أطلقت السلطات الأمريكية سراح الفلسطيني الأمريكي مفيد عبد القادر بعد أن أمضى ما يقرب من عقدين في سجونها في قضية إرهاب مثيرة للجدل تُعرف باسم “خمسة الأرض المقدسة”، التي قالت منظمات الحريات المدنية أنها انعكاس لاستهداف المسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
أطق سراح عبد القادر، 64 عامًا، يوم الخميس ونُقل إلى منشأة تستخدم لإعادة دمج المعتقلين المفرج عنهم في المجتمع، ليقضي فيها عامًا واحدًا.
وبينما أمضى عبد القادر فترة محكوميته كاملة دون أن يُمنح إطلاق سراح مبكر، رحبت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية ومنظمات الحريات المدنية بإطلاق سراحه من السجن الفيدرالي.
وعبّرت كاثي مانلي، المديرة القانونية لتحالف الحريات المدنية لموقع ميدل إيست آي عن شعور التحالف بالرضا “لأن مفيد حصل على عام كامل في “منزل الانتقال”، وهو أمر نادر الحدوث في تجربتنا، الآن سيكون قادرًا على التواجد مع عائلته وهذا رائع”.
لكنها أضافت: “مازلنا بحاجة إلى العمل الجاد مع كل المعنيين بهذه القضية الشنيعة لإيجاد طريقة للإفراج عن شكري أبو بكر وغسان العشي أيضاً”.
وفي منشور على منصة X، قالت منظمة Within Our Lifetime، وهي منظمة بارزة مؤيدة للفلسطينيين في مدينة نيويورك، إنها “تنضم إلى عائلة مفيد وأحبائه ومجتمعه وأصحاب الضمير في جميع أنحاء العالم للاحتفال بإطلاق سراحه والمطالبة بالحرية لشكري أبو بكر وغسان العشي من خمسة الأرض المقدسة وجميع الأسرى السياسيين”.
وكان عبد القادر قد وجه نداءً عام 2020 للإفراج عنه لأسباب إنسانية على أساس جائحة كوفيد-19، التي ضربت سجن سيغوفيل الفيدرالي في تكساس حيث كان يقضي عقوبته، لكن مناشداته قوبلت بالرفض، وقد أصيب بالفيروس بعد فترة وجيزة من ذلك، الأمر الذي أثار خشية عائلته من ألا يخرج من السجن على قيد الحياة.
يذكر أن عبد القادر كان واحداً من مجموعة عرفت باسم خمسة الأرض المقدسة التي كانت تضم إضافة إليه أربعة فلسطينيين أمريكيين آخرين هم محمد المزين وغسان العشي وشكري أبو بكر وعبد الرحمن عودة.
ففي عام 2004، وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر أثناء “الحرب على الإرهاب” التي قادتها الولايات المتحدة، داهمت السلطات الأمريكية منازل الخمسة واعتقلتهم بعد تصنيف مؤسسة الأرض المقدسة الخيرية التي تطوعوا فيها “منظمة إرهابية”.
وكانت مؤسسة الأرض المقدسة قد جمعت ملايين الدولارات لأعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي جعلها ولفترة طويلة هدفًا للمنظمات المؤيدة للاحتلال في الولايات المتحدة، وفقًا لشبكة صامدون للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين.
ولم تبدأ المحاكمة الأولى في قضية خمسة الأرض المقدسة حتى عام 2007 وانتهت بهيئة محلفين معلقة، أما المحاكمة الثانية فعقدت في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 وأصدرت في النهاية أحكامًا بالسجن لفترات طويلة على كل واحد من الخمسة بتهمة “الدعم المادي للإرهاب”.
ووجه القضاء الأمريكي للمؤسسة الخيرية اتهامات بتحويل الأموال إلى حركة حماس، وهي حركة سياسية فلسطينية صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية في عام 1995.
وحُكم على عبد القادر بالسجن لمدة 20 عامًا، بينما حكم على كل من مزين وعودة بالسجن 15 عاما، فيما حكم على أبو بكر وعشي بالسجن 65 عاما لكل منهما.
وأُطلق سراح عودة من السجن عام 2021، وبعد عام أُطلق سراح مزين من الاعتقال وتم ترحيله على الفور إلى تركيا.
ولم تتهم الحكومة الأميركية المؤسسة الخيرية بتمويل حماس بشكل مباشر، ولكنها زعمت أنها تستخدم “لجان الزكاة”، التي زعمت واشنطن أنها منظمات تمثل واجهة للحركة السياسية الفلسطينية.
ولم يرد اسم أي من لجان الزكاة الفلسطينية في لائحة الاتهام ضد المتهمين الخمسة المتطوعين في مؤسسة الأرض المقدسة على قائمة الإرهاب التي حددتها الولايات المتحدة، بل إن الوكالة الحكومية للتنمية الدولية كانت تعمل بنفسها مع ذات لجان الزكاة، واستمرت في ذلك لفترة طويلة بعد إغلاق مؤسسة الأرض المقدسة.