بعد “النصر” الموعود في غزة.. إسرائيل لم تحقق سوى تدمير ذاتها

بقلم لبنى مصاروة

ترجمة وتحرير مريم الحمد

لقد دخل إتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أخيراً بعد 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، حيث تم إطلاق سراح 3 أسرى إسرائيليين مقابل 90 أسيراً فلسطينياً  كجزء من الصفقة حتى الآن.

في نفس الوقت، بدأ النازحون الفلسطينيون بالعودة إلى أحيائهم المدمرة، في حين بدأ الدفاع المدني في غزة في انتشال ما يقدر بنحو 10,000 جثة لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.

لقد قُتل عشرات الآلاف ودُمرت بلدات ومدن غزة بشكل شبه كامل،  إلا أن الفلسطينيين ما زالوا هناك، فرغم وضوح الدمار الذي لحق بغزة للعيان، إلا أن هذا الدمار قد يكون أيضاً بمثابة مرآة للضرر الذي ألحقته الحرب الإسرائيلية بنسيج مجتمعها

رغم ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه اللحظة تمثل بداية نهاية الحرب فعلاً، فالكثيرون في إسرائيل يرون في هذه اللحظة بمثابة فرصة لإعادة التفكير في أهداف الحرب، فقبل التوقيع على الاتفاقية، كان رئيس تحرير موقع “سروجيم” الصهيوني الديني، أرييه يويلي،  قد أصدر حكمه، معتبراً أن أهداف الحرب كانت 3، وهي تفكيك الجناح العسكري لحماس والإطاحة بحماس في غزة وإعادة الرهائن.

كتب يويلي مؤكداً أنه “لم يتم تحقيق أي منها، فصفقة الرهائن تؤكد النصر الكامل لحماس،وقد وعد نتنياهو قبل 11 شهراً بأننا على مسافة قريبة من النصر، وبعد شهرين، تحدث عن خطوة واحدة من النصر”. 

يمكن الإضافة إلى كلام يويلي بالقول بأن أهداف إسرائيل الأخرى غير المعلنة لم تتحقق أيضاً، ففي بداية الحرب، أفادت تقارير بأن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية وزعت خطة لإجبار سكان غزة على التوجه جنوباً إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، ولكن ذلك لم يحدث.

من جهة أخرى، فقد كانت خطة الجنرالات وصفة للتطهير العرقي في شمال غزة، بحيث تتجمع فيها المنظمات الاستيطانية الإسرائيلية بدعم من وزراء الحكومة على الحدود تحسباً للاستيلاء على الأراضي من جديد، لكن ذلك لم يتحقق أيضاً.

لقد قُتل عشرات الآلاف ودُمرت بلدات ومدن غزة بشكل شبه كامل،  إلا أن الفلسطينيين ما زالوا هناك، فرغم وضوح الدمار الذي لحق بغزة للعيان، إلا أن هذا الدمار قد يكون أيضاً بمثابة مرآة للضرر الذي ألحقته الحرب الإسرائيلية بنسيج مجتمعها.

لقد تم فضح إسرائيل كدولة وحشية تمارس الإبادة الجماعية، وأصبح قادتها الآن متهمين بارتكاب جرائم حرب، كما يواجه الجنود الذين نشروا أدلة إدانتهم بأنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي خطر الاعتقال اليوم إذا ما سافروا إلى الخارج.

لقد استوعب الكثيرون في إسرائيل على ما يبدو نوع اللغة التي استخدمها وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت، حيث وصف الفلسطينيين في غزة في بداية الحرب بأنهم “حيوانات بشرية”.

في مقال نشرته صحيفة هآرتس قبل شهر، حذر عالم النفس الإسرائيلي يوئيل إليزور من احتمال انتشار وباء أسماه “الإصابة الأخلاقية” بين الجنود العائدين من غزة، معتمداً على بحث حول الضرر النفسي الذي تعرض له الجنود الذين قاتلوا في غزة خلال الانتفاضة الأولى من عام 1987 إلى عام 1993.

وما علينا إلا أن نشاهد ونرى ما الذي عادت به نفسيات هؤلاء الجنود وما تأثير ذلك على المجتمع الإسرائيلي ككل في الأجيال القادمة.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة