أعلن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال يوم الأربعاء أن الصلاة اليهودية “مسموح بها” في المسجد الأقصى، مثيراً بذلك ردود فعل عنيفة بين الحلفاء والمعارضين على السواء.
وفي حديثه في مؤتمر عقد في برلمان الاحتلال (الكنيست)، قال الوزير اليميني المتطرف إيتامار بن غفير أن الاعتقاد بأن “القيادة السياسية” الإسرائيلية كانت ضد تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى غير دقيقة.
وأضاف أن: “جبل الهيكل يخضع للتغيير، نحن جميعاً نفهم ما أتحدث عنه، ما يجب قوله بهدوء سيتم القيام به بهدوء، كنت في جبل الهيكل، وصليت في جبل الهيكل”.
وتابع في حديثه للحاضرين في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان (العودة الإسرائيلية إلى جبل الهيكل): “يقولون لي دائماً أن القيادة السياسية ضد ذلك، أنا القيادة السياسية، والقيادة السياسية تسمح بالصلاة اليهودية في جبل الهيكل”.
يذكر أن ما يعرف بالوضع الراهن في القدس ظل ولفترة طويلة يمنع الصلاة اليهودية على الهضبة المرتفعة في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة حيث يقع المسجد الأقصى.
ويزعم المتدينون في دولة الاحتلال أن الموقع يضم معبدين يهوديين قديمين، حيث يُسمح لليهود بالصلاة عند الحائط الغربي، الذي يمتد على طول أحد جانبي التل ويعتبر الجزء المتبقي الأخير من الهيكل اليهودي الثاني الذي دمره الرومان في عام 70 ميلادية.
وظلت القيود المفروضة على دخول غير المسلمين إلى المسجد قائمة منذ تأسيس الوضع الراهن العثماني الذي يخصص الأماكن المقدسة في القدس لطوائفها في عام 1757.
كما حظرت الحاخامية الكبرى في القدس رسمياً دخول اليهود إلى جبل الهيكل منذ عام 1921.
لكن الجماعات الصهيونية الدينية ظلت طوال القرن الماضي تدعو إلى عودة الصلاة اليهودية في الأقصى، حتى أن بعضها دعا إلى هدم المسجد وإعادة بناء الهيكل.
ويوم الأربعاء، زعم بن غفير أن القيود الحالية على الصلاة اليهودية كانت مثالاً على “العنصرية” والتمييز ضد اليهود.
وأضاف أمام الكنيست: “لا يوجد سبب يمنع فتح المسجد الأقصى على مدار الساعة، ولا السماح لليهود بدخوله يوم السبت”.
وأضاف: “يجب أن تكون جميع مناطق جبل الهيكل مفتوحة أمام حضور اليهود”.
وأثارت تصريحات بن غفير انتقادات حتى من داخل الائتلاف الحاكم الذي ينتمي إليه، حيث قال وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يوآف غالانت أنه يعارض أي خطط لضم بن غفير إلى أي حكومة حرب جديدة، في إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية المنحلة التي تشكلت لمتابعة الحرب في غزة.
وكتب غالانت: “من يجلس في الحكومة الإسرائيلية هو شخص مجنون بإشعال الحرائق ويحاول إشعال النار في الشرق الأوسط”.
وقال موشيه غافني، من حزب “يهوديت هتوراة الموحدة” المتشدد، وهو عضو في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن الصلاة اليهودية في الأقصى تمثل “انتهاكاً صارخاً” للشريعة اليهودية وطالب نتنياهو “بعدم السماح بتغيير الوضع الراهن”.
ووصف وزير الداخلية موشيه أربيل، من حزب شاس، وهو حزب متشدد آخر، تصريحات بن غفير بأنها “تجديف” وقال إن “حظر الصلاة اليهودية في جبل الهيكل هو موقف جميع الرجال العظماء في إسرائيل منذ أجيال”.
يذكر أن بن غفير نفذ عدداً من الزيارات إلى المسجد الأقصى، سيما منذ بداية العدوان على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأثارت اقتحامات بن غفير للأقصى احتجاجات من الفلسطينيين والإسرائيليين الذين حذروا من أن الزيارات تمثل استفزازاً متعمداً.
وتذكر اقتحامات بن غفير باقتحام شهير مماثل نفذه زعيم دولة الاحتلال الأسبق أرييل شارون للمسجد الأقصى عام 2000، وقيامه بجولة اعتبرت السبب الرئيسي للانتفاضة الثانية، التي شهدت استشهاد الآلاف من الفلسطينيين وسقوط مئات من القتلى الإسرائيليين على مدى السنوات الخمس التالية.
ورداً على أقوال بن غفير، اتهمه عضو الكنيست المعارض جلعاد كاريف بأنه “مُحرِق مهووس بإشعال انتفاضة ثالثة” خلال “واحدة من أكثر اللحظات حساسية بالنسبة لدولة إسرائيل”.