بقلم محمد حمود
ترجمة وتحرير نجاح خاطر
مع دخول الحرب في اليمن عامها الثامن، تعرضت آثار البلاد والعديد من المواقع التراثية للإهمال والتدمير الجزئي.
ومع نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص بسبب الحرب، تم التركيز قليلاً على الحفاظ على القطع الأثرية التاريخية، التي واجهت السرقة والنهب، وفي بعض الحالات التجريف.
بعد إغلاقه لسنوات…المتحف الوطني في #صنعاء يفتح من جديد أبوابه أمام الزوار#اليمن pic.twitter.com/oQWcehrV3l
— DW عربية (@dw_arabic) May 31, 2023
وتفاقمت معاناة قطاع السياحة، الذي كان يعاني بالفعل قبل الحرب، ولكن في 18 أيار/ مايو، الذي يصادف اليوم اعالمي للمتحف، أعاد المتحف الوطني في صنعاء فتح أبوابه مرة أخرى، في حدث مثير للدهشة، إذ كان المتحف قد أغلق في السابق لمدة عشر سنوات بسبب الحرب.
تم افتتاح المتحف في الأصل في عام 1971 ليضم القطع الأثرية والمخطوطات والتماثيل القديمة من مختلف العصور التاريخية.
ويعد المتحف الكبير واحدًا من أكبر المتاحف في المنطقة ويتكون من أربعة طوابق، كل منها مخصص لمشغولات يدوية مختلفة يزيد عمر بعضها عن 1000 عام.
السكان المحليون من صنعاء والمدن المجاورة يزورون المتحف، الذي توافد لزيارته بشكل يومي، منذ افتتاحه، كل من العائلات، وطلاب المدارس والجامعات والمتخصصون في التاريخ.
أقيمت ثلاثة معارض خلال الافتتاح، تضمنت إحداها حوالي 800 قطعة أثرية من القطع التي تم ضبطها واستعادتها، واحتوى المعرض الثاني على قطع أثرية من محافظة الجوف، وعرض المعرض الثالث صوراً للقطع الأثرية التي تم تهريبها أو سرقتها.
هنا، ينظر الزوار إلى الآثار التي تم استردادها من قبل الشرطة وهيئة الآثار بين عامي 2006 و 2023، وتشمل القطع الأثرية ألواحًا نحاسية وفؤوسًا وسيفًا.
سبق لليونسكو أن أعربت عن مخاوفها بشأن عدد المواقع التراثية والتحف المعرضة للخطر في اليمن، لا سيما وأن العديد من المباني التاريخية تعرضت لأضرار جانبية أثناء القتال.
وكانت كل من مدينة شبام القديمة المسورة، ومدينة صنعاء القديمة، ومدينة زبيد التاريخية مدرجةً في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
وفي داخل المتحف، تعرض الأعمدة المنحوتة التي كانت ذات يوم جزءًا من المعابد.
وفي السنوات السابقة، أثارت القطع التي ظهرت في بلدان أخرى مخاوف اليمنيين، حيث سلط النقاد الضوء على تشابهها مع القطع الأثرية المنهوبة من اليمن.
زوار المتحف يلقون نظرة على التماثيل البرونزية لذمار علي، أحد مؤسسي دولة حمير عام 110 قبل الميلاد.
كما يضم المتحف عشرات الآلاف من القطع الأثرية من مختلف المواقع الأثرية في جميع أنحاء اليمن.
وفي حين لا توجد أرقام رسمية عن عدد الآثار المنهوبة، تشير تقديرات غير رسمية إلى أن أكثر من مليون قطعة أثرية نُهبت من مواقع مختلفة وتناثرت في جميع أنحاء البلاد أو نُقلت إلى الخارج.