لليوم الثاني ، تستمر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، وسط تضارب بالمعلومات حول ما يجري على الأرض بسبب اختلاف روايات الطرفين بشان الاحداث، حيث تفيد الأنباء عن سقوط أكثر من 56 قتيلاً حتى الآن و600 جريح
تصاعدت التوترات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو ، في الأشهر الأخيرة ويبدو أنها وصلت إلى نقطة اللاعودة خلال الأسبوع الماضي.
• تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
• قوات الدعم السريع: قواتنا استولت على برج القوات البحرية بالقيادة العامة في #الخرطوم، والجيش ينفي.
• الجيش السوداني: سيطرنا على مقار الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي وكرري. pic.twitter.com/1HqZZ0wtGo
— Alaa Al Diab (@aladdinaldiab) April 16, 2023
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان لها أنها استولت أيضا على مطارين آخرين في مدينة مروي والأبيض في الجنوب ردا على هجمات الجيش على قواعدها.
في غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني أن القتال اندلع بعد أن حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواته في الجزء الجنوبي من العاصمة وأماكن أخرى، مؤكدا أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يقوم بواجبه لحماية البلاد”.
أشار قائد الجيش السوداني إلى أن قوات الدعم السريع هي من بدأت بمهاجمة منزله المعروف بــ “بيت الضيافة” بشكل مفاجئ عند الساعة التاسعة صباحا، مشيرا إلى أن القوات تحرشت بالجيش في منطقة المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم.
وذكر البرهان في مقابلات متلفزة مع الصحافة العربية أن “خيار الجيش الوحيد هو التصدي لمطامع المتمردين في السلطة”، مؤكداً أن الجيش السوداني لديه قوات كافية وإرادة لدحر المتمردين، وفقا لتعبيره.
وأكد البرهان أن الجيش السوداني يحرص في إدارته للعمليات العسكرية على منع وقوع خسائر بشرية، متهما مسؤولي الدعم السريع بالتخطيط لتنفيذ اغتيالات، دون أن يحدد المستهدفين المزعومين منها.
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمداهمة مقر لها في منطقة سوبا بالخرطوم، مؤكدة أنها أطلعت الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة على ما وصفته بـ “الاعتداء الغاشم” من قبل الجيش، كما دعت عناصر القوات المسلحة إلى الوقوف “إلى جانب الحق”.
وذكرت تقارير صحفية أن الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وصلت إلى مقربة من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة والقصر الرئاسي، في حين تسببت المعارك في تعطل حركة المرور في ولاية الخرطوم.
وأفاد شهود عيان أن الطيران الحربي السوداني قصف معسكر المظلات التابع لقوات الدعم السريع بمدينة الخرطوم بحري، في حين أعلن الجيش رسميا أن سلاح الجو شن غارات على معسكري طيبة وسوبا التابعين لقوات الدعم السريع في الخرطوم.
فيديو يُظهر احتجاز مجموعة من الجنود المصريين إثر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع داخل مطار مروي بشمال #السودان pic.twitter.com/nUwJxwANxO
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) April 15, 2023
واتهم الجيش، في بيان لاحق، قوات الدعم السريع بنشر “أخبار كاذبة من خارج السودان، تدعي سيطرتها على القيادة العامة والقصر الجمهوري”.
وكانت مصادر صحفية قد أكدت أن انفجار الأوضاع المتوترة أصلا بدأ بإطلاق نار كثيف بالقرب من مقر للدعم السريع في محيط المدينة الرياضية جنوب العاصمة، ليتحول لاحقاً إلى اشتباكات عنيفة شمال المدينة ووسطها، في ظل انتشار أمني غير مسبوق في محيط القصر الرئاسي والمطار.
🎥#فيديو| تصاعد الدخان من مطار #الخرطوم، عقب إصابة طائرتين مدنيتين بسبب الاشتباكات المسلحة التي تشهدها السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
(متداول) #عكاظ #ان_تكون_اولا #السودان https://t.co/3SlA4INXWI pic.twitter.com/zKocSAca6B— عكاظ (@OKAZ_online) April 15, 2023
وامتدت الاشتباكات إلى جسر النيل الأبيض الذي يصل العاصمة بولاية أم درمان، حيث انتشرت قوات الجيش السوداني بشكل مكثف ودفعت الدبابات والمدرعات إلى الشوارع.
ووثقت مقاطع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت مشاهد من حالة الهلع داخل مطار الخرطوم، في حين قررت شركة مصر للطيران وقف رحلاتها الجوية من وإلى المطار لمدة 72 ساعة لحين الوقوف على مستجدات الأوضاع في السودان.
من جهتها، كشفت الخطوط السعودية النقاب عن تعرض طائرة تتبع لها، من طراز إيرباص A330 وتحمل الرحلة رقمSV458، لحادث قبل إقلاعها من مطار الخرطوم الدولي متجهة إلى الرياض الساعة 7:30 بالتوقيت العالمي من صباح اليوم السبت”.
ولفتت الشركة التي لم توضح ماهية الحادث، إلى أن فريق الطوارئ قام بتعليق جميع الرحلات من وإلى السودان حتى إشعار آخر.
ويأتي تفجر الأوضاع في السودان بعد يوم واحد فقط من تأكيد البرهان وحميدتي حرصهما على التهدئة وعدم إدخال البلاد في دوامة الصراع.
وكان التوتر قد نشب بين الطرفين يوم الأربعاء الماضي حين دفعت قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية في مدينة مروي، في خطوة استدعت ردا من الجيش الذي وصفها بالتحرك غير القانوني، وطالب بانسحاب تلك القوات.
