انتقد ناشطون مؤيدون لفلسطين خططاً بريطانية جديدة تقول الحكومة أنها تهدف إلى معالجة معاداة السامية في نظام التعليم ، ووصفوها بأنها “ذات دوافع سياسية”.
وكشف الموقع الإلكتروني لحكومة المملكة المتحدة الثلاثاء عن تفاصيل المبادرة التي تبلغ قيمتها 5.5 مليون جنيه إسترليني، والتي تهدف بحسب الحكومة أيضاً إلى تعزيز “التعريف التطبيقي” للتحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA) ومعاداة السامية في المدارس والجامعات”.
ويهدف البرنامج إلى ” دعم المدارس والكليات والجامعات لمعالجة معاداة السامية بشكل فعال” من خلال ” زيادة فهم معاداة السامية بين الموظفين والمتعلمين” و” رفع قدرة الموظفين على تحديد حوادث معاداة السامية ومعالجتها”.
كما يتولى البرنامج المسؤولية عن معالجة ” المعلومات الخاطئة والمضللة في أوساط الطلاب” والمتعلقة بأحداث السابع من أكتوبر، في إشارة إلى هجوم حماس على جنوب إسرائيل.
ويتوزع تمويل البرنامج على قسمين، الأول مخصص للبرامج التي تستهدف الجامعات، والثاني لنشر المبادرة في المدارس والكليات.
واللافت للانتباه أن تخصيص هذا التمويل للمبادرة يتزامن مع ما وصفه اتحاد الجامعات والكليات (UCU) بالتقليصات في حقل تعليم الفنون والعلوم الإنسانية في جامعات المملكة المتحدة.
فقد أعلن قسم اللغة الإنجليزية واللغويات في جامعة كينت مؤخرًا أن القسم بات معرضاً لخطر التصفية والإغلاق التام، الأمر الذي حدا ببعض النشطاء إلى اعتبار المبادرة الجديدة مرتبطة بالأجندة السياسية أكثر من ارتباطها بضمان سلامة الطلاب اليهود.
فقد علق نيف جوردون، أستاذ حقوق الإنسان في جامعة كوين ماري في لندن على المبادرة بالقول: ” هناك أموال للاستثمار في تعريف ذي دوافع سياسية تم استخدامه لحماية الجرائم الإسرائيلية، ولكن لم يكن هناك أي دعم تقدمه الحكومة للطلاب والموظفين الفلسطينيين، ولا توجد شراكات مع الجامعات الفلسطينية.”
وقد خلص تقرير شاركت في إعداده لجنة الحرية الأكاديمية التابعة لجمعية دراسات الشرق الأوسط (BRISMES) والمركز الأوروبي للدعم القانوني (ELSC)، في وقت سابق، إلى أن تعريف IHRA يقوض الحرية الأكاديمية والحق في التعبير القانوني للموظفين والطلاب.
وحلل التقرير 40 حالة اتُهم فيها موظفو وطلاب جامعات المملكة المتحدة بمعاداة السامية بناءً على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، ووجد أنه في جميع الحالات باستثناء حالتين، تم رفض الاتهامات.
ووصف التقرير تعريف التحالف الدولي بأنه “غير مناسب للغرض”، وقال أنه يضر بالصحة العقلية والسمعة والآفاق المهنية للطلاب والموظفين الذين اتُهموا زوراً بمعاداة السامية، علماً أن أكثر من 200 جامعة وكلية ومقدمي خدمات التعليم العالي في المملكة المتحدة اعتمدت رسمياً هذا التعريف.