بريطانيا تُجري مشاورات مع فرنسا والسعودية بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية

أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، بأن حكومة بلاده منخرطة في مناقشات مع فرنسا والسعودية حول الاعتراف بدولة فلسطينية قبل مؤتمر مرتقب للأمم المتحدة حول هذه القضية في يونيو المقبل.

في حديثه أمام لجنة العلاقات الدولية والدفاع في مجلس اللوردات، أوضح لامي بأنه “من غير المقبول” أن يبقى الشعب الفلسطيني بلا دولة، مشيراً إلى أن حل الدولتين يظل هو الخيار الوحيد، واعترف لأول مرة بأن المملكة المتحدة تعمل حالياً مع كل من فرنسا والسعودية قبيل مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك “لضمان إبقاء حل الدولتين على قيد الحياة”.

من ناحية أخرى، فقد صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً بأن فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يمكن أن تعترف بفلسطين في المؤتمر.

“أحث الدول الأعضاء على تجاوز الإعلان النظري وبحث خطوات ملموسة لإنقاذ حل الدولتين قبل أن يختفي تماماً، ففي هذه المرحلة المفصلية من التاريخ، يجب على القادة إظهار الشجاعة وتحقيق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة والعالم” – أنطونيو غوتيريش- الأمين العام للأمم المتحدة 

رداً على سؤال حول احتمالية أن تحذو الحكومة البريطانية حذو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 148 دولة والتي اعترفت بالفعل بفلسطين، أكد لامي بأنه لم يكن لأحد حق النقض عندما حدث ذلك، وأضاف: “قلنا دائماً أن الاعتراف ليس هو الحل النهائي، بل قيام الدولتين هو الحل النهائي، ونحن نفضل الاعتراف كجزء من تلك العملية لذلك سنواصل الحديث مع الشركاء حول ذلك، وقد كان لدى الرئيس ماكرون الكثير ليقوله إلى جانب السعوديين، وبالطبع نحن نناقش معهم الأمر حالياً”.

أوضح لامي بأن المملكة المتحدة، وهي أيضاً عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تريد أن يكون اعترافها بفلسطين “مؤثراً في التقدم على الأرض بدلاً من أن يكون رمزياً”.

جاءت تصريحات لامي هذه بعد أن أكد وزير شؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية،هاميش فالكونر، بأن موقف المملكة المتحدة حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يتغير، ورداً على سؤال رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الحكومة إميلي ثورنبيري، عما إذا كان يعتبر أن الوقت المناسب للاعتراف إلى جانب فرنسا في المؤتمر المرتقب، أوضح فالكونر أن هناك حاجة إلى “اتباع تدابير عملية قبل أن تصبح مثل هذه الدولة ممكنة”.

وأضاف: “إننا نرغب في الاعتراف بالدولة الفلسطينية ونرغب في القيام بذلك كمساهمة في حل الدولتين، وسوف نقرر متى تكون أفضل لحظة لتقديم أقصى مساهمة ممكنة”.

وعلى الناحية الأخرى، فقد أشار فالكونر إلى أنه حتى يتم الاتفاق على المسائل المتعلقة بالأمن والحكم، والتي وصفها بأنها “قرارات الوضع النهائي”، لا يمكن أن تعيش الدولتان جنباً إلى جنب، فقال: “بينما نحن ملتزمون بحق الفلسطينيين في دولة كجزء من حل الدولتين، دعونا لا نتظاهر بأنه لا توجد قضايا شائكة في قلب الشكل الذي سوف تبدو عليه الدولة الفلسطينية القادمة”.

تجدر الإشارة إلى أن عدداً من الدول الأوروبية بما فيها إيرلندا وإسبانيا والنرويج، تعترف بفلسطين، فيما لا تزال دول مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لم تعترف بعد.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت، في ديسمبر الماضي، قراراً يؤكد مجدداً دعم حل الدولتين ويضع إطاراً للمؤتمر المقرر عقده في نيويورك في الفترة من 2 إلى 4 يونيو المقبل حول فلسطين.

من جهة أخرى، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن حل الدولتين يصبح أصعب مع مرور الوقت وقد يصل نقطة اللاعودة، مع قيام إسرائيل بزيادة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وشن الحرب وفرض حصار إنساني على غزة.

قال غوتيريش: “أحث الدول الأعضاء على تجاوز الإعلان النظري وبحث خطوات ملموسة لإنقاذ حل الدولتين قبل أن يختفي تماماً، ففي هذه المرحلة المفصلية من التاريخ، يجب على القادة إظهار الشجاعة وتحقيق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة والعالم”.

مقالات ذات صلة