الصحة النفسية المجتمعية عائلة أحمد التي تتلقى بأكملها زيارات من موظفين متخصصين يساعدونهم بشكل فردي على التأقلم مع الخسارة المؤلمة لابنتين وكيفية إدارة حياة أحمد الجديدة.

كما تم تقديم المشورة للجدة والأعمام، الذين صاروا بعد نزوحهم يتقاسمون منزل عائلة أحمد، بغية إرشادهم لكيفية مساعدة الوالدين على التأقلم مع واقعهم المليء بالأحزان.

وبعد أربع جلسات، أبلغت الأسرة عن جو جديد في المنزل من الهدوء والراحة، لقد خرج أحمد نفسه من قوقعته واستمتع بزيارة أصدقائه له للعب، وقال: “أحب ذلك عندما يأتي أصدقائي ويلعبون، أحب اللعب معهم لأن من الممل أن أكون وحدي”.

وأفاد جميع أفراد الأسرة أنهم شعروا بالارتياح في الخيمة بعد أن زالت الحالة المزاجية التي اعترت أحمد من العدوانية والدموع والانزعاج، حيث قالت الجدة: “كان يتشاجر مع الجميع، لكنه الآن يأتي ويلعب معي”.

منارات الأمل

وتظهر صورة مؤثرة رسمتها هالة البالغة من العمر عشر سنوات، والتي نزحت عدة مرات حدة الرعب الذي يعاني منه أطفال غزة، فقد رسمت لوحتها تحت عنوان: “المدرسة لم تعد مكاناً للتعلم واللعب، فهناك يعاني الناس ويموتون”.

رسمت هالة ساحة مدرسة تابعة لوكالة الأونروا حيث يعيش الناس، مع طائرات ومروحيات على الشريط من السماء الزرقاء المشمسة فوق المدرسة، فيما تحتل دبابة إسرائيلية وجنود مسلحون يوجهون بنادقهم مقدمة الرسمة، مع جثث جرحى وشهداء ورجال فلسطينيين بملابسهم الداخلية و أذرعهم فوق رؤوسهم.

بعد إحدى عمليات النزوح، كانت هالة تذهب إلى المدرسة مع والدها يومياً لإحضار أي طعام متوفر لأن الأسرة مسجلة هناك، ولكن لم يكن هناك مكان للعائلة للمكوث، فقد امتلأت المدرسة بالحشود التي تنتظر الطعام، وقد عولجت هالة من اضطراب ما بعد الصدمة، ومن خلال الرسم والعلاجات الأخرى، وبدأت في التعافي.

أما سارة البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا فرسمت سيارة إسعاف وسط غارة جوية ونيران الدبابات التي تطلق من جميع الاتجاهات، كما ظهرت في رسمتها جثث ملقاة في برك من الدماء.

أصيبت سارة في ساقها في هجوم إسرائيلي مماثل ونقلت إلى المستشفى، وحملتها والدتها، ثم وضعتها على عربة يجرها حمار، فصرخت تنادي على والدها: “أنا أموت، أين أنت يا أبي؟ أنا بحاجة إليك، أريد أن أراك للمرة الأخيرة قبل أن أموت”.

لم تكن سارة وأشقاؤها يعلمون أن والدهم كان مريضًا بالسرطان ويتلقى العلاج في الخارج، ولم يكن قادرًا على العودة بسبب الحرب، وبسبب ما مرت به أصبحت سارة خرساء بعد العملية وعادت إلى المنزل، فلم تنطق بكلمة لمدة ثلاثة أشهر، كانت فقط ترسم علامات أو تكتب ملاحظات.

ثم اتصلت والدتها ببرنامج غزة للصحة النفسية، وتم تقييم حالة سارة ووضع خطة علاج نفسي لها، و”كان الرسم هو عتبة تعافيها”، حسبما أفاد فريق العلاج النفسي الذي أوضح أنها بدأت تتعافى من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الشديدة.

كل عملية تعاف متواضع كهذا هو انتصار يجلب الأمل للأسرة والمجتمع المتماسك، حيث يتقاسم الجميع الألم والخسارة التي لا يمكن تصورها من حولهم في الخيام أو المدارس المزدحمة والمدمرة.

إن هذه الفرق من العاملين المهرة في مجال الصحة النفسية هي منارات الأمل للفلسطينيين، ومن بين هؤلاء الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان المحاصر في بيت لاهيا، الذي رفض الأوامر الإسرائيلية بمغادرة مستشفاه مع 150 مريضاً فيه بينما كان الجيش يواصل سيطرته على شمال غزة بالكامل.

إنهم تماماً مثل الصحفيين الفلسطينيين الذين يلاحقهم الموت كل يوم ومثل المعلمين الذين يواصلون التدريس في الخيام، إن هؤلاء جميعا يجسدون الإصرار على الحياة  في غزة.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة