حقق الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء الفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغان، لكن قطاعاً من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في خانة “غير ملتزمين” سلطت الضوء على إمكانية أن يشكل دعمه للحرب الإسرائيلية على غزة مشاكل جدية له في الولاية المتأرجحة.
فقد صوت ما يزيد قليلا عن 100 ألف شخص في ميشيغان بدون التزام في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مما يمثل انتصاراً كبيراً للعرب والمسلمين والتقدميين الذين نظموا حملة للاحتجاج على دعم الإدارة الثابت للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وذكر جيمس زغبي، خبير استطلاعات الرأي ومحلل الانتخابات المتخصص في شؤون الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين: “ لقد تم إرسال الرسالة، حيث يشير تصويت مائة ألف ناخب بغير ملتزم، وهو عدد أكبر بكثير من الذي كان متوقعاً إلى أن تجاهل الرئيس بايدن لهذا العدد هو على عاتقه الشخصي”.
وفاز بايدن بشكل مريح بولاية ميشيغان بنسبة 81.1% من الأصوات، لكن الناخبين غير الملتزمين حصلوا على ما يقرب من 13% حيث أوضح زغبي أن الناخبين غير الملتزمين فازوا على بايدن في مدينة ديربورن موطن أكبر تجمع للناخبين العرب الأمريكيين.
وعلى منصة X أوضح كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست شادي حامد: ” إذا كانت النتائج الأولية في ميشيغان تشير إلى شيء فهو أن من المحتمل جداً أن يخسر بايدن الولاية أمام ترامب في تشرين الثاني/ نوفمبر وكل ذلك لأن بايدن لا يستطيع حتى التظاهر بالاهتمام بالفلسطينيين أو وضع أي شروط على قتل إسرائيل للمدنيين منهم”.
وظهرت إدارة بايدن بصورة من يقلل علناً من أهمية الانقسام داخل الحزب الديمقراطي.
ولم يواجه بايدن أي تهديد حقيقي في الانتخابات التمهيدية، لكن بعض المشرعين الديمقراطيين دعموا حملة التصويت بغير ملتزم، حيث عبرت رشيدة طليب عضوة الكونجرس الأمريكية الفلسطينية التي تضم منطقتها أجزاء من ديربورن عن فخرها “بسحب اقتراع الحزب الديمقراطي والتصويت دون التزام“.
كما دعم عبد الله حمود عمدة مدينة ديربورن إلى جانب مسؤولين محليين منتخبين آخرين الحملة.
وقال حمود: “ واصلت إدارة الرئيس بايدن اتخاذ قرارات سياسية هدامة بشأن غزة وإذا واصل هذا المسار فسوف يتذكره الناس بتضحيته بالديمقراطية الأمريكية في عام 2024“.
ومع اقتراب شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، بات يتعين على بايدن أيضاً التصالح مع الأصوات المؤيدة لإسرائيل داخل الحزب وجماعات الضغط الإسرائيلية.
وتمكن بايدن من الاحتفاظ بدعم الجزء الأكبر من كبار المشرعين والمسؤولين الديمقراطيين مثل جريتشن ويتمر الحاكمة الديمقراطية لولاية ميشيغان التي تشغل منصب الرئيس المشارك في حملة إعادة انتخاب بايدن وهي من أكثر مؤيديه شعبيةً.
وشكر بيان أصدرته حملة بايدن يوم الثلاثاء “ كل سكان ميتشيغان” على التصويت، وأشاد بالسياسات الاقتصادية للإدارة والموقف المؤيد للإجهاض دون أن يأتي على ذكر غزة أو إسرائيل.
ولأكثر من 50 عامًا، ظلت الولايات المتحدة حليفاً وثيقاً لإسرائيل التي قدم بايدن نفسه كمؤيد قوي لها منذ أن بدأ حياته السياسية عضواً في مجلس الشيوخ في أوائل السبعينيات، غير أن دعمه اللامشروط لإسرائيل أثار غضب القاعدة التقدمية للحزب الديمقراطي.
ومن غير الواضح ما إذا كان بايدن مستعداً أو قادراً على تحقيق وقف إطلاق النار الفوري في غزة الذي يريده العديد من الذين أدلوا بأصواتهم في خانة غير الملتزمين به.
وقال مسؤولون أمريكيون سابقون أن السؤال الرئيسي الذي من المرجح أن يدرسه مسؤولو حملة بايدن هو التأثير الانتخابي للتصويت وهل يستطيع الناخبون غير الملتزمين أن يرجحوا كفة الانتخابات؟
وتعد ميشيغان ولاية متأرجحة رئيسية ويُنظر إليها على أنها حاسمة للفوز في الانتخابات على مستوى البلاد وقد فاز بها بايدن بفارق ضئيل في الماضي.
وتتفاوت تقديرات عدد الأمريكيين العرب في ميشيغان، فبحسب المعهد العربي الأميركي، بلغ عددهم في العام 2017 277 ألف نسمة، لكن التعداد السكاني الأمريكي لعام 2020 قدّر عدد الذين تعود أصولهم إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الولاية بـ 310.087.
ورأى الناشطون أن تصويت 100 ألف بغير ملتزم يوم الثلاثاء أظهر بوضوح أن بايدن يخاطر بتعريض فرصه الانتخابية المقبلة للخطر على أساس هامش فوزه الضيق في عام 2020.
وأوضح زغبي: ” يمكن قراءة هذه النتيجة في فرجينيا وجورجيا وبنسلفانيا أيضاً، ويمكننا أن نستنتج من بقية الولايات ما ستكون عليه نسبة الإقبال في تشرين الثاني/ نوفمبر إذا واصلنا تجاهل هذه القضية“.