حذّرت شخصيات سياسية معارضة في بريطانيا من المخاطر الجسيمة التي قد تترتب على استخدام الولايات المتحدة لقاعدة دييغو غارسيا العسكرية، التابعة لبريطانيا، في حال قررت واشنطن شنّ هجوم عسكري مباشر على إيران.
جاء ذلك عقب ترؤس رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اجتماعًا طارئًا لفريق “كوبرا” بعد ظهر الأربعاء، لمناقشة سبل التعامل مع احتمال توسع الصراع بين دولة الاحتلال وإيران، وتداعيات دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة.
وسلّط الاجتماع الضوء على قاعدة دييغو غارسيا، وهي منشأة عسكرية مشتركة بريطانية-أمريكية تقع في قلب المحيط الهندي، وتتمتع بموقع استراتيجي يضع القاذفات الأمريكية على مسافة 5300 كيلومتر فقط من إيران، بما يسمح بشنّ ضربات جوية دون الحاجة لاختراق المجال الجوي لدول الخليج.
ووفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد شوهدت أربع قاذفات أمريكية من طراز B-52 ستراتوفورتريس، القادرة على حمل قنابل دقيقة التوجيه، وهي تهبط في القاعدة يوم الإثنين الماضي.
وأثار هذا التمركز العسكري المتنامي المخاوف من أن تجد المملكة المتحدة نفسها طرفًا فاعلًا في النزاع فقط لمجرد سماحها للولايات المتحدة باستخدام القاعدة، حتى وإن لم تشارك بشكل مباشر في القتال.
تحذيرات قانونية وأمنية
وحذر النائب المستقل عدنان حسين من أن “السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعد عسكرية بريطانية لشنّ هجمات على إيران، خاصة إذا انطلقت من أراضٍ تابعة لبريطانيا، يمكن أن يُعدّ، من الناحية القانونية، تورطًا مباشرًا في الحرب”.
وأضاف في تصريحات لموقع ميدل إيست آي : “هذا من شأنه أن يعرّض المملكة المتحدة لردود انتقامية من إيران، ويزج بها في صلب الصراع العسكري”.
بدوره، قال زاك بولانسكي، نائب زعيم حزب الخضر والمرشح لرئاسة الحزب، أن هجوم الاحتلال على إيران غير قانوني”، مؤكداً أن تصريحات ستارمر حول رغبته في “تهدئة التوتر” تتناقض تمامًا مع واقع احتمال السماح باستخدام القواعد البريطانية لشنّ ضربات عسكرية.
كما شدّد النائب عن الحزب الوطني الاسكتلندي، كريس لو، على أن “أي قرار بشأن استخدام القواعد البريطانية يجب أن يُعرض على البرلمان ويخضع للتصويت”، محذّرًا من أن خطوة كهذه ستُعد تصعيدًا خطيرًا في المنطقة.
تهديدات إيرانية وردود محتملة
وكانت طهران كانت قد حذّرت مرارًا حلفاء دولة الاحتلال من أنها لن تتردد في مهاجمتهم في حال شاركوا في أي تحرك عسكري ضدها.
وتتمتع الطائرات الإيرانية المسيّرة من طراز شاهد-136B بمدى يمكّنها من الوصول إلى دييغو غارسيا، التي تضم نحو 4000 شخص، معظمهم من عناصر الجيش الأمريكي ومتعاقدين عسكريين.
وبحسب الموقع، يُتوقّع أن يستشير ستارمر مستشاره للأمن القومي، جوناثان باول الذي شغل منصب رئيس ديوان رئيس الوزراء الأسبق توني بلير خلال غزو العراق عام 2003 في حال تقدمت واشنطن بطلب رسمي لاستخدام القاعدة.
دعوات للحلول الدبلوماسية
وعاد عدنان حسين ليشدد على وجوب أن تواصل المملكة المتحدة “التركيز على الحلول الدبلوماسية، لأنها وحدها الكفيلة بإنهاء هذه الأزمة”، مضيفًا أن “خوض حرب شاملة، في ظل الحديث عن استخدام محتمل لأسلحة نووية، سيكون كارثة ليس فقط لأطراف النزاع بل للعالم بأسره”.
من جانبه، ذكّر بولانسكي بأن مليون بريطاني تظاهروا ضد حرب العراق، قائلاً: “لا تزال الفوضى والدمار التي تلت تلك الحرب وصمة عار في تاريخ حزب العمال، عليهم أن يتعلّموا من التاريخ”.