بسبب موقفه من حرب غزة.. استطلاع رأي يكشف تراجع تأييد المسلمين لحزب العمال البريطاني بأكثر من النصف

كشف استطلاع حديث للرأي أن حزب العمال البريطاني فقد دعم أكثر من نصف المسلمين في البلاد في الوقت الذي يستعد فيه زعيمه كير ستارمر للانتخابات العامة المرتقبة هذا العام في ظل انتقادات بشأن تعامل الحزب مع الحرب على غزة.

وأظهرت بيانات الاستطلاع الذي نفذته مؤسسة Survation، بتكليف من شبكة العمال المسلمين (LMN)، أن 60% من المستطلعين قالوا إنهم سيصوتون لحزب العمال عندما سوئلوا عن الحزب الذي يفضلون التصويت لصالحه.

وبحسب مؤسسة Survation فإن هذه النتيجة تمثل انخفاضًا بنسبة 26% في دعم مسلمي بريطانيا منذ الانتخابات الأخيرة في عام 2019 عندما قال 86% من المسلمين الذين استطلعت الشركة آراءهم سابقًا إنهم صوتوا لصالح الحزب.

وذكر متحدث باسم شبكة العمال المسلمين أن الاستطلاع أظهر أن حزب العمل يخاطر بخسارة “جيل” من الناخبين الجدد المحتملين إذا لم تغير قيادته أسلوبها تجاه الوضع في غزة.

وأضاف المتحدث: ” تأتي هذه النتائج بعد أكثر من 100 يوم من الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة حيث استشهد أكثر من 25000 فلسطيني، أكثر من 10000 منهم من الأطفال في ظل موقف الحزب غير المقبول والمسيء للغاية للمسلمين في جميع أنحاء بريطانيا”.

وتابع: ” لقد كان الناخبون المسلمون يراقبون وهم الآن يوجهون رسالة واضحة بأنهم لن يدعموا أي حزب سياسي لا يعارض بشدة الجرائم المرتكبة ضد أهالي غزة”.

وكان ستارمر قد دافع العام الماضي عن قرار إسرائيل بقطع المياه والكهرباء عن غزة بعد أن شنت حماس هجوماً على جنوب إسرائيل.

ورغم تراجعه عن هذه التصريحات، لم يدع ستارمر بعد إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، كما أيد دعوة الحكومة البريطانية لاتخاذ خطوات نحو “وقف مستدام لإطلاق النار”.

ويواجه حزب العمال الذي كان يعتبر ولفترة طويلة الموطن السياسي التقليدي للجالية المسلمة في المملكة المتحدة ضغوطًا متزايدة لإصلاح علاقته مع المسلمين البريطانيين.

واحتلت الحرب بين إسرائيل وغزة المرتبة الرابعة على سلّم القضايا التي قال الناخبون المسلمون في الاستطلاع أنها ستؤثر على وجهة أصواتهم، بعد تكاليف المعيشة والاقتصاد والخدمات الصحية الوطنية.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة الغارديان أن حزب العمال كان يجري استطلاعات رأي داخلية من خلال مجموعات مركزة للتعرف على آليات استعادة أصوات الناخبين المسلمين.

ويعزز ظهور التجمع الشعبي المعروف باسم “صوت المسلمين” (TMV)، والذي تم اعتماده من قبل عدد من المنظمات كمؤسسة مجتمع مدني من مخاوف حزب العمال تجاه فقدان أصوات المسلمين.

ويقول تجمع TMV إن لديه “الآلاف” من المتطوعين المستعدين لدعم الحملات السياسية المحلية المستقلة في الدوائر الانتخابية التي تضم عددًا كبيرًا من الناخبين المسلمين وأعضاء البرلمان الذين فشلوا في التصويت لصالح وقف إطلاق النار.

وخلال الأسبوع الماضي، قال متحدث باسم TMV أن التجمع سيدعم المرشحين المستقلين في الدوائر الانتخابية التي يملك ثقلاً فيها  “بالموارد التقنية والشبكات والمشورة والبيانات والمتطوعين التمويل”. 

جدير بالذكر أن حزب العمال كان قد واجه انتقادات شديدة بسبب دعم قيادته للحرب الإسرائيلية على غزة. 

ووفقاً لبعض المعطيات، فقد رفض مصدر كبير في الحزب استقالة أعضاء مجلس حزب العمال في أواخر تشرين الأول / أكتوبر احتجاجاً على تصريحات ستارمر التي قال فيها أن إسرائيل “لها الحق” في حجب الكهرباء والمياه عن غزة، مضيفاً أن الحزب “ينفض البراغيث”.

وقد استقال منذ ذلك الحين أكثر من 50 عضوًا في مجلس حزب العمال في مناطق تشمل أكسفورد وبيرنلي وهاستينغز ونورويتش احتجاجاً على منهج الحزب تجاه الحرب.

مقالات ذات صلة