بعد الإطاحة ببشار الأسد…كيف كانت ردة فعل العالم؟

سيطر الثوار السوريون أخيراً على العاصمة دمشق منهين أكثر من 5 عقود من الحكم الوحشي لنظام عائلة الأسد، حيث دخل مقاتلو المعارضة دمشق حوالي الساعة 5 صباحاً بالتوقيت المحلي دون مقاومة، وسرعان ما استولوا على المطار ومبنى التلفزيون الحكومي والعديد من المرافق الحكومية الاستراتيجية الأخرى. 

وقد جاء هذا التقدم المذهل للمعارضة بعد أكثر من عقد من الحرب الوحشية، التي قُتل فيها أكثر من 500 ألف شخص وأجبر أكثر من 14 مليوناً على الفرار من منازلهم، فكيف كانت ردود الفعل الإقليمية والدولية على هذا الحدث؟

  • الاحتلال الإسرائيلي:

عبر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن بلاده “تشعر بالقلق إزاء انتهاكات اتفاق فك الارتباط مع سوريا الذي يعود إلى مايو عام 1974”.

تم التوصل إلى الاتفاق بعد حرب 1973، بتأسيس منطقة عازلة بين البلدين تحت مراقبة الأمم المتحدة، إلا أن إسرائيل احتلت أراضي هضبة الجولان السورية عام 1967، ولا تزال تحتل جزءاً منها حتى اليوم.

قال ساعر: “دخلت القوات المسلحة المنطقة العازلة على الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل”، فيما أشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أنه “نشر قوات في المنطقة العازلة وفي عدة أماكن أخرى ضرورية لضمان سلامة سكان هضبة الجولان ومواطني إسرائيل” على حد زعم الجيش.

  • الإمارات

أشار المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، أنور قرقاش، إلى أنه لا ينبغي السماح للجهات الفاعلة غير الحكومية باستغلال الفراغ السياسي.

خلال حديثه في منتدى حوار المنامة في البحرين، وصف قرقاش الأحداث في سوريا بأنها “مؤشر واضح على الفشل السياسي والطبيعة المدمرة للصراع والفوضى، فالأسد لم يستخدم شريان الحياة الذي مدته به الدول العربية، ولم يستخدم ذلك للانفتاح والانتقال إلى المناقشات الدستورية التي كانت لابد أن تحدث”، وأضاف: “نحن قلقون من الفوضى والتطرف وسلامة الأراضي السورية”.

  • تركيا

أوضح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن الإدارة السورية المقبلة يجب أن تكون شاملة، مؤكداً أنه لا ينبغي السماح للمنظمات الإرهابية باستغلال الوضع.

خلال كلمة له في منتدى الدوحة في العاصمة القطرية، قال: “لقد وصلت سوريا إلى مرحلة يستطيع فيها الشعب السوري تشكيل مستقبل بلده،  واليوم هناك أمل، ولذلك يجب إنشاء الإدارة الجديدة بطريقة منظمة، ويجب ألا يتم المساس بمبدأ الشمولية أبداً، ويجب ألا تكون هناك رغبة في الانتقام أبداً، فقد حان الوقت لتوحيد البلاد وإعادة إعمارها”.

ورداً على سؤال حول مكان وجود الأسد، قال فيدان إنه يعتقد أنه خارج البلاد، مشيراً إلى أن تركيا ليس لديها أي اتصال مع الأسد رغم دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان لإجراء محادثات بعد سنوات من العداء، إلا أن الجهود باءت بالفشل.

  • السعودية

صرح مسؤول سعودي لرويترز بأن المملكة تتواصل مع جميع الأطراف الإقليمية حول وضع سوريا وهي عازمة على بذل كل ما في وسعها لتجنب الوصول لنتيجة فوضوية في البلاد.

قال المسؤول: “كنا على اتصال مع جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة، فنحن على اتصال مستمر مع تركيا ومع كل أصحاب المصلحة المعنيين”.

  • لبنان

أكد الجيش اللبناني على أنه يعمل على تعزيز وجوده على الحدود مع سوريا المجاورة، حيث أشار الجيش في بيان له بأنه “في ظل التطورات المتسارعة والظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، تم تعزيز الوحدات المكلفة بمراقبة وضبط الحدود الشمالية والشرقية، بالتزامن مع تشديد إجراءات المراقبة”.

  • روسيا

قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساتشيوف، أن على السوريين “التعامل مع حرب أهلية واسعة النطاق بمفردهم”، وذلك بعد أن انشغلت روسيا بحربها مع أوكرانيا، والتي يبدو أنها منعتها من التدخل بقوة لإنقاذ الأسد.

  • الولايات المتحدة

صرح البيت الأبيض بأن “الرئيس بايدن وفريقه يراقبون عن كثب الأحداث في سوريا وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين”.

أما الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك وتعهد بإبقاء أمريكا خارج الصراع، حيث كتب في تعليق على موقع اكس: 

“لا ينبغي للولايات المتحدة أن تفعل شيئاً حيال ذلك، فهذه ليست معركتنا، دعها تستمر ولا تتدخل!”.

وبعد سقوط الأسد، كتب ترامب: “لقد رحل الأسد وفر من بلاده، ولم تعد حاميته روسيا، فروسيا بقيادة فلاديمير بوتين، لم تعد مهتمة بحمايته بعد الآن”.

 لم يكن هناك سبب لوجود روسيا هناك في المقام الأول، فقد فقدوا كل اهتمامهم بسوريا بسبب أوكرانيا، حيث أن هناك ما يقرب من 600 ألف جندي روسي جرحى أو قتلى، في حرب ما كان يجب أن تبدأ أبداً.

  • الصين

دعت وزارة الخارجية الصينية إلى العودة إلى “الاستقرار” في سوريا، وأصدرت بياناً ركز على المواطنين الصينيين والمؤسسات الصينية في البلاد.

جاء في البيان أن “الحكومة الصينية ساعدت المواطنين الصينيين الراغبين في مغادرة سوريا بطريقة آمنة ومنظمة، وحافظت على اتصالات مع المواطنين الصينيين الذين بقوا في سوريا”، وأضافت الوزارة: “نحث الأطراف السورية المعنية على اتخاذ إجراءات عملية لضمان سلامة المؤسسات والأفراد الصينيين في سوريا”.

  • ألمانيا

وصفت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، ما حصل في سوريا بأنه “ارتياح كبير للسوريين، فالبلاد يجب ألا تقع الآن في أيدي متطرفين آخرين مهما كان شكلهم”.

  • المملكة المتحدة

في تصريحاتها لشبكة سكاي نيوز، وصفت نائبة رئيس الوزراء البريطاني، أنجيلا راينر، التطور في سوريا بأنه “أخبار مرحب بها”، مشيرة إلى أن الأسد “لم يكن جيداً للشعب السوري”.

دعت الوزيرة إلى حل سياسي “يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، فنحن بحاجة إلى رؤية المدنيين والبنية التحتية محمية، فقد فقد الكثير من الناس أرواحهم ونحن بحاجة إلى الاستقرار في تلك المنطقة”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة