قال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتامار بن غفير أنه لو استطاع لبنى كنيساً يهودياً في المسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية المحتلة، موضحاً: “لو كان بإمكاني أن أفعل ما أريد، لكان من الممكن إنشاء كنيس يهودي أيضاً في جبل الهيكل”.
وجبل الهيكل هو موقع الأقصى وفقاً للتسمية اليهودية، حيث لا يُسمح لليهود بالصلاة في الموقع بموجب اتفاق دولي قائم منذ فترة طويلة يعرف باسم ترتيبات الوضع القائم.
وذكر الوزير اليميني المتطرف لإذاعة جيش الاحتلال صباح الاثنين: “إذا قلت أنه غير مسموح للمسلمين بالصلاة فيه، فسوف تقتلوني”، زاعماً أنه لن يمنع مسلماً من إحضار سجادة صلاة إلى الحائط الغربي، وهو موقع يهودي مهم في البلدة القديمة في القدس.
وأردف في حديثه يقول: “لو منعت مسلماً من الصلاة في الحائط الغربي سيقول الجميع أن هذه عنصرية، لكن المسلمين لا يعترفون بقدسية الحائط الغربي”.
وكان مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أعلن في بيان يوم الاثنين إنه لم يطرأ أي تغيير على الوضع الراهن في الأقصى.
والمسجد الأقصى هو موقع إسلامي تُحظر فيه الزيارات والصلاة والطقوس غير المرغوب فيها من قبل غير المسلمين، وفقاً لاتفاقيات دولية استمرت عقوداً من الزمن.
لكن الجماعات اليهودية، بالتنسيق مع سلطات الاحتلال، عكفت على الدوام على انتهاك هذا الترتيب الدقيق وسهلت المداهمات للموقع وأدت الصلوات والطقوس الدينية داخل حرمه.
وانضم بن غفير، والعديد من السياسيين اليمينيين المتطرفين وأعضاء حكومة الاحتلال، بشكل متكرر إلى المداهمات على الأقصى.
ويخشى الفلسطينيون أن تكون هذه الاقتحامات بمثابة تمهيد لتقسيم المسجد بين المسلمين واليهود، على غرار تقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل في تسعينات القرن العشرين.
بدورهم، انتقد عدد من الوزراء والسياسيين في دولة الاحتلال تصريحات بن غفير، حيث قال وزير الدفاع يوآف غالانت: ” تحدي الوضع الراهن في جبل الهيكل هو عمل خطير وغير ضروري وغير مسؤول، وتصرفات بن غفير تعرض الأمن القومي لدولة إسرائيل ومكانتها الدولية للخطر”.
أما وزير الداخلية موشيه أربيل فذكر أن “تصريحات بن غفير غير المسؤولة تعرض التحالفات الاستراتيجية لإسرائيل مع الدول الإسلامية” للخطر، والتي قال إنها جزء من ائتلاف “في الحرب ضد محور الشر الإيراني”.
وينتمي أربيل إلى حزب شاس، وهو فصيل متشدد في الحكومة الائتلافية يرفض الدفع نحو وجود يهودي أكبر في الأقصى، حيث تعتقد العديد من المجتمعات المتشددة أن المنطقة مقدسة، وتتبع المحظورات الحاخامية على زيارة الموقع.
وتزعم العقائد التي ينادي بها اليهود أن معبدين يهوديين قديمين كانا قائمين ذات يوم فيما يسمونه جبل الهيكل، حيث يُعتقد أن الهيكل الأول بناه الملك سليمان ودمره البابليون، بينما دمر الرومان الهيكل الثاني.
وعلى الجانب الجنوبي الغربي من أسوار المسجد القديمة يوجد الحائط الغربي، والذي يعتقد اليهود أنه البقايا الوحيدة الباقية من الهيكل الثاني بعد تدميره على يد الرومان.
من ناحيته، ذكر زعيم المعارضة يائير لابيد أن “المنطقة بأكملها ترى ضعف نتنياهو في مواجهة بن غفير”، موضحاً: ” إنه غير قادر على السيطرة على الحكومة، حتى عندما تكون هذه محاولة واضحة لتقويض أمننا القومي، لا توجد سياسة ولا استراتيجية، وفي الواقع لا توجد حكومة”.
وكتب بيني غانتس، الذي استقال من مجلس الوزراء الإسرائيلي قبل شهرين، على منصة X أنه لم يحدث أي تغيير “في الوضع التاريخي للمسجد الأقصى”، مضيفاً ” على الرغم من الخطاب الاستفزازي وغير المسؤول من قبل البعض، فإن إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على هذا الوضع التاريخي وليس لديها أي نية لتغييره، ستظل حرية العبادة مضمونة دائماً في الموقع المقدس”.