دعا المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين هيئة الإذاعة البريطانية إلى إقالة عضو مجلس إدارتها روبي جيب بسبب صلاته بصحيفة جويش كرونيكل، التي تورطت في فضيحة قصص كاذبة عن غزة.
واتهم المركز، في رسالة مفتوحة الجمعة الماضي، جيب بـ “الفشل في الالتزام بالمعايير التحريرية” أثناء عمله مديراً لصحيفة جويش كرونيكل قائلاً أن الفضيحة الأخيرة “تلقي بظلال من الشك على قدراته على الالتزام بمعايير هيئة الإذاعة البريطانية”.
وأوضح المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين الذي يتخذ من لندن مقراً له أن: “استمرار جيب في العمل كعضو غير تنفيذي في مجلس الإدارة يشكل ضرراً لسمعة هيئة الإذاعة البريطانية، كما أن سياسته الحزبية فيما يتعلق بمشاعره الموثقة المؤيدة لإسرائيل تجعله غير مناسب للمشاركة في وضع معايير التحرير في هيئة الإذاعة البريطانية في وقت أصبحت فيه تغطية الحرب بين إسرائيل وحماس محل خلاف”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اضطرت صحيفة “جويش كرونيكل” إلى سحب سلسلة من المقالات التي يُزعم أنها تحتوي على اقتباسات ملفقة من مسؤولين إسرائيليين، حيث تضمنت إحدى المقالات، التي نشرها مراسل مستقل يُدعى إيلون بيري، كشفاً مثيراً للجدل من وثيقة يُفترض أنها اكتُشفت في غزة.
ويُزعم أن الوثيقة كشفت عن خطط قائد حماس يحيى السنوار للهروب من قطاع غزة مع الأسرى الإسرائيليين الذين أُسروا خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الاول.
وكان جيش الاحتلال قد قال أنه ليس علم بمثل هذه الوثيقة، في حين شككت العديد من الواقع الإلكترونية الإسرائيلية ف في هوية بيري وخلفيته المهنية، حيث شككت مجلة +972 ذات الميول اليسارية في ادعاءاته بأنه خدم كقائد كوماندوز أثناء عملية عنتيبي وأنه أستاذ في جامعة تل أبيب لمدة 15 عاماً، حيث يبدو أنه لا توجد سجلات تؤكد هذه التأكيدات.
وأعلن عدد من كتاب الأعمدة البارزين، بما في ذلك جوناثان فريدلاند من صحيفة الغارديان، أنهم لن يكتبوا لصحيفة جويش كرونيكل بعد الآن.
ورداً على هذه الاتهامات، قالت صحيفة جويش كرونيكل في بيان لها أنها أنهت ارتباطها ببيري وسحبت مقالاته من موقعها على الإنترنت.
وقالت: “تحافظ جويش كرونيكل على أعلى المعايير الصحفية في مشهد إعلامي متنازع عليه بشدة ونحن نأسف بشدة لسلسلة الأحداث التي أدت إلى هذه النقطة، ونعتذر لقرائنا المخلصين وقد راجعنا عملياتنا الداخلية حتى لا يتكرر هذا الأمر”.
وتعرضت جويش كرونيكل، التي تعد أقدم مصدر للأخبار اليهودية في المملكة المتحدة، لتدقيق شديد منذ الكشف عن هذه المعلومات.
وكان جيب المالك الوحيد ومدير جويش كرونيكل حتى وقت قريب، وقد ورد اسمه في قلب الفضيحة، في حين واجهت بي بي سي أيضاً أسئلة حول الصلة بين جيب، الذي هو عضو في مجلس إدارتها، وجويش كرونيكل.
وبالإضافة إلى كونه عضواً غير تنفيذي في مجلس الإدارة، يرأس جيب حالياً لجنة المكافآت في هيئة الإذاعة البريطانية إلى جانب لجنة إنجلترا ويعمل كعضو في لجنة المبادئ التوجيهية التحريرية والمعايير.
وشكك آلان روسبريدجر، المحرر السابق لصحيفة الغارديان والذي سبق له التحقيق في ملكية صحيفة “جويش كرونيكل”، في موقف جيب من لجنة معايير التحرير في هيئة الإذاعة البريطانية.
وقال روسبريدجر لإذاعة إل بي سي: “لا أستطيع أن أرى كيف يمكنه الجلوس في تلك اللجنة وتصوير نفسه كمنارة للنزاهة، والجلوس للحكم على صحفيي هيئة الإذاعة البريطانية”، وهو ذات الموقف الذي تبناه كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني (كابو).
وذكر دويل لموقع “ميدل إيست آي” أن: “مشاركة أحد كبار المسؤولين في هيئة الإذاعة البريطانية في الاستيلاء على صحيفة جويش كرونيكل يثير تساؤلات حول نزاهته”.
وأضاف دويل أن صحيفة جويش كرونيكل دفعت “بأجندة يمينية نشطة للغاية” تحت قيادة محررها، جيك واليس سيمونز، وسلفه، ستيفن بولارد، وهو ما يمثل انعطافةً حادةً عن تاريخها كصحيفة تعكس بشكل أكبر المواقف المختلفة التي اتخذتها الجالية اليهودية في بريطانيا بشأن إسرائيل وفلسطين.
ويوم الأربعاء، قال المجلس الإسلامي البريطاني أنه كتب إلى هيئة الإذاعة البريطانية للتعبير عن “قلقه العميق” إزاء دور جيب، ودعا المؤسسة إلى النظر فيما إذا كان من المناسب له أن يظل في لجنة معايير التحرير.
وكتبت زارا محمد، الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني، في رسالة إلى سمير شاه، رئيس هيئة الإذاعة البريطانية: “نعتقد أن السير روبي جيب لا يستطيع الحكم بشكل موضوعي على نزاهة هيئة الإذاعة البريطانية في موضوع حساس للغاية مثل الصراع بين إسرائيل وغزة، في حين يظل دوره غامضاً في أحسن الأحوال في صحيفة أظهرت تحيزاً واضحاً ضد الفلسطينيين، وهو مؤيد بالكامل للاحتلال في أسوأ الأحوال”.
وقال متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية لميدل إيست آي أن جيب استقال من منصبه كمدير لصحيفة جويش كرونيكل في أغسطس/آب.