بقلم ميرا ميرزا
ترجمة وتحرير مريم الحمد
في 1 أبريل 2024، استيقظ العالم على الهجوم الوحشي الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قافلة مساعدات إنسانية بعد مقتل 7 من العاملين في الإغاثة في غارة جوية إسرائيلية، بعد عودتهم من تنسيق تسلم 100 طن من الغذاء وسط غزة.
وقد صرح المطبخ المركزي العالمي (WCK) بأن قافلته تعرضت للقصف “رغم تنسيق تحركاتها مع الجيش الإسرائيلي” وأن “اثنتين من السيارات التي تم ضربها كانت تحمل علامات واضحة على أنها مركبات مساعدات”.
ومن بين القتلى كان هناك 3 بريطانيين من قدامى المحاربين في القوات المسلحة البريطانية ويعملون كجزء من الفريق الأمني التابع لـ WCK،
وهم جيمس هندرسون (33 عاماً) وجون تشابمان (57 عاماً) وجيمس كيربي (47 عاماً).
“الاحتلال يعرقل باستمرار ودون سبب عمليات المساعدة داخل غزة، ويمنع عمليات الإغاثة ويقاوم تنفيذ التدابير التي من شأنها تعزيز تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة” – المجموعة الإنسانية الدولية للاجئين
ولو افترضنا جدلاً أنه إن لم تكن هناك سياسة إسرائيلية ممنهجة في تحويل المساعدات إلى أسلحة ومحاولة تجويع غزة عمداً واضحة بما يكفي، فقد أصبحت واضحة الآن!
ما حصل في حادثة قافلة المساعدات التابعة للمطبخ المركزي لم يكن حادثة منعزلة، حيث وصف منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، غزة بأنها “واحدة من أخطر الأماكن على وجه الأرض بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني”.
أضاف ماكغولدريك أنه “حتى 20 مارس، كان قد قُتل ما لا يقل عن 196 عاملاً في المجال الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ أكتوبر 2023، وهذا ما يقرب من 3 أضعاف عدد القتلى المسجل في أي صراع آخر خلال عام واحد”.
“ظروف تشبه المجاعة”
للاحتلال الإسرائيلي تاريخ في قتل العاملين في الإغاثة، فمأساة مافي مرمرة لا تزال حية في أذهان العاملين في مجال المساعدات الإنسانية والمناصرة، والذين كانوا مئات من 50 دولة مختلفة على متن السفينة التي كانت تهدف إلى إيصال 10,000 طن من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر في مايو 2010.
في تلك الليلة المشؤومة، قُتل 10 من العاملين في الإغاثة وأُصيب المئات على يد القوات الإسرائيلية التي هاجمت الأسطول من الجو والبحر وأطلقت النار على الناس على مرمى البصر!
رغم مقتل 3 مواطنين بريطانيين على يد الجيش الإسرائيلي، تواصل المملكة المتحدة مساعدة إسرائيل من خلال التجارة ومبيعات الأسلحة
لقد أدى الاحتلال الإسرائيلي إلى خلق “ظروف تشبه المجاعة”، كما تقول المجموعة الإنسانية الدولية للاجئين، يعزز ذلك ما توصلت له أبحاث المجموعة الدولية على أرض الواقع من أن الاحتلال “يعرقل باستمرار ودون سبب عمليات المساعدة داخل غزة، ويمنع عمليات الإغاثة ويقاوم تنفيذ التدابير التي من شأنها تعزيز تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
علاوة على ذلك، فقد ذكرت وزارة الصحة في غزة أن 27 طفلاً و3 من البالغين قد توفوا بسبب سوء التغذية حتى الآن، ومن المتوقع أن يرتفع العدد مع مرور الوقت.
إن هذا التخويف الذي يتعرض له العاملون في الإغاثة يضع منظمات المجتمع المدني في موقف صعب فيما يتعلق بالمخاطرة بعمالها أو الانسحاب بالكامل، كما في حالة المطبخ المركزي WCK، حيث أوقف عملياته في غزة على إثر الحادث.
علاوة على ذلك، فإن الانقطاعات المتكررة في محاولة توصيل المساعدات الطارئة تشير إلى أن إسرائيل تطبق سياسة التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، فوفقاً لكبير مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، فإن “إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح حرب في غزة”.
ورغم مقتل 3 مواطنين بريطانيين على يد الجيش الإسرائيلي، تواصل المملكة المتحدة مساعدة إسرائيل من خلال التجارة ومبيعات الأسلحة، فقد عزز تحالف المملكة المتحدة الثابت مع الاحتلال الإسرائيلي من حدوث إبادة جماعية، فضلاً عن المساعدة والتحريض على مقتل مواطنيها.
وفي هذا السياق، فقد أطلقت منظمة المعونة الإنسانية حملة #NoToGenocide، بهدف لفت الانتباه إلى كيفية استخدام الاحتلال للمجاعة كسلاح في الحرب، ولمطالبة حكومة المملكة المتحدة بإنهاء تواطؤها من خلال قطع التجارة ومبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.
ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار والمساعدات قصيرة المدى ليست نقاطاً كافية، يجب علينا فرض عقوبات واضحة وحظراً لبيع الأسلحة.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)