وفي آذار / مارس الماضي، تجدد الخلاف حول مشروع دمج عناصر الدعم السريع في الجيش، مؤديا إلى تأجيل الإعلان عن الاتفاق السياسي النهائي الذي كان من المقرر إبرامه في الأول من نيسان /أبريل.
وفي ردود الأفعال والمواقف الدولية، أدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس القتال في السودان ودعا إلى وقف فوري له واستعادة الهدوء.
وذكر بيان نشرته بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية على صفحتها بفيسبوك أن بيرتس تواصل مع كلا الطرفين المتنازعين، وحثهما على وقف فوري للقتال لضمان سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد مزيداً من العنف.”
الذعر يسود البلاد مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع
تفاجأ المسافرون في مطار الخرطوم الدولي في ساعة مبكرة من صباح السبت عندما حاولت قوة شبه عسكرية سودانية السيطرة على المنشأة، مما أجبر المسافرين على الاحتماء خلف أمتعتهم.
وقال أحمد عبد الرحمن، وهو سوداني كان يهم بالسفر إلى المملكة العربية السعودية، أن “القتال كان عنيفاً للغاية”، موضحا أن الاشتباكات بدأت “أولاً بالأسلحة الخفيفة ثم المدفعية”.
واندلعت اشتباكات في أنحاء عدة من البلاد في ساعة مبكرة من صباح السبت عندما حاولت قوات الدعم السريع السيطرة على العديد من المرافق الاستراتيجية بما فيها القصر الرئاسي.
لقطات جديدة توضح تصاعد وتوسع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، وسط اتهامات متبادلة بالتصعيد من الجانبين.#شو_صار #السودان #الدعم_السريع pic.twitter.com/wauqbNyT4u
— شو صار بلاس (@shusarplus) April 15, 2023
تأسست قوات الدعم السريع عام 2013، من ميليشيا “الجنجويد” التي أنشأها الرئيس السابق عمر البشير لمواجهة الاضطرابات العرقية في منطقة دارفور الغربية، والتي تعرضت للاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وقالت سلمى عبده، وهي من سكان حي الدايم بالخرطوم أنها استيقظت صبيحة هذا اليوم على أصوات الرصاص والقنابل.
وألقى الجيش السوداني ووحدات الدعم باللائمة على بعضهما البعض في القتال، بينما دعت القوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة إلى إنهاء الأعمال العدائية.
“اليد العليا”
وبعد وقت قصير من اندلاع القتال، زعمت قوات الدعم السريع، التي يقدر عدد مقاتليها بنحو 100 ألف مقاتل، أنها سيطرت على العديد من المرافق بما في ذلك المطار والقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش في الخرطوم، وكذلك قواعد القوات الجوية في مروي.
وتعهد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بالاستمرار في القتال “حتى السيطرة على جميع قواعد الجيش وانضمام الشرفاء من أفراد القوات المسلحة إلينا”.
مقارنة بالإمكانيات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
لا يزال الوضع على الأرض في السودان غير واضح مع تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة بالبلاد.
ويمكن أن تؤدي مواجهة كبيرة بين الجانبين إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت… pic.twitter.com/Fez2G24fBN
— أخبار قناة السودان 24 الآن (@sudannow24) April 15, 2023
لكن قائد الجيش العماد عبد الفتاح البرهان نفى مزاعم قوات الدعم السريع، وقال في وقت لاحق إن القوات المسلحة تسيطر بشكل كامل على القصر الرئاسي والمقر العسكري والمطار.
“نحن خائفون من الخروج ونحن نحتمي بالداخل منذ ذلك الحين” – سلمى عبده ، من سكان الخرطوم
وأوضح خبير عسكري لم يكشف عن اسمه أن الجيش لازال يتمتع بميزة القوة الجوية رغم امتلاك قوات الدعم السريع لليد العليا على الأرض التي تتقدم فيها بسبب عدد المقاتلين الكبير لديها، بالإضافة إلى حيازتها عربات مسلحة بالمدافع تمكنها من التحرك وشن هجوم فعال في الخرطوم.
ويعتقد الخبير أن قوات الدعم السريع بدأت بالسيطرة على المطارات المدنية والعسكرية كتكتيك يهدف إلى تحييد ميزة القوة الجوية لدى الجيش.
وتابع:” من الصعب أيضًا على جيش نظامي، مثل الجيش الوطني، القتال في الشوارع وداخل الأحياء كما تفعل قوات الدعم السريع، وهذا يمنحها ميزة على الجيش.”
وفقًا لبيان صادر عن لجنة أطباء السودان، فقد قُتل ثلاثة مدنيين على الأقل في اشتباكات السبت.
نهاية التحالف
أقام البرهان وحميتي تحالفا غير مستقر منذ انقلاب أكتوبر 2021، والذي حل فيه الجيش بقيادة البرهان محل الحكومة الانتقالية التي كان يقودها المدنيون في السودان.
لكن التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تعمل بموجب قانون خاص وتدار عبر تسلسل قيادي خاص بها، تصاعد منذ أسابيع بسبب الجدل المتعلق بدمج الأخيرة في القوات المسلحة تحت إشراف السلطات.
وحذرت الحكومات الغربية من مخاطر القتال الشامل بين قوات الأمن المتناحرة قائلة إنه قد يغرق البلاد في صراع واسع النطاق.
وجاءت التطورات الأخيرة، خلال شهر رمضان المبارك، بعد مقتل أكثر من 120 مدنياً في حملة قمع منظمة للمظاهرات المؤيدة للديمقراطية منذ الانقلاب. ودعا الوسطاء الجانبين إلى “الوقف الفوري للأعمال العدائية وتجنيب البلاد الانزلاق إلى الهاوية”.