كشفت تحقيقات أسترالية نشرت يوم الجمعة النقاب عن أن “إخفاقات عسكرية خطيرة” في هجوم قوات الاحتلال على قافلة مساعدات في نيسان/أبريل تسبب في مقتل سبعة عمال إغاثة أجانب في غزة.
وكانت غارات الاحتلال على ثلاث مركبات تابعة للمطبخ المركزي العالمي (WCK)في الأول من نيسان/أبريل قد أدت إلى مقتل عمال إغاثة من أستراليا وكندا وبولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفلسطين.
وفحص التقرير الحكومي تبرير الاحتلال للغارة الدموية على عمال الإغاثة، لكنه عزا الهجوم إلى فشل قوات الاحتلال في اتباع الإجراءات، مستشهداً بـ “أخطاء في تحديد الهوية واتخاذ القرار، والتي ربما تفاقمت بسبب مستوى من التحيز في التأكيد”.
وقال رئيس قوات الدفاع الأسترالية السابق مارك بينسكين، الذي تم تعيينه مستشاراً خاصاً في هذا الشأن، أنه لا يعتقد أن قوات الاحتلال “وجهت الضربة عن علم أو عمد ضد منظمة الاغاثة” التي سلمت 100 طن من المساعدات الغذائية إلى مستودع في دير البلح.
وخلص إلى أن هذا كان العامل الأساسي وراء “الانهيار الكبير في إدراك الموقف” وحث حكومة الاحتلال على إصدار “اعتذار مناسب” لعائلات الضحايا التي لا تعتبر الاعتذار العلني الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية كافياً.
ودعت عائلة زومي فرانكوم، عاملة الإغاثة الأسترالية التي قتلت في الهجوم، إلى “مزيد من التحقيقات” ووصفت التقرير بأنه “الخطوة الأولى فقط”.
وقالت وزيرة الخارجية بيني وونغ إن الهجوم لم يكن “حادثاً منفرداً”، مستشهدة بتقرير للأمم المتحدة وجد أن أكثر من 250 عامل إغاثة قتلوا في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت: “تظل غزة المكان الأكثر دموية على وجه الأرض بالنسبة لعمال الإغاثة”، وحثت على توفير حماية أقوى للعاملين في القطاع الممزق بالحرب.
ويأتي تقرير بينسكين في أعقاب تحقيق داخلي أجرته قوات الاحتلال أسفر عن فصل ضابطين وتوبيخ ثلاثة آخرين.
وفي أعقاب التحقيق الداخلي، قالت وونغ إن أسرة فرانكوم شعرت بأن الإجراء التأديبي لم يكن كافياً.
تم تشكيل لجنة التحقيق الأسترالية بعد وقت قصير من إدانة وزير الخارجية لتعليقات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن الهجوم ووصفها بأنها “غير مناسبة تماماً”.
وتتوافق خلاصات المراجعة مع التحقيق العسكري الإسرائيلي، الذي وجد أيضاً أن الهجوم كان بسبب سلسلة من الأخطاء.
وأدانت مهرين فاروقي، نائبة زعيم حزب الخضر الأسترالي، تقرير بينسكين ووصفته بأنه “تستر كامل” لأنه اضطر إلى “الاعتماد بشكل كبير” على التحقيق الداخلي الإسرائيلي في الهجوم.
وكان تحقيق أجرته وكالة التحقق من المعلومات التابعة لقناة الجزيرة، قد كشف استناداً إلى معلومات مفتوحة المصدر وشهادات شهود وصور للموقع، أن الهجوم على القافلة كان متعمداً.
وقالت منظمة المطبخ المركزي العالمي أن قافلتها تعرضت للقصف “رغم تنسيق التحركات” مع جيش الاحتلال.
وأوضح مؤسس المنظمة خوسيه أندريس للصحافيين في نيسان/أبريل أن قوات الاحتلال استهدفت القافلة “بشكل منهجي، سيارة تلو الأخرى”.
وأفاد موقع ميدل إيست آي أن ما لا يقل عن 357 موقعاً وقافلة تديرها منظمات إنسانية في غزة، والتي تم تبادل إحداثياتها مسبقاً، تعرضت للقصف قبل الهجوم على قافلة المطبخ المركزي.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة وعمال إغاثة أنه كان من الواضح منذ أشهر أن نظام الإخطار الإنساني في غزة معطل.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)