بينما حرب أوكرانيا تشتعل شحنات الذهب الروسي تتدفق إلى الإمارات

أصبحت الإمارات العربية المتحدة مركزًا لتجارة الذهب الروسي منذ أن قطعت العقوبات الغربية طرق التصدير التقليدية لروسيا وجعلت الإمارات من نفسها لاعباً محايداً في حرب أوكرانيا.

استوردت الدولة الخليجية 75.7 طنًا من الذهب الروسي بقيمة 4.3 مليار دولار في العام الذي أعقب الغزو الروسي لأوكرانيا – ارتفاعًا من 1.3 طن فقط خلال عام 2021، وفقًا لسجلات الجمارك الروسية التي أوردتها رويترز لأول مرة.

كانت الصين وتركيا أكبر الوجهتين التاليتين، حيث استوردتا حوالي 20 طنًا لكل منهما بين 24 شباط/فبراير 2022 و 3 آذار/ مارس 2023.

وإلى جانب الإمارات العربية المتحدة، شكلت الدول الثلاث 99.8% من صادرات الذهب الروسية، وفقًا لبيانات التجارة التي استعرضتها رويترز.

وتظهر البيانات كيف أصبحت دول مثل تركيا والإمارات العربية المتحدة شريان حياة اقتصاديًا لموسكو في الوقت الذي تواجه فيه العزلة في الغرب.

رفضت دول الشرق الأوسط التوقيع على العقوبات الغربية ضد الكرملين مستفيدين من شراء الطاقة الروسية المخفضة، وتصدير المنتجات الغربية، والترحيب بالمهاجرين الروس.

الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أقدم شركاء واشنطن الأمنيين في المنطقة، لكن المسؤولين الأمريكيين وجهوا انتقادات علنية نادرة لأبو ظبي. 

ففي مارس، وصف مسؤول كبير بوزارة الخزانة الإمارات العربية المتحدة بأنها “بلد التركيز”، حيث تتطلع واشنطن إلى خنق علاقات روسيا بالاقتصاد العالمي.

أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها كواحدة من أكبر الأسواق وأسرعها نموًا لتجارة الذهب، وساهم العمل التجاري مع روسيا في ازدهار اقتصادي في الإمارات العربية المتحدة.

وفي العام الماضي، سجلت الدولة رقما قياسيا في التجارة الخارجية غير النفطية بالذهب كأحد قطاعات التصدير الرائدة، وفقا لبيانات قدمتها وزارة الاقتصاد الإماراتية.

استفادت دبي، على وجه الخصوص، من التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، وأصبحت المدينة رابع أكثر أسواق العقارات الفاخرة نشاطًا في العالم بعد نيويورك ولوس أنجلوس ولندن هذا العام – بفضل زيادة الاهتمام من الروس الذين أصبحوا أكبر مشتري العقارات فيها.

إلى جانب الترحيب بحكم القلة المرتبطة بالكرملين، تستفيد دبي أيضًا من تدفق عمال التكنولوجيا الروس، الذين يتطلع العديد منهم إلى تجنب تداعيات حرب فلاديمير بوتين.

وتستفيد الإمارات أيضًا من العقوبات الغربية المصممة لقطع وصول روسيا إلى عائداتها النفطية، حيث أصبح ميناء الفجيرة الإماراتي مركزًا لإعادة الشحن للخام الروسي والمنتجات البترولية.

مقالات ذات صلة