استأنفت القوات الإسرائيلية اقتحاماتها الليلية في الضفة الغربية المحتلة بعد أسبوع من الهدوء أعقب اعتداءات المستوطنين غير المسبوقة في منطقتي نابلس وحوارة.
وخلال المداهمات اعتقلت القوات الإسرائيلية ثمانية فلسطينيين بزعم أنهم مطلوبون.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة المداهمات الإسرائيلية للأراضي المحتلة حتى أصبحت جزءا من الروتين اليومي لحياة الفلسطينيين، إلا أنها أدت إلى تأجيج التوتر وتصاعد العنف منذ أن كثفت إسرائيل اقتحاماتها العام الماضي.
وما زالت القوات الإسرائيلية تبحث عن مسلحين فلسطينيين اثنين، أحدهما قام بفتح النار على اثنين من المستوطنين في بلدة حوارة بالضفة الغربية مما أسفر عن مقتلهما يوم الأحد، والآخر أطلق النار وتسبب بمقتل إسرائيلي أمريكي يبلغ من العمر 27 عامًا، مساء الإثنين.
وعقب الحادث الأخير، شددت القوات الإسرائيلية قبضتها على مدينة أريحا التي يعتقد أن المنفذ قد فر باتجاهها.
ويساور المسؤولون العسكريين الإسرائيليون القلق بشكل متزايد من خروج الأوضاع في الضفة الغربية عن نطاق السيطرة.
“ليلة أخرى كهذه من أعمال الشغب، وسنصل إلى نقطة اللاعودة” – اللواء يهودا فوكس، الجيش الإسرائيلي
وكانت القوات الإسرائيلية قد قتلت 11 فلسطينيا، بينهم طفل وثلاثة مسنين، وأصابت 100 آخرين يوم الأربعاء الماضي خلال اقتحام دموي لمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
ووُصفت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في نهاية الأسبوع بأنها غير مسبوقة من حيث طبيعتها.
وأفاد مسؤولون في وزارة الصحة أن فلسطينيا واحدا على الأقل قتل وأصيب نحو 400 آخرين في هجمات المستوطنين على حوارة وبلدات وقرى أخرى في الضفة الغربية.
كما أحرق المستوطنون ما لا يقل عن 35 منزلاً أتت عليها النيران بشكل كامل فيما تضرر 40 منزلاً آخر بشكل جزئي، وأضرمت النار في العديد من المباني أثناء احتماء السكان الفلسطينيين داخلها، بالإضافة إلى إحراق وتدمير أكثر من 100 سيارة.
وعقب أعمال الشغب، تم اعتقال ثمانية مستوطنين أفرج عن ستة منهم يوم الاثنين فيما أطلق سراح اثنين آخرين يوم الثلاثاء، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ويرجح المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن يستمر التوتر في ظل اقتراب شهر رمضان، الذي يبدأ في نهاية شهر مارس.
وخلال إيجاز أمني، حذر المسؤول الإسرائيلي البارز اللواء يهودا فوكس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن هجوم حوارة يهدد بإخراج الوضع في الأراضي المحتلة عن السيطرة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، قال فوكس لنتنياهو: “ليلة أخرى كهذه من أعمال الشغب، وسنصل إلى نقطة اللاعودة”.
وبحسب ما ورد، فقد قال رئيس الشاباك رونين بار في حوار أمني مع نتنياهو: “لقد مررنا جميعًا بانتفاضة، لكن لم يمر أحد بانتفاضة شهدت تحريضا عبر الإنترنت، مما يجعل أعمال الشغب أكثر خطورة”.
عنف المستوطنين
وتتعرض السلطات الإسرائيلية إلى ضغوط من اجل اعتقال منفذي الاعتداءات في حوارة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس خلال الإيجاز الصحفي:” نتوقع من الحكومة الإسرائيلية ضمان المساءلة الكاملة والمحاكمة القانونية للمسؤولين عن هذه الهجمات بالإضافة إلى التعويض عن الخسائر في المنازل والممتلكات”.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، قامت مجموعة من المستوطنين بإلقاء الحجارة وعلى ما يبدو بمحاولة دهس ضابط إسرائيلي بسيارة ليلة الإثنين.
وبشكل منفصل، اعتدت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين يوم الأحد على ضابط كبير بالقرب من مستوطنة بالضفة الغربية، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وعادة ما يُعتقل المستوطنون الإسرائيليون لارتكابهم أعمال عنف تجاه الفلسطينيين أو تجاه الضباط الإسرائيليين أنفسهم، إلا أنه غالبا ما يتم إطلاق سراحهم بسرعة.
وكتب ناحوم برنيع لموقع Ynet الإسرائيلي الإخباري بأن الذين ينفذون أعمال الشغب والاعتداء على الفلسطينيين من المستوطنين يشعرون بأنهم “محصنون ضد القانون، وأن الخوف من الدولة لا ينطبق عليهم”.
ومنذ بداية العام الحالي، قُتل ما لا يقل عن 62 فلسطينيًا على أيدي الإسرائيليين، بمعدل قتيل واحد في اليوم، بينما قتل 13 إسرائيليا وضابط شرطة على أيدي الفلسطينيين في نفس الفترة.
يأتي ذلك بعد تصعيد حاد لأعمال العنف في العام 2022 الذي قُتل فيه ما لا يقل عن 167 فلسطينيًا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهو أعلى عدد من القتلى يسجل في تلك الأراضي في عام واحد منذ الانتفاضة الثانية، فيما قتل 30 اسرائيليا العام الماضي على يد الفلسطينيين.